اللقاح.. تفاؤلٌ مُفرِطٌ !
51.26 مليون إصابة.. أوروبا تشكو استنفاد أسرّة «العناية».. ونقص الكوادر
الأربعاء / 25 / ربيع الأول / 1442 هـ الأربعاء 11 نوفمبر 2020 01:47
ياسين أحمد (لندن) «عكاظ» (واشنطن، أمستردام، جنيف) OKAZ_online@
نسي العالم أمس أرقام كوفيد-19، في غمرة نشوته بما أذاعته شركتا فايزر الأمريكية وبيونتك الألمانية عن نجاح لقاح ابتكرتاه في دحر الإصابة بالوباء بنسبة تصل إلى 90%. وسرعان ما تم «تسييس» هذا اللقاح، بعدما اتهم الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترمب هيئة الغذاء والدواء بتعمد تأخير المصادقة على المصل إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة. وبالطبع فإن أسواق المال كانت في ظمأ شديد لأي خبر صحي سار، فاستغلت خبر اللقاح لترتفع في معظم بلدان العالم. غير أن ما أعلنت فايزر وبيونتك لن يغير أية حقيقة على الأرض:
* تجاوز عدد الإصابات حول العالم بفايروس كوفيد-19 أمس 51.26 مليون إصابة. وارتفع عدد وفيات العالم بالوباء إلى 1.27 مليون وفاة.
* في الولايات المتحدة، تجاوز عدد الإصابات بالفايروس 10.42 مليون نسمة، فيما قفز عدد وفيات أمريكا أمس الى 244.449 وفاة.
* في أتون تسارع التفشي الوبائي، بدأت دول القارة الأوروبية تشكو من قرب استنفاد الطاقة الاستيعابية لأسرة وحدات العناية المكثفة في مستشفياتها. كما أن عدداً كبيراً من تلك الدول يشكو الآن من نقص حاد في عدد الكوادر الصحية، خصوصاً الأطباء، والاستشاريين، وممرضي الإنعاش الفائق المدربين. وقال رئيس اتحاد أطباء إيطاليا فيليبو أنيللي أمس، إن إيطاليا لديها 11 ألف سرير في وحدات العناية المكثفة، لكن عدد اختصاصيي التخدير لا يكفي لأكثر من 5 آلاف مريض. وقالت ألمانيا إن لديها 34 سريراً في العناية المكثفة لكل 100 ألف مواطن، و16 سريراً لدى فرنسا، و10 أسرة فقط لكل 100 ألف إيطالي.
وعلى رغم التفاؤل الذي أثاره إعلان (فايزر- بيونتك)، فإن خبراء مرموقين حذروا أمس من أن طريق حصول الشركتين على الترخيص النهائي على لقاحهما لا يزال مفخخاً بالعراقيل، في ضوء التساؤلات الجمة عن إنتاجه، وتوزيعه، والأكثر أهمية: مدى نجاعته الحقيقية، ومأمونيته.
ومن أبرز الملاحظات التي ينبغي أخذها بعين الاعتبار أن نتائج أداء لقاح (فايزر- بيونتك)، الذي استغرق 11 شهراً في الإعداد، نشرت في مؤتمر صحفي، وليس في مجلة علمية رصينة تخضع للمراجعة العلمية، والتقيد بالضوابط المتبعة في نشر البيانات الخاصة بالتجارب السريرية على الأدوية والأمصال. وعلى رغم أن العالم تجاهل تلك النقاط المهمة؛ فإن خبراء الأمراض المُعدية حذروا من مغبة الإفراط في التفاؤل، لأن البيانات التي بيد فايزر وبيونتك محدودة جداً. وكانت الشركتان الأمريكية والألمانية حشدتا 44 ألف متطوع للمرحلة الثالثة والأخيرة من التجارب السريرية. وأعطي المتطوعون جرعتين تفصل بين كل منهما فترة ثلاثة أسابيع. وبعد أسبوع من الجرعة الثانية تبدأ عملية الملاحظة، بعدِّ أي شخص شعر بأعراض كوفيد-19، خصوصاً في المناطق الموبوءة بشدة. وسجلت فايزر 33 متطوعاً أصيبوا بكوفيد-19 بعد تطعيمهم باللقاح. ويقول العلماء إن هذا العدد ليس كافياً، خصوصاً أن اللقاح سيعطى لمليارات الأشخاص. وارتفع العدد لاحقاً إلى 94 مصاباً. أما على صعيد المضاعفات الجانبية، فإن فايزر أكدت أنه لم تحدث أعراض ثانوية تذكر على متطوعيها. وطبقاً لضوابط هيئة الغذاء والدواء الأمريكية، فإن على الشركة صانعة اللقاح أن تتابع متطوعيها لفترة شهرين بعد التطعيم، لتسجيل أي أعراض ثانوية تعتريهم، قبل أن تقدم الشركة بطلب للهيئة لفسح لقاحها.
