انقلاب على ضفاف البحيرات !
الثلاثاء / 26 / صفر / 1442 هـ الثلاثاء 13 أكتوبر 2020 00:11
طلال صالح بنان
يوم الخميس الماضي كشف مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (FBI) عن خطة لاختطاف حاكمة ولاية ميتشجان الديمقراطية (غريتشن ويتمر).. والاستيلاء على كونجرس الولاية، وأخذ رهائن من النواب وكبار موظفي الولاية الرسميين.
سيناريو عنيف، لإشعال حرب أهلية جدية، كما تقول مصادر مكتب التحقيقات الفيدرالي، من قبل الجماعات العنصرية المتطرفة التي تعتقد فكر تفوق العنصر الأبيض، للتأثير على سير العملية الانتخابية، أو بعدها، إذا لم يفز الرئيس ترمب بفترة رئاسية ثانية. اتهام لم تتردد حاكمة الولاية توجيهه للرئيس ترمب، لتحريضه علناً ضد حكام الولايات الديموقراطيين، من أجل «تحرير» تلك الولايات!
صحيح الرئيس ترمب نفى تلك الاتهامات، إلا أنه ظل يمتنع عن إدانة تلك الجماعات اليمينية المتطرفة، حتى وقت قريب، قبل أن تُعلن إصابته، بفايروس كورونا. إلا أن الرئيس ترمب، لم يخفِ أبداً دعمه لتلك الجماعات اليمينية المتطرفة، مبرراً احتمال لجوئها للعنف، إذا لم يفز بالانتخابات!
تطورٌ خطيرٌ، في الممارسة الديموقراطية الأمريكية، التي حكمت تعاقبَ 45 رئيساً و115 دورة تشريعية للكونجرس، منذ إعلان قيام الجمهورية ( 4 يوليو 1776). منذ البداية، اختار شعب الولايات المتحدة، كما جاء في الدستور، إقامة جمهورية فيدرالية، يحكمها القانون، بمؤسسات سياسية منتخبة، تأخذ بصيغة الفصل بين السلطات، وبآلية التداول السلمي للسلطة، لشغل مؤسسات الدولة الرسمية، برموزٍ منتخبة.
حتى أثناء الحرب الأهلية (1861– 1865)، لم يحدث أن لجأ الشعبُ الأمريكي للعنف، في اختيارِ رموزه السياسية. كان العرفُ السائد: غلبةَ الممارسةِ الديموقراطية السلمية، لمعرفة اتجاهات الإرادة العامة للناس، واحترام خياراتها. في ما عدا مناسبات نادرة كان يُلجأ فيها للقضاء لحسم نتائج الانتخابات، إلا أنه لم يُشهد أن سُجل أي اتهام بتزوير نتائج الانتخابات.. أو التلاعب في معرفة خيارات الإرادة العامة للشعب الأمريكي.
كما لم يحدث أبداً أن طُعن في نتيجة الانتخابات، خاصةً الرئاسية، من قبل المرشحين، بسبب التزوير.. وكان غالباً ما تُعلن نتيجة الانتخابات ليلة إجرائها. وكان انتقالُ السلطةِ يتمُ سلمياً وسلساً، في الفترة ما بين إعلان نتيجتها وحتى يوم انتقالها في العشرين من يناير، السنة القادمة، إلى الرئيس الجديد.. أو بدءُ فترةٍ رئاسيةٍ جديدةٍ للرئيس الحالي. هذه الآلية السلمية لتداولِ السلطة، هي السمةُ الرئيسيةُ لاستقرار نظام الولايات المتحدة الرئاسي.. وقد نزعم: أنها الأصلُ الرئيسُ لكونِ الولايات المتحدة قوةٌ كونيةٌ عظمى.
