استدارة بايدن.. العلاقات المتعددة الأطراف
كسر عظم مع بكين وبيونغ يانغ وموسكو.. والالتفات على أوروبا
الجمعة / 26 / ربيع الثاني / 1442 هـ الجمعة 11 ديسمبر 2020 02:21
فهيم الحامد (الرياض) Falhamid2@
إدراكاً من الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن للحاجة الملحة إلى المصالحة داخل أمريكا المنقسمة أطلق شعار التوحد لاستعادة روح أمريكا. لكن بايدن يعلم أنه يجب عليه إحداث تغيير جذري لاستعادة روح أمريكا داخلية واستمرارية قوتها خارجياً وعدم الانكفاء وراء سياسات الحزب الديمقراطي التقليدية السابقة التي أضرت بمصالح واشنطن في المنطقة، كون هناك تحديات داخلية متعددة تراكمية تواجهه وأيضاً خارجية تعتبر على رأسها أزمات الشرق الأوسط، وإصلاح العلاقات مع أوروبا واحتضان الصين التي هي قوة اقتصادية عظمى عالمية ومنافس جيوسياسي لأمريكا، كون العلاقات بين الصين وأمريكا شهدت في عهد الرئيس ترمب خلافات كبيرة حول التجارة وبحر الصين الجنوبي وهونغ كونغ وتايوان وحقوق الملكية الفكرية، وفاقم وباء كورونا، الذي انطلق من الصين، حدة تلك الخلافات. وليس هناك رأيان أن الشرق الأوسط يعتبر ملفاً شائكاً في السياسة الخارجية وسيجد جو بايدن تحديات تراكمية في ظل التغيرات التي شهدتها المنطقة في عهد ترمب خصوصاً في ما يتعلق بالملف الإيراني النووي وإيران الإرهابية وعملية السلام المجمدة وعملية التطبيع مع إسرائيل. وحول الملف النووي الإيراني وعد بايدن بالعودة للاتفاق النووي الذي وقعته القوى الكبرى في عهد أوباما مع طهران في عام 2015. وهذا ما أكده مستشار الأمن القومي المعين سوليفان أيضاً وهي المهمة المحفوفة بالمخاطر السياسية كون العودة إلى الاتفاقية النووية مع إيران التي لعب سوليفان دوراً مهماً في التفاوض عليها والدفاع عنها. وهذا يعني أننا أمام إعادة تموضع بايدنية حتمية حول العلاقة مع إيران.
ووعد بايدن أيضاً بإلغاء فوري لحظر السفر الذي فرضه ترمب على إيران ودول أخرى معظمها ذات أغلبية مسلمة. ويرى الخبراء أن أي تقارب أمريكي مع نظام طهران، لن تكون الأوساط مقبولة في الأوساط اليهودية الأمريكية وفي الداخل الإسرائيلي. ويرسم الخبراء سيناريوهات متعددة لمستقبل السياسة الأمريكية في المنطقة والعالم والصين على ما كانت عليه في عهد ترمب حيث تؤكد المصادرالأمريكية أن بايدن سيسعى لتعزيز العلاقات مع الصين ومناهضة عمليات للاستيطان، وانتهاج مسار مختلف في عملية السلام يفضي إلى تواصل مع القيادة الفلسطينية، وهو الأمر الذي لم يكن مريحاً لرئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، فيما ستتجه العلاقة مع كوريا الشمالية إلى مواجهة بعد التقارب الملحوظ بين واشنطن وبيونغ يانغ في عهد ترمب مع كوريا الشمالية. ونقل عن بايدن قوله إنه سيضغط من أجل نزع السلاح النووي و«الوقوف مع كوريا الجنوبية». وتبقى علاقة بايدن مع بوتين متروكة لطبيعة اللقاءات المتوقعة، إلا أن المراقبين يوضحون أن سياسة بايدن ستكون أكثر صرامة مع روسيا.. وسيواجه قادة في الصين وروسيا قلقاً من بايدن الذي سيحاول العودة إلى الإجماع الدولي وتعبئة العالم ضدهم. هل ستكون الأربع سنوات القادمة مرحلة كسر عظم بين واشنطن مع بكين وبيونغ يانغ وموسكو.. والالتفات على أوروبا. العالم يترقب استدارة بايدن.
أوستن.. إطفاء الحروب.. أم إذكاؤها ؟
لم يكن الجنرال لويد أوستن يتوقع أنه سيقود أكبر قوة عسكرية نووية في العالم؛ تنظيميا وإستراتيجيا وإداريا في مرحلة الرئيس المنتخب بايدن؛ ليصنع التاريخ كأول وزير دفاع أسمر والشخص رقم 200 الذي حصل على رتبة جنرال 4 نجوم في الجيش، لكنه كان سادس أمريكي من أصل أفريقي عاش مرارة طفولة عرقية، إلى أن وصل لذروة الدفاع عن أمريكا؛ ليعيد ترتيب أوراق الحرائق في المنطقة والعالم ويحاول إطفاءها من خلال تجربته التراكمية كونه تقلد منصب قائد قيادة القوات المركزية الأمريكية وعكس لأربعة عقود مثال العسكري الحازم بمهارة غير عادية وروح شخصية عميقة.
