شهد البيت الأبيض على مر القرون رؤساء غريبي الأطوار، وقادة أفذاذاً، وسيداتٍ أُوَلَ برعن في القيام بمهمات قرينة الرئيس. ومن طرائف تاريخ البيت الأبيض أنه شهد زواج ثلاثة رؤساء. وهم: الرئيس جون تايلر الذي اقترن بجوليا غاردينر في عام 1844، والرئيس العازب غروفر كليفلاند، الذي اقترن بفرانسيس فولسوم في يونيو 1886. وهو أول وآخر رئيس يقيم حفلة زواجه في البيت الأبيض. وأخيراً الرئيس وودرو ويلسون، الذي توفيت زوجته إلين قبل سنة و4 أشهر من اقترانه بإديث بولنغ غولت. وقد احتفل بزواجه منها في منزلها بواشنطن في 18 ديسمبر 1915.

وشهد البيت الأبيض وفاة ثلاث سيدات أُوَل أثناء رئاسة أزواجهن؛ وهنّ: ليتشيا تايلور (توفيت في 1824)، وكارولين هاريسون (توفيت في 1892)، وإلين ولسون التي توفيت في 1914. بيد أن البيت الأبيض شهد أيضاً وفاة ثمانية رؤساء أثناء ولايتهم الرئاسية؛ وهم: وليام هنري هاريسون (1841)، وزكاري تايلور (1850)، وأبراهام لنكولن (1865)، وجيمس غارفيلد (1881)، وووليام ماكنلي (1901)، وووارن هاردنغ (1923)، وفرانكلين روزفلت (1945)، وجون كينيدي (1963).

وأول زيجة أقيمت في البيت الأبيض هي حفلة زواج لوسي باين واشنطن، شقيقة السيدة الأولى دوللي ماديسون. وقد اقترن بها أحد قضاة المحكمة العليا، بعد وفاة زوجها الأول. وأول زواج يخص رئيساً أمريكياً في البيت الأبيض هو زواج جون آدامز الثاني، حفيد الرئيس جون آدامز. ويعد الرئيس وودرو ويلسون أول رئيس أمريكي تزوجت له ابنتان في البيت الأبيض، وهما جيسي (1913)، وإليانور (التي اقترن بها وزير الخزانة في إدارة والدها في عام 1914).

وبعد تنصيب أندرو جاكسون رئيساً، بعد انتصاره في الحرب، في عام 1829، تدفق المهنئون على البيت الأبيض، حيث أقيمت حفلة استقبال لمن سموه «الرئيس الشعبي المحبوب». وكان العدد كبيراً، إلى درجة أن التدافع أدى إلى تحطم الأواني الزجاجية والخزفية. ولكي ينجو الرئيس جاكسون من هذا العدد من المهنئين الذين يزحفون لمصافحته، اضطر إلى الهروب عبر النافذة!

الرابع من يوليو.. أشهر تاريخ في الولايات المتحدة. فهو يمثل اليوم الوطني لذكرى استقلال الولايات المتحدة. لكن هذا التاريخ صادف وفاة ثلاثة رؤساء أمريكيين؛ فقد توفي في 4 يوليو الرئيسان توماس جيفرسون، وجون آدامز، في عام 1826. كما توفي في مثل هذا التاريخ من عام 1931 الرئيس جيمس مونرو. كما يصادف الرابع من يوليو عيد ميلاد الرئيس كالفن كوليدج في عام 1872.

وكان الرئيس وودرو ولسون أول رئيس أمريكي يحمل درجة الدكتوراه. فقد حصل عليها من جامعة جونز هوبكنز في العلوم السياسية، في عام 1886، بأطروحة عن «الحكومة البرلمانية: دراسة في السياسة الأمريكية».

ويعد الرئيس وليام تافت الرئيس الأمريكي الوحيد الذي شغل منصبي الرئاسة ورئاسة القضاء. وهو أحد رئيسين دفنا في مقبرة آرلنغتون القومية. والآخر هو الرئيس جون كينيدي. وكان الرئيس رثرفورد هايز أول رئيس يدخل الهاتف والآلة الطابعة في البيت الأبيض، في 1879، و1880 على التوالي. وفي 20 أكتوبر 1994، دشّن الرئيس بيل كلينتون أول موقع إلكتروني للبيت الأبيض.

وعلى رغم أن البيت الأبيض شهدد عدداً مماثلاً من نواب الرئيس، إلا أن 5 فقط منهم تم انتخابهم رؤساء للولايات المتحدة، وهم: جون آدامز (1796)، وتوماس جيفرسون (1800)، ومارتن فان بورين (1936)، وريتشارد نيكسون (1968)، ووجورج بوش الأب (1988).

أما أشهر فضيحتين حدثتا في البيت الأبيض فهما قضية حادثة ووترغيت، التي انتهت باضطرار الرئيس الجمهوري ريتشارد نيكسون الى الاستقالة في عام 1974. وفضيحة الرئيس بيل كلينتون مع متدربة البيت الأبيض مونيكا لوينسكي، وأسفرت عن توبيخ الرئيس ومحاكمته أمام الكونغرس، غير أنه نجا من العزل.