«تركيا - إيران».. المتاجرة تتماهى الفكر الطائفي والإخواني.. صنوان
المملكة أنموذج.. ثبات المواقف.. وديمومة المرتكزات
الجمعة / 27 / ربيع الأول / 1442 هـ الجمعة 13 نوفمبر 2020 02:16
فهيم الحامد (الرياض) Falhamid2@
تحول التنافس التركي - الإيراني خلال السنوات الماضية إلى شراكة وثيقة لتعاضد المصالح الاقتصادية والأمنية والإستراتيجية لتدمير الأمة الإسلامية والعربية، وفيما تولى النظام الإخواني التركي الاستبداد والعربدة في تونس وليبيا ومصر وأذربيجان واليونان، إضافة إلى دعم الثورات التي قامت في سورية واليمن والعراق ومصر والجزائر، في مرحلة الربيع العربي والسعي لتقويض الأنظمة السياسية الشرعية، قام النظام الإيراني بزعزعة استقرار سورية ولبنان والعراق واليمن، ونشر الفكر الطائفي التدميري. وخلال حقبة «الاضطراب العربي» أو (الربيع العربي) التي بدأت عام 2011، تسللت القوى الإخوانية كقوى تدميرية صاعدة في الشرق الأوسط، تبلور عمليّاً ثنائية التخطيط الإجرامي لتقاسم النفوذ التركي والإيراني لتشكيل «مستقبل عربي إسلامي جديد إخواني - طائفي».
المملكة كونها رائدة العمل العربي والإسلامي المشترك تعاملت مع التحولات في تلك الفترة وحتى اليوم بما يحافظ على أمنها واستقرارها وسيادتها وتكريس الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وتعزيز قيم التسامح والوسطية والاعتدال والحيلولة دون تمدد الفكر الإخواني والطائفي في المنطقة وتحصين البيت السعودي من الداخل.
لقد وضع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، المجتمع الدولي والإسلامي والإقليمي والعربي أمام حقائق وثوابت المملكة، شارحاً مواقفها حيال قضايا العالم والمنطقة العربية في خطاب ملكي تاريخي شخّص الأعراض ووضع الحلول لإنهاء الأزمات التراكمية التي تواجه الشرق الأوسط والعالم الإسلامي.
الملك سلمان في خطابه السنوي الافتراضي أمام أعضاء مجلس الشورى أمس الأول، كان واضحاً وشفافاً عندما تحدث عن مشروع النظام الإيراني الإقليمي وتدخله بالدول ودعمه للإرهاب ودعوته بضرورة اتخاذ موقف حازم من قبل المجتمع الدولي تجاه هذا النظام الإرهابي الذي تحملت المنطقة العربية، خلال 4 عقود مضت، الدمار الذي أحدثه الدعم الإيراني للإرهاب، والذي أصبح مشكلة دولية يمكن مشاهدتها في معظم دول العالم، وخصوصاً عندما حاولت إيران ابتزاز العالم من أجل مشروعها النووي، وحاولت الضغط عبر عملياتها الإرهابية على المنطقة والعالم.
لقد شكل الدعم الإيراني للإرهاب الطائفي جزءاً رئيسياً من المسارات التخريبية للنظام الإخواني التركي، وكون إيران لديها الكثير من البرامج العدائية، وعلى رأسها برنامج إيران الصاروخي، الذي يطمح من خلاله النظام الإيراني إلى السيطرة على المنطقة من خلال التهديد المباشر لدول الجوار، ومع كل محاولات دول المنطقة والدول الكبرى في العالم إصلاح هذا النظام، إلا أن هذه المحاولات لم تكن سوى سراب سياسي، وخصوصاً عندما حاول العالم أن يمنح إيران الفرصة من خلال الاتفاق النووي الذي فشل بشكل كبير وكانت أمريكا أول الدول المنسحبة من هذا الاتفاق، إذ ثبت أن سلوك النظام الإيراني بعيد عن سلوكيات الدول الطبيعية، ولذلك يبقى السؤال إلى متى سيستمر العالم صامتاً تجاه النظامين الإيراني والتركي اللذين يشبهان في أعمالهما ما قام به هتلر من دمار وحروب وإرهاب؟ لقد وضع الملك سلمان النقاط على الحروف عندما قال: «إن دول المنطقة تواجه محاولات عديدة من قوى إقليمية تسعى لفرض نفوذها السياسي وأيديولوجيتها المتطرفة خدمة لمصالحها». هذه القوى الإقليمية الإخوانية الظلامية التي تماهت وتناغمت مع القوى الإرهابية الطائفية التي لم تدمر المنطقة فحسب، بل حولتها لبؤر إرهابية أكلت الأخضر واليابس.
