أخبار

«أركتك».. أسطوانة التبريد الضخمة تحلّ مشكلة لقاح كورونا !

استخدمت بنجاح لنقل لقاح إيبولا لـ 400 ألف كنغولي

ثلاجة أركتك في الصنع جاهزة للتسليم.

ياسين أحمد (لندن) OKAZ_online@

فيما تواصلت مخاوف كثيرين من حاجة لقاح شركتي فايزر الأمريكية وبينوتك الألمانية، الذي أظهر فعالية بنسبة 90%، إلى تبريد في درجة حرارة تصل إلى 70 درجة مئوية تحت الصفر؛ قال علماء أمس لصحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية إن مروحيات وزوارق ودراجات نارية جهزت بوسائل تبريد قوي لم تصادف صعوبات تذكر في نقل اللقاح الذي أدى إلى إنهاء وباء حمى إيبولا، الذي اجتاح جمهورية الكونغو الديموقراطية. والمعروف أن لقاح فايروس إيبولا يحتاج إلى تبريد في درجة تراوح بين 60-80 درجة مئوية تحت الصفر. وأكد رئيس فريق منظمة الصحة العالمية في الكونغو الدكتور توري الحسن أن ما يقال عن ضعف إمكانات الدول الفقيرة، وعدم قدرتها على إيجاد بنية أساسية للمستودعات المثلجة هو حديث لا معنى له بحسب تجربة المنظمة في الكونغو. فقد تم في عام 2014، وهو عام اندلاع حمى فايروس إيبولا في الكونغو، اختراع «علبة التبريد الكبيرة»، وهي عبارة عن أسطوانة ضخمة مبطنة بمواد عازلة للحفاظ على البرودة العالية. ويمكنها أن تحفظ ما في داخلها لمدة 7 أيام، ومن دون استخدام أي مصدر خارجي للطاقة. وقد قامت بابتكارها منظمة خيرية تمولها مؤسسة بيل غيتس الخيرية. وأطلقت عليها «أركتك»، في إشارة إلى اسم القطب المتجمد. ووصف دكتور الحسن هذه الأسطوانة بأنها تغيير فعلي في قواعد اللعبة، لأنه أضحى ممكناً بفضلها نقل اللقاحات إلى القرى التي تفتقر إلى التيار الكهربائي، ولا توجد فيها ثلاجات شديدة التبريد.

وتم في البداية تطوير أسطوانة «أركتك» لحفظ ما بداخلها في درجة حرارة الثلاجة العادية، من خلال طبقة من التبطين تمنع أي تسرب للحرارة، ويضاف إليها الثلج العادي. لكن اندلاع وباء إيبولا في سيراليون في عام 2104، وقيام شركة ميرك بتطوير لقاح يحتاج إلى تبريد عال جداً جعل مبتكري «أركتك» يفكرون بتعديل صنعها لتخدم الغرض المنشود. وقال أحد مطوريها دانيا ليبرمان إن سر نجاح «أركتك» هو الثلج. لكنه ليس الثلج المتعارف عليه، بل هو ثلج تستخدم في صنعه مادة مصنوعة من الكحول. وتم تغيير هذه المادة لاحقاً ليتم استخدام عبوات من محلول الملح المائي. وتكلف الأسطوانة المبرِّدة نحو ألفي دولار. وتتسع لنحو 500 جرعة لقاح. ويمكن استخدامها مراراً. وهي على ضخامتها قابلة للنقل بالدراجات النارية، والزوارق للمناطق الريفية النائية، وذات المسالك الوعرة. كما أن «أركتيك» زودت بأجهزة صغيرة ترسل إنذارات إلى الكمبيوترات والهواتف النقالة الخاصة بالفريق الصحي، في حال بدأت درجة الحرارة داخلها ترتفع. ويمكن لخبراء منظمة الصحة العالمية في جنيف متابعة تلك الإنذارات لمعرفة ما اتخذته الفرق الصحية بشأنها. وفي حال بدا واضحاً أن «أركتك» بدأت درجة حرارتها الداخلية ترتفع، يمكن للفريق الصحي الاتصال بمقر بعثة منظمة الصحة العالمية في العاصمة كنشاسا، لإرسال مروحية تحمل أسطوانة تبريد بديلة.

ومع ذلك، مضت «ديلي تلغراف» للقول إن الحفاظ على لقاح في درجة حرارة تبلغ 80 درجة تحت الصفر أمر ليس سهلاً، خصوصاً أن اندلاع وباء إيبولا اقتصر على منطقة محدودة جغرافياً، بينما يتم الحديث حالياً عن لقاح كوفيد-19 الذي يتعين أن يصل إلى مئات الدول الفقيرة ذات الدروب الوعرة، والأرياف القصية. لكن الدكتور الحسن قال: ما دمنا قد نفعنا السكان في الكونغو بهذا الاحتراع، فيمكننا أن ننفع به السكان في أرجاء العالم. وأضاف أن الفريق الذي اخترع «أركتك» يدرس حالياً كيفية تحقيق ذلك بأسرع ما يمكن، قبل إتاحة لقاح فايروس كورونا الجديد حول العالم.