زوايا متخصصة

عبدالله الجفالي.. تاجر عصامي قصيمي بدأ من مكة

صورة أرشيفية تجمع الملك سلمان وخالد الجفالي.

بقلم: د. عبدالله المدني - أستاذ العلاقات الدولية في مملكة البحرين abu_taymour@

الجفالي اسم أشهر من نار على علم في المملكة ودول الخليج العربية، بل خارج حدودهما أيضاً. فما هي قصة هذه العائلة ومؤسسها الأول الذي أصبح اسمه لصيقاً بعبارة «خرج من عنيزة على بعير وعاد إليها بمرسيدس». لا شك أن هناك الكثير مما يمكن كتابته وسرده عن العائلة ورموزها ومغامراتها في عوالم المال والأعمال والأنشطة الخيرية وغيرها من الأشياء التي فصلها الباحث البريطاني المتخصص في سير البيوتات التجارية الخليجية «مايكل فيلد» في كتابه الموسوم «أحمد الجفالي.. حياة في البزنس 1925 - 1994» الصادر باللغة الإنجليزية عام 2011.

مؤسس العائلة هو الشيخ عبدالله بن إبراهيم بن ناصر بن بريكان الجفالي، الذي تعود أصوله إلى مدينة عنيزة بإقليم القصيم، وعائلته تتحدر من بني خالد، الحكام السابقين لشرق الجزيرة العربية قبل توحيد المملكة العربية السعودية على يد الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه (توفي عام 1953)، طبقاً لما أكده الشيخ سعد بن عبدالعزيز الرويشد في مقال له بصحيفة الجزيرة (25/‏1/‏2003).

ولد عبدالله في عنيزة في حدود عام 1880م، وتلقى قدراً بسيطاً من العلم في الكتاتيب التقليدية، وترعرع في ظل ظروف معيشية صعبة، الأمر الذي دفعه في سن المراهقة للسفر إلى العراق مع جماعة العقيلات (تجار الإبل والقوافل النجديين) بحثاً عن الرزق. غير أن ما حدث هو أن الرجل عاد إلى مسقط رأسه في عنيزة خلال ستة أشهر ليبدأ التفكير مجدداً في مغامرة تنقذه من ظروفه المعيشية الصعبة.

من بعد تفكير، قرر الرجل أن يغادر عنيزة مجدداً في عام 1898، لكن وجهته هذه المرة كانت الحجاز زمن الحكم العثماني، وتحديداً مكة المكرمة. وعليه شد الرحال صوبها على ظهر ناقة وهو شاب يافع، فوصل مكة المكرمة بعد رحلة مضنية محفوفة بالمخاطر عبر الصحاري الجرداء، ونزل هناك بحي الجودرية وسط المدينة المقدسة. وكان أول ما فعله هو استئجار منزل متواضع ليقيم به. لاحقاً استقطع من المنزل جزءاً صغيراً ليمارس من خلاله النشاط التجاري، بعدما أحب مكة وأهلها وأجواءها الروحانية وحياتها الاجتماعية السهلة المتسامحة وفطن أن مستقبله ونجاحه مرهونان بالبقاء والاستقرار فيها. وقتها، أي قبل نحو 140 عاماً من الآن (مطلع القرن الثالث عشر الهجري)، اشترى المنزل وأدخل عليه الكثير من التحسينات بعد أن منّ الله عليه بالخير العميم فاتخذه سكناً له ولأولاده طوال مدة حياته.

بدأ عبدالله في نسج أول خيوط علاقاته التجارية مع تجار مكة وتجار عنيزة بهدف إقامة تبادل تجاري بين الحجاز ونجد. وهكذا راحت تجارته وعلاقاته الاجتماعية تتوسع رويداً رويداً، خصوصاً أن ذكاءه قاده -حينذاك- إلى عدم حصر أعماله وأمواله في نشاط أو خدمة معينة تفادياً للخسارة، وهو ما حوله سريعاً إلى علم من أعلام التجارة وعين من أعيان مكة، وجعله صاحب مكانة اجتماعية مرموقة. وقتها حرص الرجل أن يختط لنفسه مساراً يجمع ما بين النزاهة وصدق التعامل وخدمة الوطن وعمل الخير مع الابتعاد عن التباهي الاجتماعي في المحافل العامة طبقاً لما كتبه عنه الدكتور عبدالرحمن صالح الشبيلي في مقال له بصحيفة الشرق الأوسط (28/‏4/‏2005).