لقد برز بشكل كامل في الحقبة الحالية التنسيق التكاملي بين طهران وأنقرة، وظهرت إيران كأنها الطرف الرابح، لكن الواقع على الأرض يبين هشاشة هذه المكاسب في ضوء الانهيارات الاقتصادية التي تعاني منها إيران، بالمقابل يعتقد النظام التركي أن تدخلاته في شمال العراق وسورية وشرق المتوسط وصولاً إلى ليبيا وتونس أنه يتقدم في اللعبة الإقليمية الإخوانية إلا أن الحقيقة هي أن النظام الإخواني الأردوغاني يعيش أزمة اقتصادية بعد أن ورط بلاده في حروب متعددة.
وفي خضم اضطراب البلدان العربية وسعي قوى الإسلام السياسي والقوى الطائفية لفرض هيمنتها يمكن القول إن تركيا وإيران قسمت بينهما الحركات الإسلاموية، فاتجه الأتراك إلى دعم الإخوان الإسلاميين من تونس إلى مصر والسودان وليبيا، بينما اتجهت إيران إلى دعم النظام السوري والقوى والمليشيات الطائفية الإقليمية التابعة لها بالتعاون مع قطر. أما في الشأن الفلسطيني فلقد قام النظامان التركي والإيراني بقمة المزايدة والمتاجرة لخداع الشعب الفلسطيني ويستمد النظام الإيراني شرعيته من معاداة إسرائيل، ولم يطلق طلقة واحدة ضدها، أما الإخواني أردوغان فهو أقرب أصدقاء إسرائيل، وتمكن النظامان الإيراني والتركي من توحيد خطاب موحد زائف وبالٍ ضد إسرائيل لتوحيد المزايدات على الموقف العربي. ولقد جدد خادم الحرمين الشريفين موقف المملكة تجاه القضية الفلسطينة عندما أكد أمس الأول، استمرار وقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني لإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، ومساندة الجهود الرامية لإحلال السلام في الشرق الأوسط. ويظهر جلياً غلبة عوامل التلاقي بين المشروعين التركي والإيراني عندما يتصل الأمر بالعالم العربي. وبالرغم من الفارق بين الطرح الأيديولوجي لولاية الفقيه والإسلام التركي الذي احتضن آخر خلافة إسلامية وبالرغم من بلبلة تاريخية عثمانية - صفوية، اقترب رجب طيب أردوغان من كل تيارات الإسلام السياسي بما فيها التيار الذي يقوده الحكم الإيراني كون لعبة المصالح المتبادلة القذرة تنظم الصلات بين الجارين اللذين يسكنهما الحنين إلى الأمجاد الإمبراطورية المزعومة.
إيران وتركيا ستستمران في «المزايدة» على العرب في قضية فلسطين وقضايا أخرى كلما سنحت الفرصة لهما بذلك.. لقد تمكّنت تركيا وإيران من فصل علاقاتهما الاقتصادية عن خصوماتهما الإقليمية خلال العقد الماضي، ولكن التعاون الاقتصادي ساهم في الوقت نفسه وبصورة غير مباشرة في الانضباط الجيوسياسي؛ بهدف حماية مصالحهما الاقتصادية المشتركة من جملة أمور أخرى. وعلى صعيد المنافع الاقتصادية التي يمكن أن يقدّمها كل طرف إلى الآخر، ترى تركيا في إيران مصدراً إستراتيجياً لإمدادات النفط الخام والغاز، ومصدراً ضرورياً لأمنها في مجال الطاقة وجهودها الهادفة إلى تنويع نشاطها الاقتصادي. وتشكّل إيران أيضاً سوقاً مهمة للصادرات التركية غير النفطية، نظراً إلى أنها تضم عدداً كبيراً من السكان. إضافةً إلى ذلك، تلجأ تركيا على نحوٍ متزايد إلى استخدام إيران بمثابة طريق عبور إلى أسواق آسيا الوسطى، أما بالنسبة لإيران فتركيا هي الجهة المستوردة الأكبر للغاز الطبيعي الإيراني ومستوردة أساسية للنفط الخام الإيراني.
