«التخصصي».. إنجاز باهر جديد في ظلال الرؤية
الخميس / 11 / ربيع الثاني / 1442 هـ الخميس 26 نوفمبر 2020 23:55
نجيب يماني
لم يكن الإنجاز العظيم، وغير المسبوق، الذي حقّقته مؤسسة الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، والمتمثل في إجراء خمس عمليات زراعة أعضاء متزامنة في زمن قياسي لم يتجاوز الساعات العشر، وليد الصدفة، أو رمية من غير رامٍ.. فهذا الصرح الطبي التخصصي الكبير أصبح علامة مميزة، ومرجعاً طبياً بارزاً ليس على مستوى المملكة؛ بل على المستوى العالمي، قياساً بما يسهم به في مجال الأبحاث الطبية الرصينة، التي يساهم بها في المحافل العلمية الدولية لينشر بها فتوحاً طبية في مجال محاربة الأمراض المستعصية بأبحاث مقدرة تخدم مستقبل الإنسانية، قام بها أطباء المؤسسة وباحثوها مع توطين التقنية العالمية في توفير العلاج للأمراض النادرة للمواطن وتوفير أرقى أساليب العلاج التخصصي له.
وما كان لهذه المؤسسة الوطنية أن تبلغ هذا الشأن الباعث على الافتخار، والمستوجب للثناء والزهو لولا العناية الكبيرة التي يحظى بها من لدن قيادتنا الرشيدة منذ إنشائه.
فعلى مر السنوات ظلت مؤسسة الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث محل العناية والدعم من أبناء المؤسس الذين أضافوا إليه لبنات متطورة من العطاء، وبخاصة في هذا العهد الزاهر برؤيته الباذخة؛ رؤية المملكة 2030، التي وضعت نصب عينها تفجير الطاقات، وبلوغ القمّة في كافات المجالات، ومن بينها المجال الصحي التخصصي، بما يوطّن العلاج في الداخل ويمكن المواطن منه، لما له من إيجابيات علمية واقتصادية واجتماعية، وكانت المؤسسة رأس الرمح في هذه الغاية النبيلة بما تملكه من إمكانيات وبنى تحتية على درجة عالية من التقدم والتقنية المتطورة، فضلاً عن كادرها العلمي من ذوي الدربة والخبرة العالية.
وتكفي الإشارة هنا إلى أن مؤسسة الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث سبقت المؤسسات النظيرة في المحيط الإقليمي باستخدام تقنية الروبوت في إجراء العمليات الدقيقة، والتشخيص المبكر، كما استطاعت هذه المؤسسة توفير وتطبيق تقنية متطورة تتيح الحفاظ على قلب المتبرع المتوفى دماغياً بعد استئصاله في جودة عالية لمدة تصل إلى 14 ساعة قبل زرعه لمريض يعاني فشلاً قلبياً كأحد المراكز القلبية القليلة على مستوى العالم الذي يتبنى هذه التقنية المتقدمة، إضافة إلى علو كعب المؤسسة في تطوير زراعة الخلايا الجذعية باعتراف عالمي لم يمنح لأحد خارج أمريكا وأوروبا لنيل هذا الاعتماد، الأمر الذي كان له بالغ الأثر في علو صيت المؤسسة، ولفت الأنظار العالمية نحوها، والوثوق في أبحاثها ومخرجاتها العلمية ونيل أعلى شهادات التفوق والموثوقية والأداء المميز.. إلى كثير من الإنجازات والتوسع في إجراء العمليات النادرة وزراعة الأعضاء كافة.
إنجازات بعضها فوق بعض لا يمكن أن تتأتى إلا إذا ترافق مع هذا الجهد العلمي والبحثي الباهر، نهج إداري متميز ومتطوّر، وهو ما عنيت به قيادتنا الرشيدة في إيلاء الثقة لكوادر قادرة من ذوي الدربة لهذا الصرح، فكل إدارة مرّت على المؤسسة وضعت لبنتها المميزة، وقدمت عطاءها المنظور في دفاتر العطاء، واليوم تنعم المؤسسة بإدارة حصيفة قادرة على التميز والأداء المشرف.
