أخبار

لماذا رفضت كاليدونيا الانفصال عن فرنسا؟

ناخبون في كاليدونيا يدلون بأصواتهم.

«عكاظ» (باريس) okaz_online@

صوت غالبية الناخبين في كاليدونيا الجديدة (الأرخبيل الواقع في جنوب المحيط الهادئ)، ضد الاستقلال عن فرنسا، واختاروا البقاء جزءا منها. وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية، أن النتائج تظهر أن 53.3% من الناخبين الذين شاركوا في استفتاء اليوم (الأحد)، اختاروا الحفاظ على العلاقات مع فرنسا، بينما أيد 46.7% الاستقلال.

والاستقلال جزء من جهود إنهاء الاستعمار الذي استمر 3 عقود، ويهدف لتسوية التوترات في الأرخبيل بين سكان (كاناك) الأصليين الساعين للاستقلال، والسكان المستعدين للبقاء مع فرنسا.

وتمت دعوة أكثر من 180 ألف ناخب للإجابة على السؤال: «هل تريد أن تحصل كاليدونيا الجديدة على السيادة الكاملة وتصبح مستقلة؟».

وقال روبرت وياريدري (60 عاما): «اليوم ليس يوما عاديا.. استيقظ الجميع ولديهم الرغبة في التعبير عن أنفسهم من خلال التصويت.. إنه يوم تاريخي».

وفي العاصمة نوميا، انتظر الناخبون في طوابير طويلة للتصويت تحت أشعة الشمس الحارقة، بعضهم لساعات. وأدلى ما يقرب من 80% من الناخبين بأصواتهم قبل ساعة واحدة من إغلاق مراكز الاقتراع.

ودعت حركة «جبهة التحرير الوطني» التي تقود حملة الاستقلال، أنصارها لالتزام الهدوء والاحترام.

وقالت كورين فلورنتين (52 عاما) إنها صوتت ضد الاستقلال لأنها تريد «أن تظل فرنسية». وأضافت «يمكننا أن نعيش معا، جميع الأجناس معا، ونصمم مستقبلنا المشترك».

وصوت غيوم بول (18 عاما) وهو طالب بجامعة كاليدونيا الجديدة، بـ«لا»، لأنه يريد أن يحافظ الأرخبيل على علاقاته مع فرنسا. وتساءل: «ماذا ستكون الدولة لو كانت مستقلة؟ هناك خطر حقيقي من اختفاء الجامعة دون التمويل الذي تقدمه فرنسا». لكن يواكيم نيمبو (22 عامًا) أيد الاستقلال. وقال «لقد صوتت بنعم، لأن هذا قتال شعبي. نريد الاعتراف بهويتنا وثقافتنا. أعتقد أننا قادرون على إدارة أنفسنا». وصوت تاجوي واينيس (25 عاما) بـ«نعم» للاستقلال. وأضاف «نحتاج إلى العودة للتقاليد، والعمل في الحقول، والبقاء مع القبيلة. الحياة العصرية معقدة للغاية بالنسبة لنا».

وأصبحت كاليدونيا الجديدة فرنسية عام 1853 تحت حكم الإمبراطور نابليون الثالث (ابن شقيق نابليون ووريثه) واستخدمت لعقود كـ«مستعمرة سجن»، وأصبحت منطقة «ما وراء البحار» بعد الحرب العالمية الثانية، حيث مُنحت الجنسية الفرنسية لجميع الكاناك في عام 1957.