أخبار

60.000.000

تحذير لأوروبا من «موجة ثالثة».. جارات الهند تستعد لتفاقم محتمل.. بريطانيا تتخبط في إدارة أزمتها

مدارس بريطانيا ستبقى مفتوحة بموجب التدابير الجديدة.

ياسين أحمد (لندن)، «عكاظ» (بروكسل، نيولهي، واشنطن) OKAZ_online@

إذا راوح عدد إصابات بلدان العالم بفايروس كوفيد-19 قريباً من مستويات يومي 22 و23 نوفمبر، وهما 490495 و519437 إصابة جديدة على التوالي، فمن دون شك سيتجاوز عدد المصابين قبيل منتصف نهار اليوم (الأربعاء) 60 مليوناً. فقد بلغ العدد أمس الثلاثاء 59.53 مليون مصاب، توفي منهم 1.40 مليون شخص. وانفردت الولايات المتحدة بأكبر عدد من الإصابات الجديدة على مستوى العالم. فمن 142732 إصابة جديدة تم تسجيلها في 22 الجاري، تم تأكيد 169198 إصابة جديدة في 23 نوفمبر. وارتفع بذلك العدد التراكمي للحالات في أمريكا الى 12.77 مليون نسمة. ويبدو أن الولايات المتحدة ينتظرها مزيد من الشقاء. فقد تكهن علماء جامعة سانت لوي أمس بأن عدد المصابين قد يتضاعف ليصل إلى 20 مليوناً خلال الفترة من الوقت الراهن إلى حين تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن في 20 يناير القادم.

وعلى رغم أن الوضع الوبائي في الهند بدا متباطئاً إلى حدٍّ ما؛ إلا أن ثمة مخاوف حقيقية من أن الهجمة الوبائية ستستهدف خلال الفترة القادمة الدول المجاورة للهند، خصوصاً باكستان، وبنغلاديش، وسريلانكا؛ مع أن الهند يعمرها 1.4 مليار نسمة، وهو ما يفوق ثلاثة أضعاف عدد سكان البلدان الثلاثة المذكورة. وتزداد خطورة الأزمة الصحية مع إقبال الشتاء القارس، الذي يتزامن مع تسارع مخيف لفايروس كورونا الجديد في أرجاء العالم. وقال ممثل منظمة الصحة العالمية لدى بنغلاديش إنه ما لم يتم التأكد من الالتزام الشعبي الصارم في جنوب آسيا بالإرشادات الوقائية، فإن الحالات سترتفع بصورة مماثلة لما يحدث في أوروبا راهناً. وأضاف أن التلوث الكثيف لأجواء شمال الهند وجنوب باكستان خلال الشتاء الطويل سيشجع الفايروس، على الأرجح، على تسريع تفشيه. واعترف مسؤولون صحيون وسياسيون في بنغلاديش بأن من الصعب الذي يداني المستحيل حمل البنغلاديشيين في مدنهم المأهولة بالتزام قاعدة التباعد الجسدي. وتواجه المنطقة المذكورة مشكلات جمّة في توفير الفحوص الكافية لملايين السكان، ومشكلات مماثلة في قيد الوفيات والإصابات الجديدة. كما أن معظم أهل الريف في جنوب آسيا يفضلون الموت في بيوتهم، في قراهم النائية، بدلاً من دخول المستشفيات التي لا تملك تجهيزات تذكر لمعالجتهم. ويعتقد بأنه على رغم حديث الهند عن تكثيف الفحوص، إلا أن المعدل الحقيقي لا يتجاوز 68 شخصاً من كل ألف شخص. وينخفض ذلك إلى 16 شخصاً من كل ألف شخص في باكستان؛ وإلى 9 أشخاص فقط من كل ألف شخص في بنغلاديش، وارتفع عدد المصابين في الهند أمس الثلاثاء الى 9.18 مليون نسمة.