إدارة تهتدي في ميكانزميات عملها بمحركات النجاح من قراءة باصرة للواقع المعيش، ومعالجات فورية وسليمة لكل طارئ، واستشراف باصر للمستقبل بوضع الخطط والإستراتيجيات بعيدة وقصيرة المدى في نسق متكامل، يعمل على تحفيز الجميع وحثهم نحو بلوغ أقصى الغايات من العطاء، وأبعد المرامي من الإنجازات، وهو ما استطاعت هذه الإدارة أن تنهض به، وتقوم به خير قيام، مستوفية بذلك حق الثقة التي أوليت إياها من قبل قيادتنا الرشيدة، لتقف المؤسسة اليوم شامخة كعهدها، وافيًة بما أُنيط بها من مسؤوليات ومهام، معطيةً القدوة والمثال لما يجب أن تكون عليه مؤسسات الوطن من حيث البذل والجهد المأمول وقدرتها على استيعاب التحول الوطني والنظر بعين فاحصة لتطبيق الرؤية المباركة وتحقيق أمانيها. فهذا عهد سلمان وولي عهده الأمين، عهد تتطابق فيه الشعارات مع الأفعال، والنظريات مع التطبيق، والهمة المتوثبة مع القمة الشاهقة، لأجل هذا فلا مندوحة أمام الجميع إلى أن يستشعروا هذه الروح الوثابة، والطموح الذي لا يعرف المستحيل.. فتتفجّر الطاقات، وتشحذ الهمم، لرفعة هذا الوطن، ليصبح رمزاً للأمم.
كل هذه المعاني استشعرتها المؤسسة ورجالها الأوفياء فكان دأبهم التطوير المستمر، واستلهام كافة التجارب الحديثة والتقنيات الطبية المتطوّرة، وتوطينها على أرض الوطن بما يجعل العلاج لأعصى وأعقد العمليات الجراحية ممكناً ومتاحاً في المملكة، ويبعث برسالة مفادها أن المملكة علم متطور، وأبحاث حاضرة في مثابات العلوم ومحافل الصحة العالمية..
إن الإنجاز الذي حققته المؤسسة بإجراء هذه العمليات المعقدة الخمس الأخيرة لن يكون الأخير في سياق نجاحاتها المضطردة، بإذن الله، طالما بقي هذا الصرح الباذخ يحظى بدعم وسند قيادتنا الرشيدة، وطالما ظلت كوادره الوطنية واعية بمسؤولياتها، مدركة لحجم التحدي، مستشعرة للمرامي البعيدة التي تستشرفها رؤية المملكة 2030 التي أرسى قواعدها المتينة ولي العهد الأمين، وبقيت هي المحفّز على الإبداع، والمستنهض للهمم، والغاية أعلى القمم بإذن الله.
فهنيئاً لمؤسسة الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث إدارة وكوادر علمية وفنية وطبية؛ بهذا الإنجاز الوطني المقدر، ومزيداً من النجاح والعطاءات والإنجازات الباهرة بإذن الله دون النظر إلى المعوقات والمثبطات التي يضعها البعض في طريق النجاح.
فلنحمد صنيع المؤسسة ورجالها القائمين عليها والذين شرفوها في الداخل والخارج وهي غاية تتطلع إليها النفوس وتزين بها الصدور فخراً واعتزازاً.
كاتب سعودي
nyamanie@hotmail.com
وما كان لهذه المؤسسة الوطنية أن تبلغ هذا الشأن الباعث على الافتخار، والمستوجب للثناء والزهو لولا العناية الكبيرة التي يحظى بها من لدن قيادتنا الرشيدة منذ إنشائه.
فعلى مر السنوات ظلت مؤسسة الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث محل العناية والدعم من أبناء المؤسس الذين أضافوا إليه لبنات متطورة من العطاء، وبخاصة في هذا العهد الزاهر برؤيته الباذخة؛ رؤية المملكة 2030، التي وضعت نصب عينها تفجير الطاقات، وبلوغ القمّة في كافات المجالات، ومن بينها المجال الصحي التخصصي، بما يوطّن العلاج في الداخل ويمكن المواطن منه، لما له من إيجابيات علمية واقتصادية واجتماعية، وكانت المؤسسة رأس الرمح في هذه الغاية النبيلة بما تملكه من إمكانيات وبنى تحتية على درجة عالية من التقدم والتقنية المتطورة، فضلاً عن كادرها العلمي من ذوي الدربة والخبرة العالية.