بانضمام الحجاز إلى نجد وقيام المملكة العربية السعودية في عام 1925، وقع اختيار الملك عبدالعزيز على التاجر العصامي عبدالله الجفالي ليكون عضواً في مجلس الشورى القديم سنة 1926 جنباً إلى جنب مع أعيان الحجاز ونجد من أمثال: صالح شطا وأحمد سبحي ويوسف قطان وعبدالله الزواوي ومحمد يحيى بن عقيل وعبدالوهاب عطار وعبدالعزيز بن زيد (البعض يضيف إليهم عبدالله الفضل وعبدالله السليمان الحمدان وصالح العذل من وجهاء نجد) تحت قيادة رئيس المجلس -آنذاك- سمو نائب الملك في الحجاز الأمير (الملك) فيصل بن عبدالعزيز (توفي عام 1975). كما اصطفاه الملك المؤسس -قبل توحيد المناطق السعودية- من بين زملائه الشوريين وعهد إليه بقيادة هيئة تحقيق للنظر في أوضاع المواطنين في بلاد غامد وزهران. وبناء على تقرير الهيئة المرفوع إلى الملك، أمر جلالته بفصل تلك المناطق إدارياً عن منطقة الطائف وتأسيس إمارة خاصة بها مقرها مدينة الباحة، طبقاً لما ذكره الدكتور عبدالرحمن بن علي الزهراني في كتابه «من رجال الشورى في المملكة العربية السعودية» الصادر في عام 2000.

في تلك الحقبة المبكرة من تاريخ مملكته، حرص الملك عبدالعزيز على التعرف على نخب بلاده من الساسة والعلماء والمفكرين والتجار والأعيان ورؤساء القبائل، ودعمهم، ومنحهم الصلاحيات المتنوعة لإدارة ملفات التعليم والخدمات العامة. كما فتح آفاق التجارة والاستثمار أمامهم بصورة عادلة ومانعة للاحتكار. ومما لاشك فيه أن هذا التوجه الأخير ساهم في نمو فرص الاستثمار أمام تجار الحجاز؛ ومنهم عبدالله الجفالي، خصوصاً وأن الأخير كان قد وطد أقدامه بقوة -آنذاك- في عالم الأعمال، ودليلنا أن عبدالله شرع فترتذاك في تولي مشروع تعبيد أول طريق يربط ما بين مكة وجدة.

رحل الشيخ عبدالله الجفالي عن الدنيا في عمر الستين أو نحو ذلك في عام 1935 على إثر حادث مروري أليم وقع لسيارته في منطقة عشيرة شمالي الطائف، حيث كان الرجل في طريقه وقتئذ من الطائف إلى جدة لاستقبال نائب الملك في الحجاز الأمير فيصل بن عبدالعزيز القادم من الرياض، وبسبب الطريق غير المعبد ونوعية المركبة ذات السقف المكشوف لتلطيف حرارة الجو، قذفت به السيارة بعيداً فوقع على الأرض وتوفي في حينه، طبقاً لرواية الشيخ سعد بن عبدالعزيز الرويشد (مصدر سابق). وبعد وفاته استمرت أعماله وأنشطته التجارية على يد أبنائه إبراهيم وعلي وأحمد الذين أسسوا نواة الشركة العائلية المعروفة اليوم بـ«شركة إبراهيم الجفالي وأولاده» في مكة المكرمة يوم كانت مكة تابعة للطائف؛ أي قبل أن تتفوق جدة تجارياً وتبرز على الخارطة كمركز تجاري أول في غربي البلاد بفضل مينائها البحري العريق وبيوتاتها التجارية المعروفة.

كان عبدالله الجفالي قبل وفاته بسنوات، وتحديداً في العقد الثاني من القرن العشرين قد تزوج من ابنة إحدى الأسر الأحسائية هي «موضي بنت إبراهيم العبيد» التي أنجبت له إبراهيم وأحمد وعلي ونورة. حرص والدهم عبدالله على حصولهم على التعليم الذي حرم منه، فألحقهم بمدرسة الفلاح بمكة التي كان تاجر اللؤلؤ الجداوي الشيخ محمد علي زينل قد أسسه هناك في عام 1911، ثم أحضر لهم معلمين خصوصيين لتزويدهم بالمعارف والعلوم العصرية التجارية والمالية. وهكذا وفق الله الأبناء الثلاثة في دراستهم قبل أن يترسموا خطى والدهم في السماحة والطيبة والأخلاق والكرم والسمعة الحميدة.

فالابن الأكبر إبراهيم مثلاً صار من أعيان ووجهاء مكة مثل والده، وصار موضع ثقة جيرانه ومعارفه وولاة الأمر، كما عرف عنه فتح باب منزله بمكة والطائف ليلاً ونهاراً لاستقبال الوافدين والأصدقاء والمواطنين والاحتفاء بهم، ومساعدة الفقراء والمحتاجين منهم، علما بأنه توفي عام 1983 في المستشفى العسكري بالرياض، مخلفاً وراءه ابنته الوحيدة فوزية التي تقيم بمكة مكرسة حياتها لأعمال الخير والبر.