ويتعين إعطاء اللقاح بعد إقراره لمجموعات محددة من السكان، على أن تقوم الحكومات بمتابعة دقيقة لمن سيتم تطعيمهم، لرصد أي مضاعفات ثانوية جراء اللقاح. ويرى عدد كبير من العلماء أن حظ أي لقاح لكوفيد-19 لن يكون أفضل من حظوظ لقاح الإنفلونزا الموسمية، الذي تصل فاعليته إلى 50% فحسب. كما أنه يتطلب أن يكون تطعيماً سنوياً. وبغض النظر عن نجاعة لقاح (فايزر-بيونتك)، فإن لا أحد يعلم إن كان الأمر سيتطلب تطعيماً سنوياً من كوفيد-19. كما أن من مشكلات لقاح (فايزر-بيونتك) أنه لم يخضع أي متطوع للفحص إلا إذا شعر بأعراض كوفيد-19؛ ما يثير تساؤلات مشروعة في شأن المتطوعين الذين ربما أصيبوا من دون أن تظهر لديهم أعراض الوباء.
مخترعا لقاح فايزر مليارديران مهاجران لألمانيا
يقف وراء ابتكار لقاح (فايزر- بيونتك) زوجان عاشقان للطب، وأصبحا بفضل أبحاثهما فيه مليارديريْن. والزوجان هما أوغور ساهن (55 عاماً)، وزوجته الدكتورة أوزلم تويريتشي (53 عاماً). وعلى رغم أن ساهن بنى شركة بيونتك الألمانية من الصفر حتى تجاوزت ثروته ملياري دولار، فهو لا يزال يأتي كل صباح لمكتبه ممتطياً دراجته الهوائية! وساهن من مواليد تركيا، لكنه نشأ في ألمانيا التي هاجر إليها والداه للعمل في مصنع للأغذية. وقد تخصص في علاج أمراض المناعة. أما زوجته التي تتمتع بعضوية مجلس إدرة بيونتك، فهي ابنة طبيب تركي هاجر إلى ألمانيا. وقالت الدكتورة تويريتشي إنهما من شدة تعلقهما بالعمل، أوجدا وقتاً خلال يوم زواجهما للحضور للعمل كالمعتاد. وقد تخصص الزوجان في مكافحة السرطان من خلال تقوية مناعة المريض. وبدآ حياتهما العملية بتأسيس شركة غانيميد فارماسوتيكالز في عام 2001، بهدف تطوير أجسام مضادة قادرة على محاربة السرطان. وقام الزوجان ببيع الشركة في 2016 لشركة استيلاس اليابانية في مقابل 1.4 مليار دولار. وقام الزوجان في 2008 بتأسيس شركة بيونتك، بهدف تطوير مزيد من الآليات المناعية لمقاومة الخلايا السرطانية. وقد استثمرت مؤسسة بيل غايتس وزوجته ميليندا 55 مليون دولار في الشركة.
* تجاوز عدد الإصابات حول العالم بفايروس كوفيد-19 أمس 51.26 مليون إصابة. وارتفع عدد وفيات العالم بالوباء إلى 1.27 مليون وفاة.
* في الولايات المتحدة، تجاوز عدد الإصابات بالفايروس 10.42 مليون نسمة، فيما قفز عدد وفيات أمريكا أمس الى 244.449 وفاة.
* في أتون تسارع التفشي الوبائي، بدأت دول القارة الأوروبية تشكو من قرب استنفاد الطاقة الاستيعابية لأسرة وحدات العناية المكثفة في مستشفياتها. كما أن عدداً كبيراً من تلك الدول يشكو الآن من نقص حاد في عدد الكوادر الصحية، خصوصاً الأطباء، والاستشاريين، وممرضي الإنعاش الفائق المدربين. وقال رئيس اتحاد أطباء إيطاليا فيليبو أنيللي أمس، إن إيطاليا لديها 11 ألف سرير في وحدات العناية المكثفة، لكن عدد اختصاصيي التخدير لا يكفي لأكثر من 5 آلاف مريض. وقالت ألمانيا إن لديها 34 سريراً في العناية المكثفة لكل 100 ألف مواطن، و16 سريراً لدى فرنسا، و10 أسرة فقط لكل 100 ألف إيطالي.
وعلى رغم التفاؤل الذي أثاره إعلان (فايزر- بيونتك)، فإن خبراء مرموقين حذروا أمس من أن طريق حصول الشركتين على الترخيص النهائي على لقاحهما لا يزال مفخخاً بالعراقيل، في ضوء التساؤلات الجمة عن إنتاجه، وتوزيعه، والأكثر أهمية: مدى نجاعته الحقيقية، ومأمونيته.
