كتاب ومقالات

قل ما تشاء.. !

خالد بن عبدالعزيز أبا الخيل

قل ما تشاء عن هذا البلد لكنك لا تستطيع أن تنكر بأنه البلد الوحيد الذي أسس على التقوى من أول يوم، فقد وضع المؤسس -رحمه الله- لبناته الأولى على الكتاب والسنة وشيد بنيانه على تعظيم التوحيد وتحقيق العدل. وقل ما تشاء عن هذا البلد لكن لا تستطيع أن تقول إنه بلد لا يرعى الإسلام ولا ينتصر للقضايا العادلة ولا يسارع لرفع المظالم وكف الأذى وتحقيق السلام، وكيف يمكن أن تقول هذا وآثار هذا البلد وشواهد خيريته تلاحقك أينما يممت وجهك شطر أي بلد من بلاد الدنيا، ولو أنكرت وكابرت وقلت فستكذبك المساجد المعمورة، والشعوب المنكوبة، والمراكز المشيدة، والعطايا السخية. وقل ما تشاء عن هذا البلد لكن محال أن تنكر بأنه دوحة الإسلام ومهد الرسالة وميلاد النبوة وتاريخ الحضارة، منه بدأ التاريخ (يا أيها المدثر قم فأنذر)، وعلى أرضه درج أفضل جيل عرفته البشرية (محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه)، وعلى ثرى أرضه الطيبة دفن أطهر وأرحم وأزكى إنسان في الدنيا من مبعث آدم إلى قيام الساعة (محمد صلى الله عليه وسلم).

أما قيادة هذا البلد فقل ما شئت عنهم، لكنك لا تستطيع أن تقول إنها قيادة لا ترفع بالإسلام رأساً ولا تخفض للمؤمنين جناحا وهي القيادة التي حافظت بكل ما أوتيت من قوة على شعائر الإسلام في هذا البلد ورعتها حق رعايتها وأنفقت أموالها في العناية بها، وصرفت شطر ميزانيتها لخدمة الحجاج والمعتمرين، وهي القيادة التي عم خيرها هذا العالم، فضمدت جراح المكلومين، وجبرت خواطر المؤمنين دون منٍ ولا أذى. وقل ما شئت عن هذه القيادة لكنك لا يمكن أن تقول إنها قيادة الشعارات الجوفاء والمزايدات الرخيصة، وكيف يمكن أن تقول هذا وأنت ترى الأيام تكشف لك -مرة تلو الأخرى- عن مواقف كالجبال من النبل والمروءة والبذل والإيثار وتجاوز ردات الفعل والتعالي على المهاترات الرخيصة والحظوظ العاجلة، فلا حديث عنها ولا مزايدات بها، بل تغيب في طي النسيان حتى يأذن الله بنشرها عبر موقف أو خبر أو بيان، وفي شهادة الأمير بندر بن سلطان خير مثال على ما نعنيه هنا. إن موقفاً واحداً من تلك المواقف الرفيعة التي حكاها الأمير كان يكفي أن توظفه القيادة في شعارات ومزايدات لسنين عددا ولكن ذلك لم يكن، لأن قيادة هذا البلد منذ عهد المؤسس حتى يوم الناس هذا -كما قال الأمير سلطان رحمه الله- هي قيادة عربية مسلمة، تأبى عليها قيم الإسلام والعروبة خلق المن والأذى.

وبعد: فحراسة هذا البلد وحمايته والذود عن قيادته دين ومسؤولية وشرف ومروءة ووفاء ومجد.

حرس الله بلدنا وحمى قيادتنا وأدام على شعبنا سحائب الخير والأمن والأمان.

كاتب سعودي

Khaled4321@gmail.com