لقد اعتادت بعض الأنظمة المارقة دوماً على المزايدات والمتاجرات السياسية، وأضحت معروفة للقاصي والداني، وعلى رأس هذه الأنظمة التي تستمرئ هذه السياسات النظام التركي الإخواني والنظام الإيراني الطائفي وقطر، وحلفاؤها من المرتزقة والمليشيات الظلامية؛ كون هذه الأنظمة تقتات من المزايدات لبقائها في الحكم..
المملكة ماضية في ثبات سياستها الخارجية ولن تحيد عنها.. هذه هي الخلاصة.
المملكة كونها رائدة العمل العربي والإسلامي المشترك تعاملت مع التحولات في تلك الفترة وحتى اليوم بما يحافظ على أمنها واستقرارها وسيادتها وتكريس الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وتعزيز قيم التسامح والوسطية والاعتدال والحيلولة دون تمدد الفكر الإخواني والطائفي في المنطقة وتحصين البيت السعودي من الداخل.
لقد وضع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، المجتمع الدولي والإسلامي والإقليمي والعربي أمام حقائق وثوابت المملكة، شارحاً مواقفها حيال قضايا العالم والمنطقة العربية في خطاب ملكي تاريخي شخّص الأعراض ووضع الحلول لإنهاء الأزمات التراكمية التي تواجه الشرق الأوسط والعالم الإسلامي.
الملك سلمان في خطابه السنوي الافتراضي أمام أعضاء مجلس الشورى أمس الأول، كان واضحاً وشفافاً عندما تحدث عن مشروع النظام الإيراني الإقليمي وتدخله بالدول ودعمه للإرهاب ودعوته بضرورة اتخاذ موقف حازم من قبل المجتمع الدولي تجاه هذا النظام الإرهابي الذي تحملت المنطقة العربية، خلال 4 عقود مضت، الدمار الذي أحدثه الدعم الإيراني للإرهاب، والذي أصبح مشكلة دولية يمكن مشاهدتها في معظم دول العالم، وخصوصاً عندما حاولت إيران ابتزاز العالم من أجل مشروعها النووي، وحاولت الضغط عبر عملياتها الإرهابية على المنطقة والعالم.
لقد شكل الدعم الإيراني للإرهاب الطائفي جزءاً رئيسياً من المسارات التخريبية للنظام الإخواني التركي، وكون إيران لديها الكثير من البرامج العدائية، وعلى رأسها برنامج إيران الصاروخي، الذي يطمح من خلاله النظام الإيراني إلى السيطرة على المنطقة من خلال التهديد المباشر لدول الجوار، ومع كل محاولات دول المنطقة والدول الكبرى في العالم إصلاح هذا النظام، إلا أن هذه المحاولات لم تكن سوى سراب سياسي، وخصوصاً عندما حاول العالم أن يمنح إيران الفرصة من خلال الاتفاق النووي الذي فشل بشكل كبير وكانت أمريكا أول الدول المنسحبة من هذا الاتفاق، إذ ثبت أن سلوك النظام الإيراني بعيد عن سلوكيات الدول الطبيعية، ولذلك يبقى السؤال إلى متى سيستمر العالم صامتاً تجاه النظامين الإيراني والتركي اللذين يشبهان في أعمالهما ما قام به هتلر من دمار وحروب وإرهاب؟ لقد وضع الملك سلمان النقاط على الحروف عندما قال: «إن دول المنطقة تواجه محاولات عديدة من قوى إقليمية تسعى لفرض نفوذها السياسي وأيديولوجيتها المتطرفة خدمة لمصالحها». هذه القوى الإقليمية الإخوانية الظلامية التي تماهت وتناغمت مع القوى الإرهابية الطائفية التي لم تدمر المنطقة فحسب، بل حولتها لبؤر إرهابية أكلت الأخضر واليابس.
لقد برز بشكل كامل في الحقبة الحالية التنسيق التكاملي بين طهران وأنقرة، وظهرت إيران كأنها الطرف الرابح، لكن الواقع على الأرض يبين هشاشة هذه المكاسب في ضوء الانهيارات الاقتصادية التي تعاني منها إيران، بالمقابل يعتقد النظام التركي أن تدخلاته في شمال العراق وسورية وشرق المتوسط وصولاً إلى ليبيا وتونس أنه يتقدم في اللعبة الإقليمية الإخوانية إلا أن الحقيقة هي أن النظام الإخواني الأردوغاني يعيش أزمة اقتصادية بعد أن ورط بلاده في حروب متعددة.
