قام المبتعث بالمملكة المتحدة باحث الدكتوراه عبادي محمد مشلوي، أخيراً، بالكشف عن الطفرات الجينية المسببة لمقاومة المبيدات الحشرية في بعوضة حمى الضنك في منطقة جازان، مشيراً إلى أن البحث يأتي بدعم مادي من جامعة جازان، ويعتبر جزءا من دراسته لمرحلة الدكتوراه التي حصل خلالها قبل يومين على المركز الثاني كأفضل ملصق علمي بالمؤتمر السنوي لعلماء الحشرات بالولايات المتحدة الأمريكية في قسم علم الوراثة والتطور والبيئة.

وأكد المحاضر والمبتعث من قسم الأحياء بكلية العلوم الحاصل على ماجستير في علم الحشرات من جامعة تكساس أي أند أم بالولايات المتحدة الأمريكية، لـ«عكاظ»، أن مقاومة المبيد الحشري (البيرثرويد) حول العالم مهدد لمكافحة نواقل الأمراض كالبعوض وبالتحديد الزاعجة المصرية أو ما تسمى ببعوضة الحمى الصفراء التي تنقل فايروسات عدة، منها حمى الضنك والزيكا وغيرها من الفايروسات الأخرى، مشيراً إلى أنه قام بجمع بعوض الزاعجة المصرية من قرى ومحافظات منطقة جازان وتمت دراسة جيناتها والطفرات التي تحويها، خصوصا المسوؤلة عن مقاومة المبيدات الحشرية، وتوصلت نتائج البحث إلى 3 طفرات في بعوض جازان هي V1016G وS989P المرتبطة مع بعضها وF1534C المرتبطة باتجاه معاكس للطفرتين الأولى والثانية.

وقال مشلوي إن هذه الطفرات موجودة ومنتشرة في شرق آسيا مثل الهند، وتايلند، وتايوان، وبعض الدول في جنوب أمريكا مثل البرازيل والمكسيك، كما تُحدث هذه الطفرات تغييرا في تركيبة قنوات الصوديوم أو ما يسمى بوابات الجهد في الجهاز العصبي للحشرة مما يمنع تركيبة المبيد من الوصول للجهاز العصبي لقتل الحشرة.

وأضاف أنه وللمرة الأولى يتم الكشف عن وجود الطفرات الـ3 في توليفة صيغة التماثل كطفرات متجانسة مما يدل على أن المقاومة للمبيدات في أعلى حالاتها في منطقة جازان، في المقابل فحص التوليفات الجينية في القرى كشف لنا توليفة في إحدى أنماطها لا تحتوي على طفرات وبالتالي هناك إمكانية للتقليل من المقاومة، خصوصا في القرى لتعرضها لمبيدات أقل مقارنة بالمدينة، كما وجدنا هذه الأنماط في بعض العينات من مكة وجدة ولكن في عدد قليل جدا، مؤكداً أن هذه الإستراتيجية تتطلب الحد أو التقليل من الاستخدام الحالي للمبيدات الحشرية واستبداله بمبيد آخر أو بدلاً من ذلك يمكن خلط أكثر من مبيد أو استخدام التناوب في المبيدات الحشرية كجزء من إدارة مقاومة المبيدات الحشرية، كاشفاً أنه يسعى حالياً مع المجموعة البحثية في المملكة المتحدة للتعرف على التركيبة الجينية للبعوض في السعودية لمعرفة طريقة انتقاله بين المدن للحد من وصولها إلى مناطق جديدة داخل المملكة في المستقبل.