ومن أبرز الملاحظات التي ينبغي أخذها بعين الاعتبار أن نتائج أداء لقاح (فايزر- بيونتك)، الذي استغرق 11 شهراً في الإعداد، نشرت في مؤتمر صحفي، وليس في مجلة علمية رصينة تخضع للمراجعة العلمية، والتقيد بالضوابط المتبعة في نشر البيانات الخاصة بالتجارب السريرية على الأدوية والأمصال. وعلى رغم أن العالم تجاهل تلك النقاط المهمة؛ فإن خبراء الأمراض المُعدية حذروا من مغبة الإفراط في التفاؤل، لأن البيانات التي بيد فايزر وبيونتك محدودة جداً. وكانت الشركتان الأمريكية والألمانية حشدتا 44 ألف متطوع للمرحلة الثالثة والأخيرة من التجارب السريرية. وأعطي المتطوعون جرعتين تفصل بين كل منهما فترة ثلاثة أسابيع. وبعد أسبوع من الجرعة الثانية تبدأ عملية الملاحظة، بعدِّ أي شخص شعر بأعراض كوفيد-19، خصوصاً في المناطق الموبوءة بشدة. وسجلت فايزر 33 متطوعاً أصيبوا بكوفيد-19 بعد تطعيمهم باللقاح. ويقول العلماء إن هذا العدد ليس كافياً، خصوصاً أن اللقاح سيعطى لمليارات الأشخاص. وارتفع العدد لاحقاً إلى 94 مصاباً. أما على صعيد المضاعفات الجانبية، فإن فايزر أكدت أنه لم تحدث أعراض ثانوية تذكر على متطوعيها. وطبقاً لضوابط هيئة الغذاء والدواء الأمريكية، فإن على الشركة صانعة اللقاح أن تتابع متطوعيها لفترة شهرين بعد التطعيم، لتسجيل أي أعراض ثانوية تعتريهم، قبل أن تقدم الشركة بطلب للهيئة لفسح لقاحها.
ويتعين إعطاء اللقاح بعد إقراره لمجموعات محددة من السكان، على أن تقوم الحكومات بمتابعة دقيقة لمن سيتم تطعيمهم، لرصد أي مضاعفات ثانوية جراء اللقاح. ويرى عدد كبير من العلماء أن حظ أي لقاح لكوفيد-19 لن يكون أفضل من حظوظ لقاح الإنفلونزا الموسمية، الذي تصل فاعليته إلى 50% فحسب. كما أنه يتطلب أن يكون تطعيماً سنوياً. وبغض النظر عن نجاعة لقاح (فايزر-بيونتك)، فإن لا أحد يعلم إن كان الأمر سيتطلب تطعيماً سنوياً من كوفيد-19. كما أن من مشكلات لقاح (فايزر-بيونتك) أنه لم يخضع أي متطوع للفحص إلا إذا شعر بأعراض كوفيد-19؛ ما يثير تساؤلات مشروعة في شأن المتطوعين الذين ربما أصيبوا من دون أن تظهر لديهم أعراض الوباء.
مخترعا لقاح فايزر مليارديران مهاجران لألمانيا
يقف وراء ابتكار لقاح (فايزر- بيونتك) زوجان عاشقان للطب، وأصبحا بفضل أبحاثهما فيه مليارديريْن. والزوجان هما أوغور ساهن (55 عاماً)، وزوجته الدكتورة أوزلم تويريتشي (53 عاماً). وعلى رغم أن ساهن بنى شركة بيونتك الألمانية من الصفر حتى تجاوزت ثروته ملياري دولار، فهو لا يزال يأتي كل صباح لمكتبه ممتطياً دراجته الهوائية! وساهن من مواليد تركيا، لكنه نشأ في ألمانيا التي هاجر إليها والداه للعمل في مصنع للأغذية. وقد تخصص في علاج أمراض المناعة. أما زوجته التي تتمتع بعضوية مجلس إدرة بيونتك، فهي ابنة طبيب تركي هاجر إلى ألمانيا. وقالت الدكتورة تويريتشي إنهما من شدة تعلقهما بالعمل، أوجدا وقتاً خلال يوم زواجهما للحضور للعمل كالمعتاد. وقد تخصص الزوجان في مكافحة السرطان من خلال تقوية مناعة المريض. وبدآ حياتهما العملية بتأسيس شركة غانيميد فارماسوتيكالز في عام 2001، بهدف تطوير أجسام مضادة قادرة على محاربة السرطان. وقام الزوجان ببيع الشركة في 2016 لشركة استيلاس اليابانية في مقابل 1.4 مليار دولار. وقام الزوجان في 2008 بتأسيس شركة بيونتك، بهدف تطوير مزيد من الآليات المناعية لمقاومة الخلايا السرطانية. وقد استثمرت مؤسسة بيل غايتس وزوجته ميليندا 55 مليون دولار في الشركة.