وفي خضم اضطراب البلدان العربية وسعي قوى الإسلام السياسي والقوى الطائفية لفرض هيمنتها يمكن القول إن تركيا وإيران قسمت بينهما الحركات الإسلاموية، فاتجه الأتراك إلى دعم الإخوان الإسلاميين من تونس إلى مصر والسودان وليبيا، بينما اتجهت إيران إلى دعم النظام السوري والقوى والمليشيات الطائفية الإقليمية التابعة لها بالتعاون مع قطر. أما في الشأن الفلسطيني فلقد قام النظامان التركي والإيراني بقمة المزايدة والمتاجرة لخداع الشعب الفلسطيني ويستمد النظام الإيراني شرعيته من معاداة إسرائيل، ولم يطلق طلقة واحدة ضدها، أما الإخواني أردوغان فهو أقرب أصدقاء إسرائيل، وتمكن النظامان الإيراني والتركي من توحيد خطاب موحد زائف وبالٍ ضد إسرائيل لتوحيد المزايدات على الموقف العربي. ولقد جدد خادم الحرمين الشريفين موقف المملكة تجاه القضية الفلسطينة عندما أكد أمس الأول، استمرار وقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني لإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، ومساندة الجهود الرامية لإحلال السلام في الشرق الأوسط. ويظهر جلياً غلبة عوامل التلاقي بين المشروعين التركي والإيراني عندما يتصل الأمر بالعالم العربي. وبالرغم من الفارق بين الطرح الأيديولوجي لولاية الفقيه والإسلام التركي الذي احتضن آخر خلافة إسلامية وبالرغم من بلبلة تاريخية عثمانية - صفوية، اقترب رجب طيب أردوغان من كل تيارات الإسلام السياسي بما فيها التيار الذي يقوده الحكم الإيراني كون لعبة المصالح المتبادلة القذرة تنظم الصلات بين الجارين اللذين يسكنهما الحنين إلى الأمجاد الإمبراطورية المزعومة.
إيران وتركيا ستستمران في «المزايدة» على العرب في قضية فلسطين وقضايا أخرى كلما سنحت الفرصة لهما بذلك.. لقد تمكّنت تركيا وإيران من فصل علاقاتهما الاقتصادية عن خصوماتهما الإقليمية خلال العقد الماضي، ولكن التعاون الاقتصادي ساهم في الوقت نفسه وبصورة غير مباشرة في الانضباط الجيوسياسي؛ بهدف حماية مصالحهما الاقتصادية المشتركة من جملة أمور أخرى. وعلى صعيد المنافع الاقتصادية التي يمكن أن يقدّمها كل طرف إلى الآخر، ترى تركيا في إيران مصدراً إستراتيجياً لإمدادات النفط الخام والغاز، ومصدراً ضرورياً لأمنها في مجال الطاقة وجهودها الهادفة إلى تنويع نشاطها الاقتصادي. وتشكّل إيران أيضاً سوقاً مهمة للصادرات التركية غير النفطية، نظراً إلى أنها تضم عدداً كبيراً من السكان. إضافةً إلى ذلك، تلجأ تركيا على نحوٍ متزايد إلى استخدام إيران بمثابة طريق عبور إلى أسواق آسيا الوسطى، أما بالنسبة لإيران فتركيا هي الجهة المستوردة الأكبر للغاز الطبيعي الإيراني ومستوردة أساسية للنفط الخام الإيراني.
لقد اعتادت بعض الأنظمة المارقة دوماً على المزايدات والمتاجرات السياسية، وأضحت معروفة للقاصي والداني، وعلى رأس هذه الأنظمة التي تستمرئ هذه السياسات النظام التركي الإخواني والنظام الإيراني الطائفي وقطر، وحلفاؤها من المرتزقة والمليشيات الظلامية؛ كون هذه الأنظمة تقتات من المزايدات لبقائها في الحكم..
المملكة ماضية في ثبات سياستها الخارجية ولن تحيد عنها.. هذه هي الخلاصة.