بالطبع تمثل أوروبا تحدياً صحياً كبيراً، فقد تقدمت كبريات دول القارة العجوز المراتب العالمية من حيثُ عدد الإصابات والوفيات. وتحتل فرنسا، وروسيا، وإسبانيا، وبريطانيا، وإيطاليا المراتب من الرابعة إلى الثامنة عالمياً لجهة عدد المصابين. كما أنها- باستثناء روسيا- تعاني ارتفاعاً كبيراً في عدد الوفيات الناجمة عن الوباء. وفيما تجاوز عدد المصابين في فرنسا وروسيا مليوني نسمة (2.14 مليون و2.11 مليون على التوالي)؛ تواصل إسبانيا، وبريطانيا، وإيطاليا مسيرة البؤس بعدما تجاوزت 1.5 مليون إصابة. وقال مبعوث منظمة الصحة العالمية ديفيد نافارو للصحف السويسرية أمس إن المنظمة تخشى أن تقع أوروبا فريسة سهلة لما سماه «موجة ثالثة» من وباء فايروس كوفيد-19، مطلع السنة الجديدة. وعزا ذلك إلى أن الدول الأوروبية ضيّعت فرصة تعزيز بناها الأساسية الصحية خلال أشهر الصيف الماضي، التي شهدت نجاحها في السيطرة على الموجة الأولى من التفشي الفايروسي. وقال نافارو: الآن لدينا موجة ثانية. وإذا لم تقم الدول الأوروبية بتحديث بنيتها الأساسية الصحية، فستكون هناك موجة ثالثة من الجائحة مطلع 2021. وحتى لو قيل إن بريطانيا وإسبانيا وفرنسا تشهدان تراجعاً طفيفاً في عدد الحالات الجديدة، فإن معدل العدوى الفايروسية في ألمانيا باقٍ على ارتفاعه، دون بادرة على أنه سيهبط قليلاً. وأعرب نافارو عن قلقه حيال قرار السلطات السويسرية إعادة فتح منتجعات التزلج على جليد جبال الألب.

بريطانيا تتخبط.. وتعود لـ «الإغلاق المخفف»!

تتخبط حكومة رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون في قراراتها إزاء الوضع المتدهور صحياً. فقد أعلن جونسون الليلة قبل الماضية أن الإغلاق الحالي لبريطانيا سينتهي في 2 ديسمبر. واعتباراً من 3 ديسمبر سيتم تطبيق تدابير أكثر تشدداً، ستفرض على المناطق الموبوءة من دون تفاوض مع سلطاتها المحلية، كما كان الأمر قبيل الإغلاق الراهن. وأكد أن الإجراءات الجديدة ستظل سارية حتى الربيع المقبل. ولم يحدد جونسون التصنيف الذي سيتم تحديده لكل منطقة من مناطق البلاد. وقالت صحيفة «ديلي تلغراف» أمس إنه سيعلن تلك التفاصيل المهمة غداً (الخميس). بيد أنه مهما قيل عن تشديد التدابير البديلة من الإغلاق، فإن بريطانيا ستسمح بفتح المتاجر غير الأساسية ليقبل السكان على شراء مستلزمات أعياد الميلاد. كما أنه سيسمح بحضور المناسبات الرياضية. وفيما سيستمر منع الأسر من الاختلاط حتى نهاية نوفمبر، سيعلن جونسون أنه قرر إتاحة «نافذة أسرية» مدتها خمسة أيام تسمح لما لا يزيد على ثلاث أسر بالتلاقي والاحتفال. وقال جونسون إنه يتعين على العاملين الاستمرار في العمل من منازلهم. وينقسم النظام الجديد إلى ثلاثة مسارات. سيشهد أولها تخفيفاً لمنع التجول ليلاً. وسيسمح للمطاعم والحانات بمد ساعات عملها ساعة إضافية، هي الـ 11 ليلاً، بدلاً من العاشرة حالياً. وسيسمح لمناطق المسار الأول بالمشاركة في المناسبات الرياضية داخل الملاعب وخارجها، بشرط الحفاظ على التباعد الجسدي. وستبقى الجامعات والمدارس والشركات مفتوحة. كما سيسمح بالزيجات وتشييع الجنائز، مع تحديد عدد الحضور. أما المسار الثاني، فسيشهد تشديد القيود على المطاعم، لكنه سيوفر حرية كبيرة لعشاق الرياضة، ولن يسمح إلا لأفراد العائلة الواحدة بارتياد المطاعم التي ستغلق أبوابها في العاشرة مساء. وبالنسبة إلى المسار الثالث فستكون منشآت قطاع الضيافة الأكثر تضرراً من القيود. وسيسمح للمطاعم والحانات بتقديم خدمة الطلبات الخارجية فحسب. وستغلق دور السينما والمسارح. ولن يكون مسموحاً بتجمع أكثر من 6 أشخاص خارج المنازل.