جاء اللقاح.. وغابت «حافظات التبريد» !
الثلاثاء / 03 / ربيع الأول / 1442 هـ الثلاثاء 20 أكتوبر 2020 02:40
«عكاظ» (واشنطن) OKAZ_online@
لن يكون ظهور مصل للوقاية من الإصابة بمرض كوفيد-19 كافياً بحد ذاته للقضاء على جائحة فايروس كورونا الجديد. فمن أكبر المشكلات التي ستواجه العالم، بعد إتاحة اللقاح، أن نقله يحتاج إلى وسائل نقل مبردة ومعقمة تماماً، على أن يتم النقل دون التوقف في أي مطارات عبور. ويعتقد الخبراء أن مشكلة عدم وجود مخازن مبردة سيحرم عدداً قد يصل إلى 3 مليارات من البشر من الحصول على المصل. وسيعني ذلك أن الفقراء الذين تضرروا بشدة من الوباء سيكونون آخر من يمكنهم النجاة من مخاطره. ويمكن تقريب الصورة بشكل أكبر من خلال التشديد على أن أولئك الفقراء يسكنون في أحياء مزدحمة، ويعملون في أماكن عمل عالية الازدحام، ما يسهّل تفشي الفايروس بينهم. كما أن غالبيتهم ليس لديهم قدر كاف من الأكسجين الطبي، الذي يعتبر حيوياً للمصابين بكوفيد-19. بيد أن مشكلة المستودات المبرّدة ليست مشكلة فقراء فقط؛ بل هي أيضاً مشكلة بالنسبة لكثير من الدول الغنية المتقدمة. ويقول علماء الأمصال إن تخزين أي مصل يحتاج إلى مستودعات يتم تبريدها إلى درجة حرارة تصل إلى 70 درجة مئوية تحت الصفر. وهو أمر يحتاج إلى استثمارات ضخمة، لم يكن العالم المتقدم مهتماً بها قبيل اندلاع الجائحة. ويرى الخبراء أن افتقار الدول النامية إلى تلك البنية الأساسية سيجعل من المستحيل إطلاق أي حملات ناجحة لتطعيم أكبر عدد ممكن من السكان، خصوصاً في آسيا الوسطى، ومعظم أرجاء الهند، وجنوب شرق آسيا، وأمريكا اللاتينية، ومعظم بلدان القارة الأفريقية. وفي إحدى قرى بوركينا فاسو-مثلاً- أدى حدوث عطل في الثلاجة المتهالكة التي يملكها المركز الصحي بالقرية إلى حرمان سكانها الفقراء من الحصول على أمصال التتانوس، والحمى الصفراء، والسل الرئوي. وتسعى منظمات إنسانية دولية إلى سد هذه الثغرة بجمع أموال لبناء عشرات الآلاف من الثلاجات التي تعمل بالطاقة الشمسية، لتقوم بحفظ الأمصال. لكنها تقر بأن المهمة ليست سهلة، إذا لم تكن مستحيلة؛ لأنه ينبغي الحفاظ على المصل في درجة الحرارة التي خرج بها من المصنع إلى أن يتم تطعيم الشخص به. كما أن نقله من العواصم والمدن الإقليمية يتطلب شاحنات مبردة، وتياراً كهربائياً مستقراً، وطرقاً سالكة. وسارعت منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة والأمومة (يونسيف) إلى الاستعداد للمرحلة القادمة منذ أشهر بتجهيز أكبر مستودع في العالم للعون الإنساني في كوبنهاغن. يذكر أن العالم يشهد حالياً تجارب سريرية لاختبار فعالية ومأمونية نحو 42 لقاحاً، فيما يصل عدد الأمصال التي لم تصل بعد إلى مرحلة التجارب السريرية إلى 151 لقاحاً، طبقاً لمنظمة الصحة العالمية. ووجود مستودعات تنخفض درجة حراراتها إلى 70 درجة مئوية تحت الصفر نادر حتى في الولايات المتحدة وأوروبا.