نافذة خليجية
الاثنين / 22 / ربيع الثاني / 1442 هـ الاثنين 07 ديسمبر 2020 01:09
عبدالرحمن الطريري
خلال أعمال الدورة السادسة والثلاثين لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وذلك في قصر الدرعية بالرياض، أطلق وزير خارجية البحرين والأمين العام السابق لمجلس التعاون الخليجي، الدكتور عبداللطيف الزياني (إعلان الرياض).
إعلان الرياض مثل رؤية الملك سلمان والتي تدرك الحاجة الملحة إلى مضاعفة الجهود لاستكمال الخطوات المهمة التي بدأها المجلس نحو التكامل والترابط والتواصل بين دوله ومواطنيه، وإعلاء مكانة المجلس وتعزيز دوره الدولي والإقليمي، والارتقاء بأداء أجهزة المجلس لتحقيق هذه الأهداف.
ولدى دول مجلس التعاون ميزة لا تتواجد في أي تكتلات سياسية شبيهة، فدول مجلس التعاون يتشاركون الدين واللغة والنسب، وبينهم مصاهرة وصلات قربى، ويجمعهم نفس الفنون والأزياء والموسيقى والفلكلور.
كما أن ما تملكه دول مجلس التعاون اليوم من قدرات اقتصادية وعلمية وعسكرية، يجعلها قوة مهمة ومركزية للعالم العربي، وتشتتها يمثل هدراً للطاقات، وفرصة للقوى الإقليمية لمد طموحاتها لما وراء حدودها الجغرافية.
لم يكن يوما رأي دول مجلس التعاون موحداً، لكن كان مجلس التعاون منظما لهذا الخلاف في أغلب الأحيان، وما هو غير مقبول هو تجاوز مرحلة الخلاف لمرحلة الإضرار بالأمن والاستقرار.
المملكة من ناحيتها في ٢٠١٣ عند توقيع اتفاق الرياض، ثم في ٢٠١٤ عند توقيع الاتفاق المكمل، وصولا إلى اليوم سعت لحل سياسي للأزمة الخليجية، وكان المهم لديها أن تكون هناك آليات لضمان الالتزام بمقررات أي اتفاق.
الجهود الكويتية كانت حاضرة دائما سعيا لرأب الصدع، ويبدو أنها نجحت مؤخرا في فتح فوهة في الجدار، وجهود الكويت مشهودة في عدة قضايا سعيا للحلول السياسية، ومنها احتضانها للحوار بين الفرقاء اليمنيين، والذي يعد بطبيعة الحال ملفا رئيسيا لأمن الخليج.
اليوم نعيش لحظه بناء الثقة، وهي المرحلة التي ستحسم الخطوة القادمة، وهل تكون خطوة إلى الأمام على طريق المصالحة الخليجية، أم تكون عودة إلى الوراء.
روح المسؤولية ضرورية اليوم للعبور من الأزمة الحالية، والتي لا تعد في حقيقة الأمر أكبر الأزمات التي مرت على دول الخليج، لكن هذه الروح هي التي سمحت بتجاوز التحديات في الماضي، وهي الكفيلة بتجاوز الأزمة المعقدة اليوم.
الولايات المتحدة كان لها دور في دعم الوساطة الكويتية، والتي تنطلق من رغبة في توحيد الحلفاء لمزيد من الضغط على إيران، والتي استفادت من الخلاف الخليجي، حيث تجني سنويا حوالى مئة مليون دولار من الطيران القطري كرسوم استخدام الأجواء.
ومن ناحية أخرى تمتلك دول الخليج نفس القلق من السلاح النووي الإيراني، وإن اختلفت المقاربات، وهذا التهديد يبدو جيداً أكثر من أي وقت مضى، ويدل على ذلك الممارسات الإيرانية منذ خروج واشنطن من الاتفاق النووي في 2018، وصولا إلى ما سرب من معلومات عن محسن فخري زاده وخططه النووية.
تمتلك دول الخليج اليوم فرصة البناء على رؤية الملك سلمان والتي أطلقت في العام 2015، وما يمثله التكامل بين دول الخليج من فرص اقتصادية وتنموية، مما سينعكس استقرارا ليس فقط على مستوى الخليج، وإنما على مستوى الشرق الأوسط.
