إياد مدني.. ساجلٌ جازلٌ وبسمة سلام
آفاق
السبت / 20 / ربيع الثاني / 1442 هـ السبت 05 ديسمبر 2020 21:05
طالب بن محفوظ (جدة) talib_mahfooz@
امتلك قوة إرادة، ونُضج إدارة، و«كاريزما» قيادة، وقُدرة على اختيار ركْبِه المتجانس.. بنى جوقة مُرتِّلين تعزف «أوركسترا» التحدي على أنغام موسيقى الأنامل المبصرة.. وبأجمل التجارب في أحلك الأزمات صنع قراراته بتوازن مفكر، وعزيمة خبير، ورأي واثق.. إنه رجل الدولة المثقف السيد إياد مدني.
حين اقتبس منهجه البحثي والعلمي من والده المؤرخ الراحل أمين مدني، أبرز رواد الحركة الفكرية لتاريخ الجزيرة العربية؛ تمكَّن من الانغماس البحثي والإعلامي بمداد التشبع والإلهام.. فاتحاً نافذة للولوج إلى الإبداع ودخول عالم الكتابة الريادية؛ تحريراً وإدارة وتسويقاً واستشارات.. وبثقافة شمولية أوجد بسجالاته العادلة ائتلافاً بين الحُسنيين؛ البشاشة والجزالة كأنه سلام.
وبهدوء فِطرة وثبات جأش ونظرة عُمق أنزل ملكاته المهنية واقعاً معاشاً محكياً؛ كاتباً وأديباً وصحفياً ووزيراً.. وبلغة معجمية وجهارة صوت وبيان ساحر جنى عنها جِبِّلة تخلُّق وطاقة توثُّب وجمال تحلُّق.. وفي «عكاظ» مديراً عاماً؛ انتشلها بفكره الإداري من غرقها المالي إلى مؤسسة ربحية.
بين مهمة المثقف ووظيفة السياسي؛ سرقت السياسة مثقفاً وأديباً.. فمن فقه المعرفة وزيراً إلى دهاليز الدبلوماسية أميناً لمنظمة سياسية.. ومن مبادئ الثقافة ومناورات السياسة؛ أوجد تعاوناً بين المثقف والسياسي دون تقمص للأدوار أو إفساد للرمزية.. ومن «التهريج» السياسي و«السفسطائية» الثقافية: صنع نقطة اللاتقاطع بخط وصل على طريقة المدرسة السريالية.
وفي زمن مضى دخل خيوط التصنيفات المجتمعية؛ فأصبح الأكثر وسطية الأعلى انتقاداً لسياساته المنفتحة.. لم يسْلم أول وزير للثقافة والإعلام بعد دمج القطاعين من طعن تيارين.. وُصم بالمتدين لتخرجه من بيت عُرف ببروزه في حقول القضاء والعلم والأدب، ووُصف بالليبرالي لإدخاله إلى أجندة الإذاعة والتلفزيون ما اعْتُبِر ذلك الزمن من المحرمات.
وبعيداً عن زحمة المسؤوليات الخاصة والعامة، وبين تجربة العمل الخاص وعطاء القطاع العام في خمسة عقود؛ اتجه لأجوائه الاجتماعية ودراساته العلمية وأطروحاته الفكرية، وأمسياته الثقافية؛ مستمتعاً بإثراء البحث التاريخي والأثري في «جائزة والده للبحث في تاريخ الجزيرة العربية»؛ منافسة أتاحت للمهتمين والباحثين أبعاداً جديدة لدراسة تاريخ المنطقة.
حين اقتبس منهجه البحثي والعلمي من والده المؤرخ الراحل أمين مدني، أبرز رواد الحركة الفكرية لتاريخ الجزيرة العربية؛ تمكَّن من الانغماس البحثي والإعلامي بمداد التشبع والإلهام.. فاتحاً نافذة للولوج إلى الإبداع ودخول عالم الكتابة الريادية؛ تحريراً وإدارة وتسويقاً واستشارات.. وبثقافة شمولية أوجد بسجالاته العادلة ائتلافاً بين الحُسنيين؛ البشاشة والجزالة كأنه سلام.
وبهدوء فِطرة وثبات جأش ونظرة عُمق أنزل ملكاته المهنية واقعاً معاشاً محكياً؛ كاتباً وأديباً وصحفياً ووزيراً.. وبلغة معجمية وجهارة صوت وبيان ساحر جنى عنها جِبِّلة تخلُّق وطاقة توثُّب وجمال تحلُّق.. وفي «عكاظ» مديراً عاماً؛ انتشلها بفكره الإداري من غرقها المالي إلى مؤسسة ربحية.
بين مهمة المثقف ووظيفة السياسي؛ سرقت السياسة مثقفاً وأديباً.. فمن فقه المعرفة وزيراً إلى دهاليز الدبلوماسية أميناً لمنظمة سياسية.. ومن مبادئ الثقافة ومناورات السياسة؛ أوجد تعاوناً بين المثقف والسياسي دون تقمص للأدوار أو إفساد للرمزية.. ومن «التهريج» السياسي و«السفسطائية» الثقافية: صنع نقطة اللاتقاطع بخط وصل على طريقة المدرسة السريالية.
وفي زمن مضى دخل خيوط التصنيفات المجتمعية؛ فأصبح الأكثر وسطية الأعلى انتقاداً لسياساته المنفتحة.. لم يسْلم أول وزير للثقافة والإعلام بعد دمج القطاعين من طعن تيارين.. وُصم بالمتدين لتخرجه من بيت عُرف ببروزه في حقول القضاء والعلم والأدب، ووُصف بالليبرالي لإدخاله إلى أجندة الإذاعة والتلفزيون ما اعْتُبِر ذلك الزمن من المحرمات.
وبعيداً عن زحمة المسؤوليات الخاصة والعامة، وبين تجربة العمل الخاص وعطاء القطاع العام في خمسة عقود؛ اتجه لأجوائه الاجتماعية ودراساته العلمية وأطروحاته الفكرية، وأمسياته الثقافية؛ مستمتعاً بإثراء البحث التاريخي والأثري في «جائزة والده للبحث في تاريخ الجزيرة العربية»؛ منافسة أتاحت للمهتمين والباحثين أبعاداً جديدة لدراسة تاريخ المنطقة.