أما الابن الأصغر أحمد المولود عام 1924 فقد تزوج من السيدة سعاد بنت إبراهيم الحسيني ابنة أخ مفتي فلسطين الأسبق أمين الحسيني (توفي عام 1974)، وتوفي في عام 1994 على ظهر يخته الجديد في عرض البحر على إثر نوبة قلبية مفاجئة عن عمر ناهز السبعين، مخلفا وراءه سمعة اجتماعية وتجارية مشهودة وأعمالاً إنسانية مستترة في مجال مساعدة وغوث المحتاجين داخل السعودية وخارجها مثل: مركز العون للمعاقين بجدة ومركز غسيل الكلى بمستشفى الملك سعود بعنيزة والعديد من الصدقات والأوقاف الجارية لرعاية الفقراء والحجاج وغيرهم. ومما يذكر عن أحمد الجفالي، الذي كان يتحدث العربية والإنجليزية والألمانية، أنه المؤسس الرئيسي لمؤسسة النقد العربي السعودي، وكان عضواً في المجلس الاستشاري الدولي لبنك تشيس الأمريكي، وعضو مجلس إدارة لمجموعة من الشركات مثل شركتي ولز فارجو، وآي بي إم (IBM).، كما كان مهتماً بجلب الشركات العالمية إلى الأسواق السعودية.

وخلف أحمد الجفالي وراءه ثلاثة أولاد. ولده الأكبر وليد أحمد الجفالي ولد في جدة عام 1955 وأكمل تعليمه الابتدائي في جدة والثانوي في سويسرا، ثم نال درجة البكالوريوس في العلوم الدولية والتجارية والسياسية من كاليفورنيا عام 1977، وتزوج لأول مرة في عام 1980 من «بسمة السليمان» في جدة وأنجب منها دينا وهلا ومحمد قبل أن ينفصلا سنة 2000، علماً بأن ابنته هلا هي أول امرأة سعودية تشغل منصب القنصل الفخري لدولة أجنبية في السعودية وهي دولة سانتا لوشيا. وفي عام 2012 حصل وليد على الدكتوراه في علم الأعصاب من كلية إمبريال كوليدج في لندن وكانت أطروحته بعنوان «خوارزمية جديدة للكشف عن الحالات الشاذة والتنبؤ بها» وترأس مجلس إدارة البنك السعودي الأمريكي ومجلس إدارة شركة سيمنز العربية، وشغل منصب نائب رئيس غرفة تجارة وصناعة جدة والقنصل الفخري العام للدنمارك. وامتلك بالكامل شركة العلوم العصبية المتخصصة، وكان عضواً في مجلس إدارة شركة نابورس العربية المحدودة للنفط والغاز، وامتلكت شركته الخاصة في عام 2009 نسبة 5 بالمائة من أسهم شركة هيتاشي اليابانية بقيمة 100 مليون دولار، ثم تملكت في عام 2012 نسبة 11 بالمائة من أسهم فريق مانشستر يونايتيد الإنجليزي، وعرفه الناس بحبه لاقتناء القطع الفنية النادرة، وقد توفي في لندن بسرطان الرئة في عام 2016.

وولده الأوسط خالد أحمد الجفالي، المولود بجدة عام 1958 أكمل تعليمه الابتدائي والثانوي ما بين جدة وسويسرا، ثم تابع تعليمه في جامعة سان دييغو بولاية كاليفورنبا الأمريكية التي منحته درجة البكالوريوس في العلوم السياسية، وفي عام 2012 حصل على درجة الدكتوراه في الشؤون الدولية من كلية مينلو بأثرتون في كاليفورنيا، وهو يتحدث علاوة على العربية اللغات الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والألمانية، وبعد وفاة شقيقه وليد تسلم زمام إدارة أعمال شركة العائلة. واعتبر خالد الولد المفضل لدى والده بدليل أن والده قدمه لمجتمع المال والأعمال تدريجياً قبل أن يقوم بمجموعة من المبادرات في مختلف القطاعات داخل المملكة وفي بلدان الشرق الأوسط، وقد تملك الرجل حصصاً في عدد من المشاريع التجارية من بينها شركتا «داو كيميكال» و«سيمنز»، وهو، إلى ما سبق، رئيس مجلس الأعمال السعودي الألماني، وعضو مجلس إدارة مؤسسة النقد العربي السعودي، ومجالس إدارة العديد من الشركات الاستثمارية والاستشارية مثل شركة «غلف كابيتال».

وولده الأصغر هو طارق أحمد الجفالي الذي أسس مؤسسة خيرية باسمه وكان يدعم من خلالها برامج تقييم احتياجات طلاب التعليم العالي من ذوي صعوبات التعلم، والتي تولى تنفيذها مركز الأمير (الملك) سلمان لأبحاث الإعاقة بالتعاون مع جامعة الأمير سلطان، وقد توفي طارق بسكتة دماغية بمنزله في لندن عام 2008.

