لقد ارتقيت مرتقىً صعباً يا أردوغان
تلميح وتصريح
الاثنين / 18 / صفر / 1442 هـ الاثنين 05 أكتوبر 2020 23:58
حمود أبو طالب
ليس خافياً الدور الذي أوكل لتركيا في مشروع الشرق الأوسط الجديد وما سمي بالربيع العربي والفوضى الخلاقة، فقد تم اختيارها وفق معايير تتماهى مع الطموحات السياسية في مرحلة أردوغان بالنسبة للحضور الأوروبي أو الشرق أوسطي، والمقايضة بملفات تركية مزمنة شائكة لتنفيذ أدوار تخدم التوجهات الجديدة في المنطقة، لكن اتضح أن ذلك قد فتح شهية أردوغان للذهاب بعيداً عندما تراءى له أن المهمة التركية قد تكون فرصة سانحة لبعث الماضي من جديد وتجديد الهيمنة التركية على بعض الدول العربية بإحياء المشروع الاستعماري العثماني الرديء.
لقد بدأ أردوغان يمارس سياسة تجاه الدول العربية المحورية هي أبعد ما يكون عن الوعي والاحترام والفهم لمقتضيات العلاقات الدولية والقوانين والأعراف الدبلوماسية بين الدول ذات السيادة بمفهوم الدولة الوطنية، كما بدأت خطاباته تنضح بالاستخفاف تجاهها وتتضمن نوايا عدوانية واضحة، وإذا كنا نعرف أن تركيا تحتضن معظم المارقين من التنظيمات المتآمرة على أوطانها وأنها تدعمهم ضدها إلا أنه لم يكن متصوراً أن يصل أردوغان إلى هذه الدرجة من الوقاحة السياسية بقوله «بعض الدول في منطقتنا لم تكن موجودة بالأمس، وربما لن تكون موجودة في المستقبل، لكننا بإذن الله تعالى سنواصل رفع رايتنا في هذه المنطقة إلى الأبد».
وعندما يصل أردوغان إلى هذا الحد فإنه يصر على تحطيم كل الجسور بين تركيا والدول التي يقصدها، وهي الدول التي وقفت ضد مؤامراته ومشروعه التوسعي وكشفت تناقضاته وخدعه وأكاذيبه، وفي نفس الوقت ما زالت تتحلى بالصبر والروية والحكمة وطول البال أملاً في أن يرعوي هذا السياسي النزق ويتراجع عن تهوره وجموحه الذي سيجر تركيا إلى علاقات معقدة سيئة مع دول ذات تأثير إقليمي وحضور دولي قوي ومكانة سياسية واقتصادية بارزة.
وإذا كانت للسياسة توجهاتها وأدواتها وأدبياتها ورؤيتها التي تفرض عليها مزيداً من التمهل فإنه لا بد أن يكون هناك حراك آخر على المستوى الاقتصادي والشعبي والثقافي ضد توجهات أردوغان لكي يعرف ويتأكد أن لعبته الخطرة ليست بالسهولة التي يتخيلها، وأن هناك شعوباً تربطها بأوطانها علاقة انتماء وثيق، وقادرة على القيام بمهمتها الوطنية عندما يقتضي الأمر ذلك.
لقد حان الوقت لإعادة النظر في طبيعة العلاقة بيننا وبين تركيا الأردوغانية حتى يعرف هذا الكذوب أن الدول التي استخف بها قادرة على تحجيمه وإجباره على التعاطي معها بالاحترام اللائق بها كدول عريقة أصيلة ضاربة في أعماق التأريخ، وقوية ومؤثرة بالقدر الذي يعيده إلى حظيرته الداخلية.
habutalib@hotmail.com
لقد بدأ أردوغان يمارس سياسة تجاه الدول العربية المحورية هي أبعد ما يكون عن الوعي والاحترام والفهم لمقتضيات العلاقات الدولية والقوانين والأعراف الدبلوماسية بين الدول ذات السيادة بمفهوم الدولة الوطنية، كما بدأت خطاباته تنضح بالاستخفاف تجاهها وتتضمن نوايا عدوانية واضحة، وإذا كنا نعرف أن تركيا تحتضن معظم المارقين من التنظيمات المتآمرة على أوطانها وأنها تدعمهم ضدها إلا أنه لم يكن متصوراً أن يصل أردوغان إلى هذه الدرجة من الوقاحة السياسية بقوله «بعض الدول في منطقتنا لم تكن موجودة بالأمس، وربما لن تكون موجودة في المستقبل، لكننا بإذن الله تعالى سنواصل رفع رايتنا في هذه المنطقة إلى الأبد».
وعندما يصل أردوغان إلى هذا الحد فإنه يصر على تحطيم كل الجسور بين تركيا والدول التي يقصدها، وهي الدول التي وقفت ضد مؤامراته ومشروعه التوسعي وكشفت تناقضاته وخدعه وأكاذيبه، وفي نفس الوقت ما زالت تتحلى بالصبر والروية والحكمة وطول البال أملاً في أن يرعوي هذا السياسي النزق ويتراجع عن تهوره وجموحه الذي سيجر تركيا إلى علاقات معقدة سيئة مع دول ذات تأثير إقليمي وحضور دولي قوي ومكانة سياسية واقتصادية بارزة.
وإذا كانت للسياسة توجهاتها وأدواتها وأدبياتها ورؤيتها التي تفرض عليها مزيداً من التمهل فإنه لا بد أن يكون هناك حراك آخر على المستوى الاقتصادي والشعبي والثقافي ضد توجهات أردوغان لكي يعرف ويتأكد أن لعبته الخطرة ليست بالسهولة التي يتخيلها، وأن هناك شعوباً تربطها بأوطانها علاقة انتماء وثيق، وقادرة على القيام بمهمتها الوطنية عندما يقتضي الأمر ذلك.
لقد حان الوقت لإعادة النظر في طبيعة العلاقة بيننا وبين تركيا الأردوغانية حتى يعرف هذا الكذوب أن الدول التي استخف بها قادرة على تحجيمه وإجباره على التعاطي معها بالاحترام اللائق بها كدول عريقة أصيلة ضاربة في أعماق التأريخ، وقوية ومؤثرة بالقدر الذي يعيده إلى حظيرته الداخلية.
habutalib@hotmail.com