كتاب ومقالات

أن تبايع ملكاً بحجم سلمان

كلمة إلا ربع

بدر بن سعود

تأتي البيعة السادسة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في ظروف استثنائية، وسيكون يوم تجديد البيعة الذي يوافق الأربعاء القادم محطة مهمة بين محطتين مهمتين، فقد سبقه الخطاب الملكي أمام مجلس الشورى في دورته الثامنة في 11 نوفمبر، وسيلحقه مؤتمر قمة العشرين برئاسة المملكة يومي 21 و22 نوفمبر، وهو موسم احتفالي اجتمعت فيه ثلاث مناسبات وطنية ودولية، وفيه تأكيد على أن المملكة تمثل الثابت الوحيد وسط المتغيرات الدولية التي فرضتها أزمة كورونا.

تجديد الولاء والبيعة لملكنا العظيم بفعله وأخلاقه يأتي في سياقه الصحيح، فقد عرف المكان بتاريخه وبناسه وأنسابهم، وكان رفيقهم في الصحة والمرض، وفي الأفراح والأتراح، ولديه خبرة عميقة ومتراكمة عن كل تفاصيل ومفاصل السياسة السعودية والمجتمع السعودي، وعند إمارته للرياض كان مستشاراً لأشقائه الملوك، يرحمهم الله، في القضايا الداخلية والخارجية، من أسلوب التحفظ إلى منهجية المواجهة المباشرة والمدروسة، ومعروف أنه احتفظ بعلاقات شخصية وخاصة مع الزعامات العربية والغربية، ومن موقعه كأمير للعاصمة السعودية التي شغل منصب الإمارة فيها لمدة قاربت الخمسين سنة.

من الشرف أن تبايع ملكاً بحجم سلمان، وهو من احتضن رؤية 2030 وبارك تطلعاتها، والتي لولا عملها على رفع قيمة الإيرادات غير النفطية إلى 460 مليار ريال، وبافتراض استمرارها على حالها القديم عند ما قيمته 100 مليار ريال في سنة 2015، فالدولة كانت ستضطر إلى اقتطاع ما نسبته 30% من رواتب الموظفين في القطاع الحكومي، العلاوات والبدلات بالكامل، علاوة على أن رفع الإيرادات غير النفطية مكّن الدولة من مواجهة جائحة كورونا، ومن دعم الرعاية الصحية بما قيمته 188 مليار دولار، ووضع المملكة من بين أفضل عشر دول في التعامل مع الجائحة.

مسارات الإصلاح الإجرائية تمثل ملمحاً من ملامح السعودية الجديدة التي يقودها سلمان بن عبدالعزيز، ورئاسة المملكة لقمة مجموعة العشرين كرست ريادتها في استخدام التقنية، وفي ابتكار الحلول الإبداعية لمواجهة الأزمات غير المتوقعة، وفي إدارتها الاحترافية لاستثماراتها السيادية، وفي ابتكارات الرقمنة والذكاء الاصطناعي، وفي الاستثمارات المختلفة وتمكين المرأة، وفي الاهتمام بالشراكة مع القطاع الخاص وسياسات الخصخصة، وفي الطاقة المتجددة واستخداماتها، خصوصـاً أن الإدارة الأمريكية المنتخبــة تفكـر في رفع الاعتماد على الطاقة المتجددة في أمريكا بنسبة 100%، ويظهر أنه توجه عالمي ضمن اتفاقية باريس للمناخ.

الملك سلمـان يمثل قائداً بمواصفات أممية، في إدارته لشؤون دولته، وفي ترؤسه لقمة العشرين الطارئة لمواجهة أزمة كورونا، وقد عملت رئاسة قمة العشرين وبتوجيهات خادم الحرمين الشريفين، على تفعيل الهياكل الدولية القائمة على مكافحة الفساد، وبما يحول دون استغلال الانهيار الاقتصادي بسبب كورونا في زيادة حالات الفساد وأعداد الفاسدين حول العالم.

BaderbinSaud@