وزارة الثقافة في مفترق طرق !
الاثنين / 18 / صفر / 1442 هـ الاثنين 05 أكتوبر 2020 23:58
منى المالكي
نعيش حالياً مفاهيم ومصطلحات معرفية تحدد عناوين لمواضيع جديدة دخلت إلى حياتنا مثل مفهوم (الرقمية)، فكيف إذا التصق ذلك المفهوم، أقصد الرقمية، بمفهوم لم يُحدد له تعريف حتى الآن وهو تعريف (الثقافة) رغم ولادته قبل وقت طويل!
فحتى نعمل على إستراتيجية تملك رؤية محددة وواضحة تذهب لتحقيق أهداف ونتائج مرجوة لا بد أن تقوم وزارة الثقافة مشكورة بالاهتمام بهذا الجانب، أقصد (الثقافة الرقمية) التي جاء في بعض تعريفاتها أنها تعني «القدرة بثقة على استخدام أجهزة الكمبيوتر والخدمات الإلكترونية لمواكبة حياة المجتمعات الحديثة والمشاركة فيها بثقة، وأنه يكمن جوهر الثقافة الرقمية في تمكين أفراد المجتمع من استخدام التطبيقات الرقمية الحقيقية لما لها من ثقة لإنجاز أعمالهم الوظيفية والشخصية أو واجباتهم ومهماتهم تجاه المجتمع».
ولكني سأحدد ماذا أقصد بالثقافة الرقمية، وأحاول أن أقصد إلى ما عنيته قصداً، فهذه الثورة التكنولوجية العملاقة التي قربت المسافات بل محتها نهائياً فبضغطة زر تستطيع أن تتحدث مع أبعد شخص في العالم في التو والحال. ويمكنك أن تتفاعل معه ومع ثقافته الخاصة به وثقافته الإقليمية وثقافته العامة، فكيف بنا ونحن نعني هنا الأدب بأشكاله وأجناسه المختلفة مثل الفن السينمائي والتشكيلي والمسرح وفنون الطعام والأزياء والتراث غير المادي الذي يتعرض لتغييرات وتحولات نوعية كبيرة.
ومن يتعامل مع هذه الرقمية العملاقة هم الجيل الذي يرفض التقليد بل وينزع نزوعاً قصدياً ومباشراً إلى التجريب. هذا التجريب هو هاجس الشباب الجديد، فنرى لوحات تشكيلية ترسم بواسطة الذكاء الاصطناعي وتستخدم فنون الرقمية في إبداعها بعيدا عن الفرشة والألوان، ونرى ظهور الأدب الرقمي، فالأدباء يذهبون إلى أقصى الحدود في رقمنة الأدب، وأقصد هنا أدباء الغرب بعيداً عن أدبائنا الذين يرفضون مشاركة القارئ في نصوصهم! فالأدب الرقمي يقوم على فكرة فاعلية المتلقي أي القارئ في كتابة النص! ولكن قبلنا أم رفضنا سيأتي الأدب الرقمي ليفرض وجوده علينا! فاستعدوا لذلك.
هذه التحولات في فهم وفاعلية الثقافة الرقمية في (الأدب والمسرح والسينما والفنون) لا بد أن تهتم بها وزارة الثقافة والجهات المعنية بتدريسها وتهيئة الجيل الشاب لممارستها بل وإدارتها والاعتناء بها، وهذا دور الجامعات، وهو ما سأكتب عنه الأسبوع القادم، لاسيما ونحن نحتفي بأمرين عظيمين؛ استقلال الجامعات وإنشاء كليات الفنون.
كاتبة سعودية
monaalmaliki@
فحتى نعمل على إستراتيجية تملك رؤية محددة وواضحة تذهب لتحقيق أهداف ونتائج مرجوة لا بد أن تقوم وزارة الثقافة مشكورة بالاهتمام بهذا الجانب، أقصد (الثقافة الرقمية) التي جاء في بعض تعريفاتها أنها تعني «القدرة بثقة على استخدام أجهزة الكمبيوتر والخدمات الإلكترونية لمواكبة حياة المجتمعات الحديثة والمشاركة فيها بثقة، وأنه يكمن جوهر الثقافة الرقمية في تمكين أفراد المجتمع من استخدام التطبيقات الرقمية الحقيقية لما لها من ثقة لإنجاز أعمالهم الوظيفية والشخصية أو واجباتهم ومهماتهم تجاه المجتمع».
ولكني سأحدد ماذا أقصد بالثقافة الرقمية، وأحاول أن أقصد إلى ما عنيته قصداً، فهذه الثورة التكنولوجية العملاقة التي قربت المسافات بل محتها نهائياً فبضغطة زر تستطيع أن تتحدث مع أبعد شخص في العالم في التو والحال. ويمكنك أن تتفاعل معه ومع ثقافته الخاصة به وثقافته الإقليمية وثقافته العامة، فكيف بنا ونحن نعني هنا الأدب بأشكاله وأجناسه المختلفة مثل الفن السينمائي والتشكيلي والمسرح وفنون الطعام والأزياء والتراث غير المادي الذي يتعرض لتغييرات وتحولات نوعية كبيرة.
ومن يتعامل مع هذه الرقمية العملاقة هم الجيل الذي يرفض التقليد بل وينزع نزوعاً قصدياً ومباشراً إلى التجريب. هذا التجريب هو هاجس الشباب الجديد، فنرى لوحات تشكيلية ترسم بواسطة الذكاء الاصطناعي وتستخدم فنون الرقمية في إبداعها بعيدا عن الفرشة والألوان، ونرى ظهور الأدب الرقمي، فالأدباء يذهبون إلى أقصى الحدود في رقمنة الأدب، وأقصد هنا أدباء الغرب بعيداً عن أدبائنا الذين يرفضون مشاركة القارئ في نصوصهم! فالأدب الرقمي يقوم على فكرة فاعلية المتلقي أي القارئ في كتابة النص! ولكن قبلنا أم رفضنا سيأتي الأدب الرقمي ليفرض وجوده علينا! فاستعدوا لذلك.
هذه التحولات في فهم وفاعلية الثقافة الرقمية في (الأدب والمسرح والسينما والفنون) لا بد أن تهتم بها وزارة الثقافة والجهات المعنية بتدريسها وتهيئة الجيل الشاب لممارستها بل وإدارتها والاعتناء بها، وهذا دور الجامعات، وهو ما سأكتب عنه الأسبوع القادم، لاسيما ونحن نحتفي بأمرين عظيمين؛ استقلال الجامعات وإنشاء كليات الفنون.
كاتبة سعودية
monaalmaliki@