وتكفي الإشارة هنا إلى أن مؤسسة الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث سبقت المؤسسات النظيرة في المحيط الإقليمي باستخدام تقنية الروبوت في إجراء العمليات الدقيقة، والتشخيص المبكر، كما استطاعت هذه المؤسسة توفير وتطبيق تقنية متطورة تتيح الحفاظ على قلب المتبرع المتوفى دماغياً بعد استئصاله في جودة عالية لمدة تصل إلى 14 ساعة قبل زرعه لمريض يعاني فشلاً قلبياً كأحد المراكز القلبية القليلة على مستوى العالم الذي يتبنى هذه التقنية المتقدمة، إضافة إلى علو كعب المؤسسة في تطوير زراعة الخلايا الجذعية باعتراف عالمي لم يمنح لأحد خارج أمريكا وأوروبا لنيل هذا الاعتماد، الأمر الذي كان له بالغ الأثر في علو صيت المؤسسة، ولفت الأنظار العالمية نحوها، والوثوق في أبحاثها ومخرجاتها العلمية ونيل أعلى شهادات التفوق والموثوقية والأداء المميز.. إلى كثير من الإنجازات والتوسع في إجراء العمليات النادرة وزراعة الأعضاء كافة.
إنجازات بعضها فوق بعض لا يمكن أن تتأتى إلا إذا ترافق مع هذا الجهد العلمي والبحثي الباهر، نهج إداري متميز ومتطوّر، وهو ما عنيت به قيادتنا الرشيدة في إيلاء الثقة لكوادر قادرة من ذوي الدربة لهذا الصرح، فكل إدارة مرّت على المؤسسة وضعت لبنتها المميزة، وقدمت عطاءها المنظور في دفاتر العطاء، واليوم تنعم المؤسسة بإدارة حصيفة قادرة على التميز والأداء المشرف.
إدارة تهتدي في ميكانزميات عملها بمحركات النجاح من قراءة باصرة للواقع المعيش، ومعالجات فورية وسليمة لكل طارئ، واستشراف باصر للمستقبل بوضع الخطط والإستراتيجيات بعيدة وقصيرة المدى في نسق متكامل، يعمل على تحفيز الجميع وحثهم نحو بلوغ أقصى الغايات من العطاء، وأبعد المرامي من الإنجازات، وهو ما استطاعت هذه الإدارة أن تنهض به، وتقوم به خير قيام، مستوفية بذلك حق الثقة التي أوليت إياها من قبل قيادتنا الرشيدة، لتقف المؤسسة اليوم شامخة كعهدها، وافيًة بما أُنيط بها من مسؤوليات ومهام، معطيةً القدوة والمثال لما يجب أن تكون عليه مؤسسات الوطن من حيث البذل والجهد المأمول وقدرتها على استيعاب التحول الوطني والنظر بعين فاحصة لتطبيق الرؤية المباركة وتحقيق أمانيها. فهذا عهد سلمان وولي عهده الأمين، عهد تتطابق فيه الشعارات مع الأفعال، والنظريات مع التطبيق، والهمة المتوثبة مع القمة الشاهقة، لأجل هذا فلا مندوحة أمام الجميع إلى أن يستشعروا هذه الروح الوثابة، والطموح الذي لا يعرف المستحيل.. فتتفجّر الطاقات، وتشحذ الهمم، لرفعة هذا الوطن، ليصبح رمزاً للأمم.
كل هذه المعاني استشعرتها المؤسسة ورجالها الأوفياء فكان دأبهم التطوير المستمر، واستلهام كافة التجارب الحديثة والتقنيات الطبية المتطوّرة، وتوطينها على أرض الوطن بما يجعل العلاج لأعصى وأعقد العمليات الجراحية ممكناً ومتاحاً في المملكة، ويبعث برسالة مفادها أن المملكة علم متطور، وأبحاث حاضرة في مثابات العلوم ومحافل الصحة العالمية..
إن الإنجاز الذي حققته المؤسسة بإجراء هذه العمليات المعقدة الخمس الأخيرة لن يكون الأخير في سياق نجاحاتها المضطردة، بإذن الله، طالما بقي هذا الصرح الباذخ يحظى بدعم وسند قيادتنا الرشيدة، وطالما ظلت كوادره الوطنية واعية بمسؤولياتها، مدركة لحجم التحدي، مستشعرة للمرامي البعيدة التي تستشرفها رؤية المملكة 2030 التي أرسى قواعدها المتينة ولي العهد الأمين، وبقيت هي المحفّز على الإبداع، والمستنهض للهمم، والغاية أعلى القمم بإذن الله.
فهنيئاً لمؤسسة الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث إدارة وكوادر علمية وفنية وطبية؛ بهذا الإنجاز الوطني المقدر، ومزيداً من النجاح والعطاءات والإنجازات الباهرة بإذن الله دون النظر إلى المعوقات والمثبطات التي يضعها البعض في طريق النجاح.
فلنحمد صنيع المؤسسة ورجالها القائمين عليها والذين شرفوها في الداخل والخارج وهي غاية تتطلع إليها النفوس وتزين بها الصدور فخراً واعتزازاً.
كاتب سعودي
nyamanie@hotmail.com