الابن الأوسط للمؤسس الشيخ عبدالله الجفالي هو علي عبدالله الجفالي المولود في مكة عام 1916، والمتوفى في جدة عام 2015 عن عمر ناهز 99 عاماً، وهذا أنجب من الأبناء حاتم وأمين وسامي وأيمن، ومن البنات منى، وتركز نشاطه في تحمل مسؤوليات الشركة العائلية إلى جانب شركة كهرباء جدة (كهرباء المنطقة الغربية) وشركة الأسمنت السعودية. وفي الفترة من 1994 إلى 1998 تم اختياره ليكون عضواً في مجلس الشورى السعودي في دورته الأولى، ولكأنما التاريخ يعيد نفسه فيحمله المسؤوليات الشورية التي أنيطت بوالده في بواكير تأسيس المملكة. هذا وكان للشيخ عبدالله الجفالي ابن رابع هو سليمان الذي توفي شاباً دون العشرين من عمره.

على خلاف والدهم الذي ارتبط اسمه بالتجارة، ارتبط اسم الأبناء بالصناعة والتصنيع والاستثمار في البنى التحتية للوطن، ولاسيما مجالات الطاقة الكهربائية والأسمنت والاتصالات الهاتفية والسيارات والمصارف، مما جعل سيرهم متممة لسيرة بلادهم وتحولاتها الاقتصادية والاجتماعية والتنموية في القرن العشرين.

أول شركة كهرباء في الطائف ومكة المكرمة

أسست شركة الجفالي أول شركة كهرباء في مدينة الطائف عام 1947 لتتوسع لاحقاً وتشمل مكة المكرمة، ملغية بذلك استخدام الفوانيس والأتاريك وماكينات الكهرباء الضعيفة المتفرقة في شوارع وأزقة العاصمة المقدسة. وكادت أعمال الشركة أن تشمل المدينة المنورة وجدة والأحساء لولا إصدار الدولة لنظام منح امتياز صناعة توليد الطاقة الكهربائية الذي حصل بموجبه محمد عبدالله رضا وإبراهيم شاكر على امتياز إنارة جدة، وحصل إبراهيم الجفالي وإخوانه على امتياز إنارة الطائف وضواحيها، وحصل عبدالعزيز الخريجي على امتياز إنارة المدينة المنورة، فيما تولت شركة أرامكو إنارة مدن ومجتمعات المنطقة الشرقية الحديثة قبل أن تؤسس في هذه المدن وفي الأحساء شركات كهرباء أهلية مساهمة. والحقيقة أن شركة الكهرباء التي أسسها آل الجفالي مثلت للأسرة نقطة تحول هامة في أنشطتهم التجارية والصناعية والاستثمارية. إذ كانت هذه الشركة التي أطلق عليها «شركة الكهرباء السعودية» أول شركة عربية ساهم فيها أبناء المملكة وحدهم برأس مال قدره مليون جنيه لترتفع أسهمها خلال أربع سنوات من تأسيسها إلى ثلاثة أمثال قيمتها الأصلية. وهكذا كانت عائلة الجفالي وراء دخول الكهرباء إلى الطائف ومكة بعد نحو نصف قرن من إنشاء أول محطة توليد للطاقة الكهربائية في العالم على يد المخترع الأمريكي المعروف توماس أديسون (توفي عام 1931) في نيويورك سنة 1890م.

بعد هذه التجربة الاستثمارية الوطنية الناجحة راح آل الجفالي من الجيلين الثاني والثالث يوسعون وينوعون أعمالهم التي شملت تجارة الأراضي والعقارات وتأسيس شبكة الهاتف الآلي، والحصول على وكالات عالمية مثل وكالة سيارات مرسيدس بنز وإطارات ميتشيلان وهواتف سيمنز، وإنشاء عدد من الشركات لعل أهمها: شركة أسمنت الأحساء، وشركة أسمنت المنطقة الشرقية، والشركة الوطنية لصناعة السيارات وإنتاج الشاحنات بالتعاون مع شركة مرسيدس بنز الألمانية، والشركة السعودية لإنتاج المباني الحديدية بالتعاون مع شركة بتلر الأمريكية، والشركة السعودية لصناعة الثلاجات، والشركة السعودية لصناعة المكيفات، والشركة العربية الكيماوية لإنتاج المواد العازلة واللاصقة، والشركة السعودية لصناعة التراكتورات، وغيرها.

ونختتم بالقول إن مشاريع آل الجفالي شملت كافة أنحاء المملكة العربية السعودية، ولاسيما عنيزة موطن آبائهم وأجدادهم، والحجاز التي برزوا وانطلقوا منها، والأحساء موطن والدتهم أو جدتهم.