كاتب سعودي
Twitter: @aAltrairi
Email: me@aaltrairi.com
إعلان الرياض مثل رؤية الملك سلمان والتي تدرك الحاجة الملحة إلى مضاعفة الجهود لاستكمال الخطوات المهمة التي بدأها المجلس نحو التكامل والترابط والتواصل بين دوله ومواطنيه، وإعلاء مكانة المجلس وتعزيز دوره الدولي والإقليمي، والارتقاء بأداء أجهزة المجلس لتحقيق هذه الأهداف.
ولدى دول مجلس التعاون ميزة لا تتواجد في أي تكتلات سياسية شبيهة، فدول مجلس التعاون يتشاركون الدين واللغة والنسب، وبينهم مصاهرة وصلات قربى، ويجمعهم نفس الفنون والأزياء والموسيقى والفلكلور.
كما أن ما تملكه دول مجلس التعاون اليوم من قدرات اقتصادية وعلمية وعسكرية، يجعلها قوة مهمة ومركزية للعالم العربي، وتشتتها يمثل هدراً للطاقات، وفرصة للقوى الإقليمية لمد طموحاتها لما وراء حدودها الجغرافية.
لم يكن يوما رأي دول مجلس التعاون موحداً، لكن كان مجلس التعاون منظما لهذا الخلاف في أغلب الأحيان، وما هو غير مقبول هو تجاوز مرحلة الخلاف لمرحلة الإضرار بالأمن والاستقرار.
المملكة من ناحيتها في ٢٠١٣ عند توقيع اتفاق الرياض، ثم في ٢٠١٤ عند توقيع الاتفاق المكمل، وصولا إلى اليوم سعت لحل سياسي للأزمة الخليجية، وكان المهم لديها أن تكون هناك آليات لضمان الالتزام بمقررات أي اتفاق.
الجهود الكويتية كانت حاضرة دائما سعيا لرأب الصدع، ويبدو أنها نجحت مؤخرا في فتح فوهة في الجدار، وجهود الكويت مشهودة في عدة قضايا سعيا للحلول السياسية، ومنها احتضانها للحوار بين الفرقاء اليمنيين، والذي يعد بطبيعة الحال ملفا رئيسيا لأمن الخليج.
اليوم نعيش لحظه بناء الثقة، وهي المرحلة التي ستحسم الخطوة القادمة، وهل تكون خطوة إلى الأمام على طريق المصالحة الخليجية، أم تكون عودة إلى الوراء.
روح المسؤولية ضرورية اليوم للعبور من الأزمة الحالية، والتي لا تعد في حقيقة الأمر أكبر الأزمات التي مرت على دول الخليج، لكن هذه الروح هي التي سمحت بتجاوز التحديات في الماضي، وهي الكفيلة بتجاوز الأزمة المعقدة اليوم.
الولايات المتحدة كان لها دور في دعم الوساطة الكويتية، والتي تنطلق من رغبة في توحيد الحلفاء لمزيد من الضغط على إيران، والتي استفادت من الخلاف الخليجي، حيث تجني سنويا حوالى مئة مليون دولار من الطيران القطري كرسوم استخدام الأجواء.
ومن ناحية أخرى تمتلك دول الخليج نفس القلق من السلاح النووي الإيراني، وإن اختلفت المقاربات، وهذا التهديد يبدو جيداً أكثر من أي وقت مضى، ويدل على ذلك الممارسات الإيرانية منذ خروج واشنطن من الاتفاق النووي في 2018، وصولا إلى ما سرب من معلومات عن محسن فخري زاده وخططه النووية.
تمتلك دول الخليج اليوم فرصة البناء على رؤية الملك سلمان والتي أطلقت في العام 2015، وما يمثله التكامل بين دول الخليج من فرص اقتصادية وتنموية، مما سينعكس استقرارا ليس فقط على مستوى الخليج، وإنما على مستوى الشرق الأوسط.
كاتب سعودي
Twitter: @aAltrairi
Email: me@aaltrairi.com