كتاب ومقالات

عندما يتحول الأدب إلى مشروع

شذرات

أروى المهنا

بما أن الأدب يمثل أحد أهم أشكال التعبير البشري فأبرز حدث لفت انتباهي في الأيام القليلة الماضية تحديداً في المشهد الثقافي هو ولادة جمعية سعودية متخصصة بالأدب المقارن، هذه الجمعية التي تم تدشينها بسواعد المهتمين والباحثين خرجت من رحم جامعة الملك سعود والتي تمثل أهم أهدافها بالعمل على خلق حلقة وصل بين الثقافة المحلية والعالمية، بالإضافة إلى تعزيز مكانة الدراسات النقدية المقارنة في المملكة العربية السعودية، ومن أهم ما تطمح له هو التفاعل مع حضارات العالم المختلفة في حقول متعددة سواء بالفكر والأدب وحتى الفنون، أليس خبراً ثقافياً مبهجاً ومتماشياً مع الرؤية التي نطمح لها؟

أستطيع أن أجزم أننا نعيش اليوم ازدهاراً ثقافياً واضح الملامح، فهذا الحراك الثقافي يوحي لنا بمستقبل مميز يضاهي الدول العربية المجاورة التي عرفت على مدى سنوات بمركزيتها.

دعم الروائي والشاعر والكاتب الفرنسي فيكتور هوجو جهود رواد الأدب المقارن كان ذلك في سنة 1878 في العاصمة الفرنسية في باريس وأثناء ترؤسه المؤتمر الدولي للآداب الذي تم فيه تأييد تدريس هذا التخصص لما له من أهمية بالغة في التواصل مع حضارات العالم المختلفة حيث عرف الناقد الأمريكي هنري رماك الأدب المقارن بقوله: «الأدب المقارن هو دراسة الأدب خلف حدود بلد معين ودراسة العلاقات بين الأدب من جهة ومناطق أخرى من المعرفة كالفلسفة والتاريخ والعلوم الاجتماعية من جهة أخرى وذلك من خلال الفنون كالرسم والنحت والعمارة والموسيقى والفلسفة والتاريخ كما في العلوم الاجتماعية كالسياسة والاقتصاد وأيضاً العلوم الدينية، هو مقارنة أدب معين مع أدب آخر، ومقارنة الأدب بمناطق أخرى من التعبير الإنساني»، فيما أشار أحد أشهر أدباء ألمانيا الذي ترك إرثاً أدبياً وثقافياً ضخماً للمكتبة الألمانية والعالمية الكاتب جوته إلى جملة بسيطة لكنها عميقة في مجال الأدب المقارن بقوله: «إني أحب تعلُّم الآداب الأجنبية وأنصح كل شخص بأن يسعي إلى تعلُّمها من جانبه».

برأيي أن الرهان الآن يقع على عاتق الوعي المجتمعي لدعم هذه التحولات الثقافية، ولمعرفة أهمية التواصل مع الآخر من خلال الأدب والفنون، حقاً أفراد المجتمع هم محور التحول سواء بتفاعلهم أو حتى دعمهم ونقدهم، لنعمل على دعم الجمعية السعودية للأدب المقارن للمساهمة في بناء مستقبل ثقافي مشرق.

arwa_almohanna @