وعندما اختار الرئيس المنتخب بايدن الجنرال أوستن لمنصب وزير الدفاع فإن الاختيار لم يأت من فراغ؛ لأن شخصية الجنرال التراكمية معروفة لدى بايدن كونهما تزاملا معا في عهد الرئيس السابق أوباما. وإذا حصل أوستن على المنصب بعد اعتماده من الكونغرس، سيضع أوستن بصمته العسكرية في الإدارة الديموقراطية التي يترقب العالم محاورها الجديدة كونه يرث أزمات وحروبا تراكمية بسبب التوترات السياسية والصراعات المتعددة، خصوصا مع الصين، وكوريا الشمالية، والأوضاع المتصاعدة في الشرق الأوسط. . والسؤال: هل ينجح أوستن في إطفاء الحروب.. أم في إذكائها.
ووعد بايدن أيضاً بإلغاء فوري لحظر السفر الذي فرضه ترمب على إيران ودول أخرى معظمها ذات أغلبية مسلمة. ويرى الخبراء أن أي تقارب أمريكي مع نظام طهران، لن تكون الأوساط مقبولة في الأوساط اليهودية الأمريكية وفي الداخل الإسرائيلي. ويرسم الخبراء سيناريوهات متعددة لمستقبل السياسة الأمريكية في المنطقة والعالم والصين على ما كانت عليه في عهد ترمب حيث تؤكد المصادرالأمريكية أن بايدن سيسعى لتعزيز العلاقات مع الصين ومناهضة عمليات للاستيطان، وانتهاج مسار مختلف في عملية السلام يفضي إلى تواصل مع القيادة الفلسطينية، وهو الأمر الذي لم يكن مريحاً لرئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، فيما ستتجه العلاقة مع كوريا الشمالية إلى مواجهة بعد التقارب الملحوظ بين واشنطن وبيونغ يانغ في عهد ترمب مع كوريا الشمالية. ونقل عن بايدن قوله إنه سيضغط من أجل نزع السلاح النووي و«الوقوف مع كوريا الجنوبية». وتبقى علاقة بايدن مع بوتين متروكة لطبيعة اللقاءات المتوقعة، إلا أن المراقبين يوضحون أن سياسة بايدن ستكون أكثر صرامة مع روسيا.. وسيواجه قادة في الصين وروسيا قلقاً من بايدن الذي سيحاول العودة إلى الإجماع الدولي وتعبئة العالم ضدهم. هل ستكون الأربع سنوات القادمة مرحلة كسر عظم بين واشنطن مع بكين وبيونغ يانغ وموسكو.. والالتفات على أوروبا. العالم يترقب استدارة بايدن.
أوستن.. إطفاء الحروب.. أم إذكاؤها ؟
لم يكن الجنرال لويد أوستن يتوقع أنه سيقود أكبر قوة عسكرية نووية في العالم؛ تنظيميا وإستراتيجيا وإداريا في مرحلة الرئيس المنتخب بايدن؛ ليصنع التاريخ كأول وزير دفاع أسمر والشخص رقم 200 الذي حصل على رتبة جنرال 4 نجوم في الجيش، لكنه كان سادس أمريكي من أصل أفريقي عاش مرارة طفولة عرقية، إلى أن وصل لذروة الدفاع عن أمريكا؛ ليعيد ترتيب أوراق الحرائق في المنطقة والعالم ويحاول إطفاءها من خلال تجربته التراكمية كونه تقلد منصب قائد قيادة القوات المركزية الأمريكية وعكس لأربعة عقود مثال العسكري الحازم بمهارة غير عادية وروح شخصية عميقة.
وعندما اختار الرئيس المنتخب بايدن الجنرال أوستن لمنصب وزير الدفاع فإن الاختيار لم يأت من فراغ؛ لأن شخصية الجنرال التراكمية معروفة لدى بايدن كونهما تزاملا معا في عهد الرئيس السابق أوباما. وإذا حصل أوستن على المنصب بعد اعتماده من الكونغرس، سيضع أوستن بصمته العسكرية في الإدارة الديموقراطية التي يترقب العالم محاورها الجديدة كونه يرث أزمات وحروبا تراكمية بسبب التوترات السياسية والصراعات المتعددة، خصوصا مع الصين، وكوريا الشمالية، والأوضاع المتصاعدة في الشرق الأوسط. . والسؤال: هل ينجح أوستن في إطفاء الحروب.. أم في إذكائها.