كتاب ومقالات

النصر وكأس الملك

بعد السلام

سلطان الزايدي

في مباريات كرة القدم التنافسية لا يمكن أن تختزل حالة التفوق والانتصار في عنصرٍ واحدٍ فقط، بمعنى أن العمل في منظومة كرة القدم يرتبط فيه التفوق والانتصار بعوامل كثيرة، فمهما كان العمل الفنيُّ جيدًا وملاحظًا في أثناء المباراة، إلا أنه لا يكفي لتحقيق الانتصار، بدليل مباراة الديربي الأخيرة في الدوري بين النصر والهلال، التي انتهت بفوز الهلال (2 صفر). في هذه المباراة ظهر النصر في الشوط الأول بشكلٍ فنيٍّ عالٍ، وقدَّم شوطًا جميلًا تفوق فيه «فيتوريا» بعد أن سيطر على كل تفاصيل المباراة، بدليل الفرص التي سنحت للنصر ولم يستغلها لاعبوه الاستغلال الأمثل، وهذا الأمر يؤكد أن الانتصار لا يتحقق بالعمل الفني الجيد فقط، بل هناك عوامل مهمةٌ يجب أن تكتمل، فالإعداد البدني مهمٌّ، والانسجام مهمٌّ، والجوانب المعنوية والتركيز أيضًا مهمٌّ، وحين يفقد الفريق أحد هذه العوامل من الصعب أن يتحقق الانتصار.

في مباراة الديربي الماضية تفوق النصر، لكنّه خسر بسبب الضعف البدني، وقلة التركيز والانسجام، رغم أن العمل الفني داخل المباراة كان واضحًا للنصر بشهادة كل النقّاد الفنيين، لكن الأخطاء البسيطة كانت سببًا في خروج النصر خاسرًا في هذا الديربي، فلو كان مدافع النصر البرازيلي «مايكون» جاهزًا بدنيًّا وتواجد في التدريبات قبل مباراة الديربي بالوقت الكافي لما وقع في هذا الخطأ البدائي البسيط، بعد أن تسبب في ضربة الجزاء، ويتضح هذا جليًّا أيضًا في الهدف الثاني للهلال بعد أن ترك مهاجم الهلال «قوميز» يستلم الكرة، ويلفّ بها رغم أنه آخر مدافع، وكان من المفترض أن يضغط بشكلٍ قويٍّ على المهاجم، ويمنعه من التحرك وتمرير الكرة؛ لذا نقول دائمًا: مهما كان العمل الفني جيدًا لا يكفي لتحقيق الانتصار.

يوم السبت القادم ستكون معركة الكأس صعبةً، خصوصًا أمام النصراويين الذين يعانون حاليًّا من بعض الظروف التي قد تعيق أي فريقٍ عن مواصلة الإنجازات، لكن جمهوره لا يقبل هذه الأعذار، ولديهم قناعةٌ مطلقةٌ بأن فريقهم كأفراد هو الأفضل، ويستطيع أن يحقق كل النتائج الإيجابية، ويرفضون أن يخسر مهما كانت الظروف، وهذا حقّهم رغم اختلافي معهم في تفاصيل هذا الحق، فالنصر يفتقد في الفترة الحالية عوامل مهمة تحتاج لوقتٍ حتى تكتمل، ولعلّ من أهمها الانسجام الذي يفتقده الفريق، خصوصًا بعد العدد الكبير من التعاقدات التي أبرمت في الصيف الماضي، وكذلك عدد الإصابات الكثيرة التي تحاصر الفريق منذ البطولة الآسيوية، ناهيك عن حالات كورونا التي اجتاحت الفريق في الفترات السابقة، والآثار الجانبية التي من الممكن أن يتركها هذا الوباء على اللاعب، والفترة الزمنية التي يحتاجها حتى يعود لحالته الطبيعية، كل هذه الأشياء قد تعيق النصر في الوقت الحاضر عن تقديم نتائج إيجابية تسعد الفريق، لكن الملاحظ ومن بعد المباراة مباشرة عزم اللاعبين على التركيز في مباراة الكأس، وتحقيق البطولة حتى تعيد التوازن للفريق وثقته بنفسه، هذه البطولة فوائدها للنصر أكثر من الهلال، رغم أن الفريق الهلالي قادرٌ هو الآخر على تحقيق البطولة والفوز بها، لكن الضغوط في الجانب النصراوي أكبر من الهلال، والتأثير النفسي والمعنوي سيكون أكبر عند النصراويين من الهلال إذا ما خسر الكأس.

ودمتم بخير،،،