لبنان: هل يُعلن تحلل الدولة وتسيُد شريعة الغاب؟
الخميس / 21 / صفر / 1442 هـ الخميس 08 أكتوبر 2020 15:12
راوية حشمي (بيروت) HechmiRawiya@
هل أن السلاح غير الشرعي بات يتمرد على حزب الله؟ أم أن هناك رسائل أراد الحزب وفقاً لإستراتيجية فائض القوة التي ينتهجها أن يرسلها إلى القاصي والداني؟
سؤالان محتملان يمكن طرحهما على خلفية ما حصل في الأيام القليلة الماضية في مدينة بعلبك بعدما خرجت العشائر بشكل كامل عن سيطرة الحزب، أما بالاتفاق على هذا المشهد أو بالعجز فعلا كما أشارت بعض المعطيات، بأن العشائر التي تمتد من الضاحية وصولا إلى بعلبك والتي غذاها وحماها وحمى الخارجين من أبنائها عن القانون ومدها بالسلاح، باتت تشكل تهديدا له بخروج قرارها أخيرا عن سيطرته، وأن من كان الحزب يخيف بهم خصومه في السابق باتوا خطرا عليه اليوم، بعدما لم يحسب له حساب في وقف جولة العنف والإرهاب الأخيرة التي كان مسرحها مدينة بعلبك ؟
المشاهد التي تسربت عمداً إلى وسائل التواصل الاجتماعي وأشعلت غضب اللبنانيين على السلطة الخاضعة لحزب الله وسلاحه والتي ساهمت بتحلل ما تبقى من الدولة ومؤسساتها بعدما تجرأت بعض العشائر على إقامة الحواجز العلنية وأوقفت المواطنين وأرهبتهم دون تردد أو خوف والقتل الذي نُفذ تحت مسمى الثأر على مرأى الجميع دون أن يكون لهؤلاء أي رادع، أربكت (وفقا لمصادر مطلعة في بعلبك) حزب الله الذي عزز لسنوات وعن سابق إصرار وتصميم انتشار السلاح العشائري وتنامي عصابات السرقة والمخدرات والقتل والخطف والاتجار بالدولار، الذي يبدو كما تشير المصادر المذكورة والمعطيات المتوفرة أنه لم يعد قادراً على ضبط هذه البيئة، الأمر الذي دفعه إلى طلب تدخل الجيش اللبناني ورفع الغطاء عن المخلين بالأمن، الأمر الذي تحول إلى نكتة سمجة، حيث إن الأجهزة والجيش لا يجرؤن على توقيف أي مطلوب أو مخل بالأمن.
الاسعتراضات التي حصلت في الأيام الماضية على خلفية عملية ثأر بين عائلتي آل شمص وآل جعفر على مرأى الأجهزة الأمنية التي لم تتحرك كما درجت العادة بانتظار إشارة من حزب الله أو من الثنائي الشيعي وعجز هذا الثنائي عن فض الأشكال الذي أن كان يصب في إطار توجيه رسائل الترويع والإخضاع، فتلك هي المصيبة التي يعيشها لبنان، أما إن كان حزب الله عاجزا فعلا عن ضبط هذا العنف الإرهابي فإن المصيبة باتت أكبر، خصوصا أن المطلوبين باتوا يسرحون الآلاف في المناطق بشكل علني دون خوف، والمخالفات «على مدّ النظر»، والسرقات «على عينك يا قانون» والجولات العنفية إن لم تكن يومية فهي دورية، والسؤال هل بات بالإمكان الإعلان «رسميا» وبفضل حزب الله عن تحلل الدولة وتسيد شريعة الغاب؟