الرئيس ترمب، هو الرئيس الوحيد، الذي أتى ببدعةِ احتمالِ رفض نتيجة الانتخابات وخاض في جدل احتمال تزوير نتيجتها، حتى قبل خوضها. فعل ذلك في انتخابات 2016.. ويؤكد عليه الآن في انتخابات 2020 القادمة.
كاتب سعودي
talalbannan@icloud.com
سيناريو عنيف، لإشعال حرب أهلية جدية، كما تقول مصادر مكتب التحقيقات الفيدرالي، من قبل الجماعات العنصرية المتطرفة التي تعتقد فكر تفوق العنصر الأبيض، للتأثير على سير العملية الانتخابية، أو بعدها، إذا لم يفز الرئيس ترمب بفترة رئاسية ثانية. اتهام لم تتردد حاكمة الولاية توجيهه للرئيس ترمب، لتحريضه علناً ضد حكام الولايات الديموقراطيين، من أجل «تحرير» تلك الولايات!
صحيح الرئيس ترمب نفى تلك الاتهامات، إلا أنه ظل يمتنع عن إدانة تلك الجماعات اليمينية المتطرفة، حتى وقت قريب، قبل أن تُعلن إصابته، بفايروس كورونا. إلا أن الرئيس ترمب، لم يخفِ أبداً دعمه لتلك الجماعات اليمينية المتطرفة، مبرراً احتمال لجوئها للعنف، إذا لم يفز بالانتخابات!
تطورٌ خطيرٌ، في الممارسة الديموقراطية الأمريكية، التي حكمت تعاقبَ 45 رئيساً و115 دورة تشريعية للكونجرس، منذ إعلان قيام الجمهورية ( 4 يوليو 1776). منذ البداية، اختار شعب الولايات المتحدة، كما جاء في الدستور، إقامة جمهورية فيدرالية، يحكمها القانون، بمؤسسات سياسية منتخبة، تأخذ بصيغة الفصل بين السلطات، وبآلية التداول السلمي للسلطة، لشغل مؤسسات الدولة الرسمية، برموزٍ منتخبة.
حتى أثناء الحرب الأهلية (1861– 1865)، لم يحدث أن لجأ الشعبُ الأمريكي للعنف، في اختيارِ رموزه السياسية. كان العرفُ السائد: غلبةَ الممارسةِ الديموقراطية السلمية، لمعرفة اتجاهات الإرادة العامة للناس، واحترام خياراتها. في ما عدا مناسبات نادرة كان يُلجأ فيها للقضاء لحسم نتائج الانتخابات، إلا أنه لم يُشهد أن سُجل أي اتهام بتزوير نتائج الانتخابات.. أو التلاعب في معرفة خيارات الإرادة العامة للشعب الأمريكي.
كما لم يحدث أبداً أن طُعن في نتيجة الانتخابات، خاصةً الرئاسية، من قبل المرشحين، بسبب التزوير.. وكان غالباً ما تُعلن نتيجة الانتخابات ليلة إجرائها. وكان انتقالُ السلطةِ يتمُ سلمياً وسلساً، في الفترة ما بين إعلان نتيجتها وحتى يوم انتقالها في العشرين من يناير، السنة القادمة، إلى الرئيس الجديد.. أو بدءُ فترةٍ رئاسيةٍ جديدةٍ للرئيس الحالي. هذه الآلية السلمية لتداولِ السلطة، هي السمةُ الرئيسيةُ لاستقرار نظام الولايات المتحدة الرئاسي.. وقد نزعم: أنها الأصلُ الرئيسُ لكونِ الولايات المتحدة قوةٌ كونيةٌ عظمى.
الرئيس ترمب، هو الرئيس الوحيد، الذي أتى ببدعةِ احتمالِ رفض نتيجة الانتخابات وخاض في جدل احتمال تزوير نتيجتها، حتى قبل خوضها. فعل ذلك في انتخابات 2016.. ويؤكد عليه الآن في انتخابات 2020 القادمة.
كاتب سعودي
talalbannan@icloud.com