رياضة

«الاعتزال» يرعب اللاعبين !

صافرة النهاية اقتربت

محمد النعمي (جدة) meiss20@

في جلسات «الحكاوي الرياضية»، التي غالباً ما أحرص عليها؛ تُطرح عدة نقاشات حول قضايا رياضية لا تطرحها الفضائيات ولا منصات التواصل الاجتماعي إلا نادرا، يناقشها صاحب الرؤية وضعفها وعديمها، ولكنها في النهاية تناقش قضايا تحتاج لأبحاث ودراسات وآراء وأفكار وخطط.

التقطت في إحدى هذه الجلسات الممتعة قضية «مستقبل اللاعب السعودي المحترف عقب الاعتزال».. طرحت فيها نقاشات متعددة؛ مثل: على اللاعب أن يفكر من داخل المستطيل الأخضر ماذا سيفعل حين يغادره؟، وكيفية اختيار مستقبله عقب تركه الملاعب، وهل لديه المقومات والمؤهلات ليدخل عالم التجارة بعد الاعتزال، خصوصاً أن كثيرا من اللاعبين من أجيال سابقة عاشوا التجارة وخسروا ما يملكون، وآخرون لم يفكروا نهائياً في مستقبلهم بعد الاعتزال فأصبحوا يجرون أذيال الخيبة.

والسؤال: هل اللاعب سيكون أسطورة في التجارة والاستثمار مثلما كان أسطورة شهدته الملاعب؟.. ربما.

اللاعبون يقضون في الملاعب مدة تصل إلى 20 عاماً، ويتسلمون راتباً شهرياً مجزياً، وبعض اللاعبين يكابدون بعد الاعتزال مشكلات مالية ونفسية، وبعضهم يحتاج إلى دفعة «أدرينالين» قوية لاستمرار النشاط ليس شرطاً أن يكون رياضياً، ربما يكون تجارياً.

هناك لاعبون بدأوا الاستثمار وما زالوا يسطرون نجوميتهم في المستطيل الأخضر، كما فعل النجم فهد المولد حين افتتح أميز محلات «كوفي شوب» في جدة وباسمه، وعبدالفتاح عسيري في إنشاء مطعم للأسماك، وافتتح الهداف عمر السومة مطعماً للمأكولات الشامية كان له صدى كبير.

وثمة لاعبون اختاروا ميدان الرياضة استمراراً للتخصص؛ مثل: التحليل الفضائي أو الإذاعي للمباريات، أو وكالة أعمال اللاعبين، أو التدريب، أو حتى تجارة الملابس الرياضية، كما فعل الحارس السابق ووكيل اللاعبين الحالي حسين العتيبي والنجم عبداللطيف الغنام، ولاعبون آخرون توجهوا لأعمال أخرى مثل التجارة خارج الإطار الرياضي.

حين نأتي للنجم الأسطورة ماجد عبدالله، فإنه يولي جل اهتمامه لخدمة اللاعبين السابقين برئاسته «جمعية أصدقاء لاعبي كرة القدم الخيرية»، التي ترتكز في مضمونها على تقديم المساعدة للاعبين القدامى وأسرهم، بتوفير وظائف ومسكن مؤثث ومبالغ مالية تضمن لهم الاستقرار المعيشي.

وفيما يمتلك النجم حسين عبدالغني عدة محلات للقهوة «كوفي شوب» وصالة عرض للسيارات الفارهة ومحلات مجوهرات، فإن النجم سامي الجابر يمتلك معرضاً للسيارات بجانب تحوله إلى محلل فني لعدة قنوات عربية قبل أن يصبح مدرباً ومشرفاً في أندية الهلال والشباب والوحدة الاماراتي، ثم رئيساً لنادي الهلال لموسم واحد.

النجوم الثلاثة محمد نور محمد الشلهوب وياسر القحطاني، فإن فكرهم كان صوب العقار بالاستثمار في الأراضي والمباني السكنية ومعارضها، إذ يرى «نور» أنها الأكثر أماناً، واختط «القحطاني» خط والده، أما «الشلهوب» فيدرس تحويل حسابه الشخصي في «سناب شات» إلى مصدر استثماري بالإعلانات التجارية، إضافة إلى أسامة المولد ومناف أبو شقير اتجها للاستثمار في العقار أيضاً.

الشقيقان أحمد وعبده عطيف، توجها إلى المطاعم بامتلاك عدة فروع، فيما يستثمر نجم النصر السابق ومحلل الدوري الإنجليزي حاليا سعد الحارثي إلى «الكافتيريا الشبابية والعائلية»، مثلما فعل أحمد خريش بافتتاح عدة فروع «كافتيريات» صغيرة في جدة، وما فعله النجم أحمد الفريدي بافتتاح عدة مطاعم آخرها ما أعلن عنه في المملكة المغربية.