إيران.. العالم والجنرال
من زاوية مختلفة
السبت / 14 / ربيع الثاني / 1442 هـ الاحد 29 نوفمبر 2020 00:19
طارق الحميد
قُتل العالم الإيراني محسن فخري زاده؛ العقل المدبر لبرنامج سري لقنبلة نووية في كمين قرب مدينة طهران، ويعد مقتله بمثابة عملية قتل الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس في بغداد.
فمثلما كان يعد قاسم سليماني رمزاً لقيادة التمدد الإيراني بالمنطقة، كان العالم محسن فخري زاده رمزاً للمشروع الإيراني النووي، ولم يتعرف عليه العالم بشكل واضح إلا في تقرير عام 2015.
في ذاك العام كان زاده العالم الإيراني الوحيد الذي ورد اسمه في «التقييم النهائي» للوكالة الدولية للطاقة الذرية لعام 2015 للأسئلة المفتوحة حول برنامج إيران النووي. وقال تقرير الوكالة -آنذاك- إنه أشرف على أنشطة «لدعم بعد عسكري محتمل لبرنامج إيران النووي».
وكان زاده شخصية محورية في عرض قدمه رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو في عام 2018 حين اتهم إيران بمواصلة السعي لامتلاك أسلحة نووية. ووقتها قال نتنياهو: «تذكروا هذا الاسم.. فخري زاده» وهو يعرض صورة نادرة له.
والسؤال الآن هو هل يفجر مقتل هذا العالم مواجهة بالمنطقة، وبالأسابيع الأخيرة من رئاسة الرئيس ترامب الذي أمر قبله بمقتل سليماني؟ هل يدخل ساكن البيت الأبيض الجديد جو بايدن على واقع أزمة حقيقية بمنطقة الشرق الاوسط؟
صحيح أن إيران سارعت لاتهام إسرائيل بمقتل العالم الإيراني، ولم يصدر شيء عن إسرائيل حتى كتابة هذا المقال، لكن العادة أن يأتي الرد الإيراني من خلال مناوشات من قبل عملاء إيران ضد مصالح أميركية بالمنطقة، ولم تستهدف إيران إسرائيل، ورغم كل العمليات الإسرائيلية بحق إيران، المعلن منها وغير المعلن، وكذلك التي تمت خارج الأراضي الإيرانية، مثل سوريا.
ورغم ممارسة إدارة الرئيس ترامب لسياسة الضغط القصوى على إيران، فإن طهران حاولت التعامل مع واشنطن من خلال ما يمكن تسميته بالصبر المؤلم، كما أن إيران تتجاهل الرد على ما يعرف بحرب الظل الإسرائيلية عليها.
إلا أن مقتل العالم الإيراني، مضافاً له الضربات المتوالية التي تتلقاها إيران داخلياً من استهداف مركز على منشآتها النووية، وما لها علاقة به، وكذلك عمليات الاغتيالات التي تقع على أرضها، ومنها حتى اغتيال الرجل الثاني من تنظيم القاعدة بإيران، كلها باتت مؤلمة، ومحرجة لطهران داخلياً، وحتى لأتباعها، وعملائها بالمنطقة.
صحيح أن إيران تنتظر رحيل الرئيس ترامب بعد أسابيع، لكن السؤال للإيرانيين هو، ماذا عن إسرائيل؟ الحقيقة أن لا خيارات سهلة أمام إيران الآن، أو مستقبلاً، خصوصاً حيال مشروعها النووي؛ كونه يمثل مسألة حياة أو موت بالنسبة لإسرائيل.
ولذا فإن الأسابيع القادمة ستكون حرجة وحساسة على المنطقة ككل، فإيران تخطط لمزيد من الصبر، وإسرائيل تريد استغلال الوقت، والخطورة هي متى وكيف تنشب الأزمة!
كاتب سعودي
tariq@al-homayed.com
فمثلما كان يعد قاسم سليماني رمزاً لقيادة التمدد الإيراني بالمنطقة، كان العالم محسن فخري زاده رمزاً للمشروع الإيراني النووي، ولم يتعرف عليه العالم بشكل واضح إلا في تقرير عام 2015.
في ذاك العام كان زاده العالم الإيراني الوحيد الذي ورد اسمه في «التقييم النهائي» للوكالة الدولية للطاقة الذرية لعام 2015 للأسئلة المفتوحة حول برنامج إيران النووي. وقال تقرير الوكالة -آنذاك- إنه أشرف على أنشطة «لدعم بعد عسكري محتمل لبرنامج إيران النووي».
وكان زاده شخصية محورية في عرض قدمه رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو في عام 2018 حين اتهم إيران بمواصلة السعي لامتلاك أسلحة نووية. ووقتها قال نتنياهو: «تذكروا هذا الاسم.. فخري زاده» وهو يعرض صورة نادرة له.
والسؤال الآن هو هل يفجر مقتل هذا العالم مواجهة بالمنطقة، وبالأسابيع الأخيرة من رئاسة الرئيس ترامب الذي أمر قبله بمقتل سليماني؟ هل يدخل ساكن البيت الأبيض الجديد جو بايدن على واقع أزمة حقيقية بمنطقة الشرق الاوسط؟
صحيح أن إيران سارعت لاتهام إسرائيل بمقتل العالم الإيراني، ولم يصدر شيء عن إسرائيل حتى كتابة هذا المقال، لكن العادة أن يأتي الرد الإيراني من خلال مناوشات من قبل عملاء إيران ضد مصالح أميركية بالمنطقة، ولم تستهدف إيران إسرائيل، ورغم كل العمليات الإسرائيلية بحق إيران، المعلن منها وغير المعلن، وكذلك التي تمت خارج الأراضي الإيرانية، مثل سوريا.
ورغم ممارسة إدارة الرئيس ترامب لسياسة الضغط القصوى على إيران، فإن طهران حاولت التعامل مع واشنطن من خلال ما يمكن تسميته بالصبر المؤلم، كما أن إيران تتجاهل الرد على ما يعرف بحرب الظل الإسرائيلية عليها.
إلا أن مقتل العالم الإيراني، مضافاً له الضربات المتوالية التي تتلقاها إيران داخلياً من استهداف مركز على منشآتها النووية، وما لها علاقة به، وكذلك عمليات الاغتيالات التي تقع على أرضها، ومنها حتى اغتيال الرجل الثاني من تنظيم القاعدة بإيران، كلها باتت مؤلمة، ومحرجة لطهران داخلياً، وحتى لأتباعها، وعملائها بالمنطقة.
صحيح أن إيران تنتظر رحيل الرئيس ترامب بعد أسابيع، لكن السؤال للإيرانيين هو، ماذا عن إسرائيل؟ الحقيقة أن لا خيارات سهلة أمام إيران الآن، أو مستقبلاً، خصوصاً حيال مشروعها النووي؛ كونه يمثل مسألة حياة أو موت بالنسبة لإسرائيل.
ولذا فإن الأسابيع القادمة ستكون حرجة وحساسة على المنطقة ككل، فإيران تخطط لمزيد من الصبر، وإسرائيل تريد استغلال الوقت، والخطورة هي متى وكيف تنشب الأزمة!
كاتب سعودي
tariq@al-homayed.com