أخبار

متى تُفرض العقوبات على المجازفين بعبور السيول ؟

الشؤون الأمنية بالشورى ناقشت إمكانية إضافة المخالفة لنظام المرور

رجال الدفاع المدني خلال إنقاذ محتجز في السيول.

إبراهيم علوي (جدة) i_waleeed22@

مجازفون بأرواحهم ومن معهم غير آبهين بالمآسي التي تتكرر كل عام، جراء محاولات عبور السيول أثناء جريانها، ما ينقل المحاولات الاستعراضية من متعة المغامرة، إلى حزن سرادق العزاء الذي يستقبل المعزين في أرواح أحباء وأصدقاء غاصت جثثهم ما بين الوحل والطين، أو طفت على سطح الماء بانتظار من ينتشلها.

ورغم التحذيرات والتنبيهات السنوية التي تصدرها المديرية العامة للدفاع المدني، وتطالب من خلالها بعدم المجازفة بعبور مجاري الأودية أثناء هطول الأمطار وجريان السيول، إلا أن فرقها الميدانية تضطر للتعامل مع التصرفات غير المسؤولة من قبل البعض، ما دفعها لإطلاق عبارة «لا تكن أنت الضحية القادمة لمخاطر السيول».

مخالفة المتهورين

ونافشت لجنة الشؤون الأمنية في مجلس الشورى أخيراً، إضافة مخالفة المجازفة بعبور الأودية والشعاب أثناء جريانها في نظام المرور، التي تقع ضمن اختصاصاتها، تمهيداً للرفع بها للمناقشة تحت قبة المجلس في الفترة المقبلة، وتستهدف المخالفات معاقبة المستهترين والمغامرين بأرواحهم والآخرين في حال الفيضانات والسيول والحرائق والعواصف وأمواج البحار، وتستهدف العقوبات صعود الأماكن الخطرة كالجبال الوعرة أو شديدة الانحدار للحد من حالات التهور في قطع مجاري السيول والأودية وفي الظروف المناخية القاسية، كون هذه التصرفات «لن تعرض أصحابها فقط لخطر الموت، بل تعرض أيضاً حياة رجال الدفاع المدني للخطر».

عقوبات رادعة

شدد اللواء متقاعد مسفر بن داخل الجعيد، على ضرورة فرض عقوبات رادعة حتى لا تتكرر مآسي المتهورين باقتحام مياه السيول أثناء جريانها، والاستعراض الذي يبديه آخرون معتمدين على توثيق أفعالهم التي قد تنتهي إلى ما لا تحمد عقباه.

وأضاف: نشاهد في كل موسم أمطار مجازفين بأرواحهم يقدمون على اجتياز مياه السيول الجارية، التي قد تكون في قمتها أو مواقع مليئة بالطين فتشكل طبقة زلقة لا تتجاوب معها إطارات المركبة، فيفقد السائق السيطرة على مركبته وتنجرف مع المياه نحو المصير المجهول، فيما يتبقى آخر المشاهد التي وثقها مرتادو منصات التواصل الاجتماعي، مشيراً إلى أن استمرار هذه الظاهرة وتداول المقاطع التي توثقها عبر منصات التواصل يستلزم إيجاد عقوبات رادعة ضد من يقوم بها غير عابئ بروحه أو من معه داخل المركبة سواء أسرته أو رفاقه، كما تستدعي توعية أولياء الأمور وقائدي المركبات عبر استخدام منصات مختلفة سواء عبر المساجد أو المدارس أو باستخدام وسائل الإعلام الرسمية ومنصات الصحف.

كما يجب على عشاق الأمطار وهواة البر التنبه ورفع الوعي كونهم أكثر تواجدا بقرب مجاري الأودية وفي مصبات السيول لمنع المتهورين من عبور مياه السيول والإبلاغ عمن يقدم على هذا الفعل، فقد تكون العواقب كارثية لاسيما إذا كانوا برفقة عوائلهم أو أطفالهم.

وقال الجعيد: الدفاع المدني يطلق تحذيراته ويدعو إلى التقيُّد بتعليمات السلامة، ومن أبرزها الابتعاد عن المخاطر أثناء التقلبات الجوية، وعدم المخاطرة بالبقاء في بطون الأودية أو المجازفة بقطع مياه السيول مع عدم السباحة في أي تجمعات مائية، وأهمية البقاء في الأماكن الآمنة حتى زوال الخطر، وتجنب المخاطر، بالاطلاع اليومي على ما يتم بثه من تحذيرات ورسائل توعوية عن المخاطر وكيفية التعامل معها على قنوات التواصل الاجتماعي، والموقع الإلكتروني للمديرية العامة للدفاع المدني.

عملٌ محرم.. وفعل قبيح

يرى المحامي والمستشار القانوني أحمد المالكي، أن ما يقدم عليه البعض من عابري مجاري السيول يعد انتحارا بل يصل إلى جريمة قتل في حال تعمده عبور تلك الأودية أثناء جريانها ومعه آخرون داخل المركبة، غير عابئ بأرواحهم ليزهق تلك الأنفس، مما يعد عملا محرما وفعلا قبيحا يستوجب معاقبته بالسجن والجلد.