كتاب ومقالات

لو سمحتوا لا أحد (يصفق) !

محطات

ريهام زامكه

صباحُ الخير، أو بمعنى أبلغ صباح الطير، ومن بعد هذه التصبيحة الرقيقة، دعوني أخبركم بالحكمة لهذا اليوم:

(ايش تاخذ القرعة من كَدّ الأمشاط) ؟!

كان صباحي اليوم (مَهبب) من أوله، استيقظت فيه على صوت (زقزقة العصافير) المُزعجة بالنسبة لي، ولا أدري ما سبب تلك الزَقزقات التي (زقزقت) نومي ويومي وأيقظتني منذ الصباح الباكر وكأني طالبة بليدة في المرحلة الابتدائية وتستعد لدخول منصتها الدراسية.

قمت من بعد هذا الإزعاج، أستجمع قوايّ وتستجمعُني، أشرب قهوتي وتشربني، أرتب أفكاري وتُرتبني، أبعثر أوراقي وتُبعثرني، أُلملم ذاكرتي وتُلملمني، واحتضن ذكرياتي وتحتضنني.

ومن سوء حظي شاهدت مقطع فيديو لداعية شهير يقول فيه: «ليس من الواجب على المرأة أن تخدم زوجها إلا في حدود، الزوجة أخذت للاستمتاع فقط وهي ليست خادمة!».

ومقطعاً آخر ظهر فيه مدعواً في (بارتي) بسيط في أحد المقاهي (يا حليله)، واحتفلوا به (بتورته) مع القليل من الأغنيات -نسأل الله السلامة- لإدخال الفرحة والسرور إلى (قليبه الرهيف).

وقبل أن أدلي بدلوي في هذا، دعوني أسترجع معكم موقفاً آخر للداعية نفسه وكان له علاقة بالمرأة وكرامتها أيضاً، ولا أعلم ما مشكلة فضيلته معها بالضبط؟!

حيث قال الشيخ الدكتور «المشكوك في شهادته حسبما قرأت» أثناء حواره مع مجموعة من المتسابقين في أحد البرامج:

«ترى اللي يتزوج بنتك أو أختك هو صاحب الفضل، شال عنك هَم، شال عنك عار، وكم من الآباء وهو يلفظ أنفاسه يبكي ويقول بقي بنتين أو ثلاث» !

والآن اسمح لي يا فضيلة الشيخ، المرأة لا هذه ولا تلك، فهي لم تُخلق من أجل الاستمتاع بها فقط، ولا هيّ عارٌ لا يسترها إلا رجل يتفضل بالزواج منها!

العار الحقيقي هو في أفكار ونظرة أمثالكم الدونية للمرأة ومعكم من يتبعكم، العار أن تُطلقوا على أنفسكم لقب وعاظ، ثم تأمرون الناس بالمعروف وتنسون أنفسكم!

العار الحقيقي أن تحتقروا المرأة التي حملتكم في بطنها تسعة أشهر ثم أخرجتكم إلى الدنيا من (رَحمها) وترونها خلقت للمتعة وليس لها أي دور آخر وأنها ملكٌ للرجل!

أليس أمثالكم من (المُستشيخين) صَدعوا رؤوسنا في الزمانات يفتون الناس بحرمة الأغاني والموسيقى ويحرمون الاحتفال بأعياد الميلاد واليوم نراكم تحتفلون وتصفقون؟!

يقولون دائماً وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة تَسنده وتُساعده، فهي شريكة في الحياة والنجاح، وهي مربية للأجيال وصانعة للرجال، وهي عِز وشرف لذاتها وذويها، ومن يستنقص من قدرها أو يحط من شأنها فهو بلا شك إنسان مُختل ومُعتل ويحتاج إلى إعادة تقويم.

على أية حال؛ عام 2020 باين من أوله، وبهذه المناسبة غير السعيدة اسمحوا لي بما أن (البساط أحمدي) وقلب فضيلة الشيخ (أخضر) أن أهديه أغنية:

(البنات البنات / ألطف الكائنات).

وأرجوكن يا لطيفات، يا هادئات، يا جميلات، لا أحد يصفق حتى لا نزعجه!

ريهام زامكه

كاتبة سعودية

Twitter: @rzamka

Rehamzamkah@yahoo.com