أخبار

«نظرية المؤامرة».. هل تعرقل حملات «التطعيم» ؟

تجهيز الثلج الجاف تمهيداً لنقل عبوات لقاح فايزر-بيونتك.

«عكاظ» (لندن، واشنطن) OKAZ_online@

أضحت أخبار اللقاح المانع للإصابة بفايروس كورونا الجديد حديث الساعة في كل مكان. وهو أمر مفهوم إذا وضعت في الاعتبار رغبات المكتوين بنار وباء كوفيد-19 في رؤية نهاية حثيثة له. ففي كل بيت إما مصاب، أو عزيز رحل بسبب هذا المرض. وهو أيضاً أمر مفهوم حين توضع في الاعتبار رغبات الناس في العودة إلى الوضع الطبيعي الذي ظل نائياً منذ اندلاع الجائحة نهاية العام 2019. وبعد إتاحة اللقاح، خصوصاً المصل الذي ابتكره علماء شركة بيونتك الألمانية وأنتجته شركة افيزر الأمريكية العملاقة؛ أطلت مشكلة جديدة تتمثل في تزايد نشاط الجماعات الرافضة للقاحات (Anti-vaxers)، والجماعات المشككة في جدوى اللقاحات؛ فضلاً عن أشياع نظرية المؤامرة، الذين يشيعون الأكاذيب لحض الناس على عدم الخضوع للتطعيم. لذلك حذر مدير عملية توفير اللقاح في الولايات المتحدة الدكتور منصف السلاوي، عند إعلانه بدء تعميم اللقاح على أرجاء البلاد، من أن حملة التطعيم الحالية، التي تعد الأكبر في تاريخ الولايات المتحدة، تواجه مشكلة حقيقية تتمثل في من سماهم «المشككين» (Doubters) في جدوى اللقاح. وعلى رغم أن جميع اللقاحات التي أسفرت على مدى العقود السابقة في القضاء على أمراض خطيرة، منها الجدري، وشلل الأطفال، واجهت مشككين ورافضين؛ إلا أن الحملات المناوئة للقاح كوفيد-19 وجدت فضاء أوسع للانتشار، بفضل توافر وسائل الإعلام الحديثة، خصوصاً مواقع التواصل الاجتماعي، التي لا توجد فيها ضوابط تحول دون نشر الأكاذيب والحملات المسيئة. وناشد مدير المعاهد الوطنية الأمريكية للصحة الدكتور فرانسيس كولينز الشعب الأمريكي، خلال مقابلة في برنامج «واجه الصحافة»، الذي تبثه شبكة ان بي سي التلفزيونية الأمريكية، تنحية التشكيك جانباً، للسماح بتطعيم أكبر عدد من سكان الولايات المتحدة، مشدداً على أن لقاح شركتي فايزر-بيونتك «مأمون، وفعال». وأعرب الدكتور كولينز عن أمله في أن يتخطى الأمريكيون ما سماه «الإزعاج ونظريات المؤامرة» بشأن اللقاح، مؤكداً أن قرار فسح لقاح فايزر-بيونتك تم على أسس علمية شديدة الصرامة. ورأى كولينز أن ارتداء قناع الوجه (الكمامة) سيظل «جزءاً من حياتنا» خلال الأشهر القادمة، «لأنه لا يزال غير معروف إن كان الشخص الذي تم تطعيمه يمكن أن ينقل العدوى الفايروسية إلى الآخرين». لكنه اعتبر أنه يمكن دحر الفايروس إذا أمكن تطعيم ما بين 70% و80% من سكان الولايات المتحدة بحلول يونيو القادم.

أبرز الأكاذيب

من أبرز الأكاذيب التي تروجها الجماعات المناهضة للقاحات زعمها أن لقاح فايزر-بيونتك يعني زرع شريحة في دم الشخص تتيح لجهات أخرى التحكم بحياته! وبالطبع لم يسمع أحد حتى اليوم بشريحة لا ترى بالعين المجردة، بحيث بمكن أن تخرج من قنينة اللقاح من ثقب الإبرة التي يحقن بها اللقاح في ذراع الشخص. وزعمت جماعات أخرى أن اللقاح الجديد سيعبث بمورثات الإنسان الذي يخضع للتطعيم به. وهي فرية كبيرة، لأن اللقاح المذكور يستخدم الحمض النووي الريبوزي RNA لتوجيه رسالة إلى خلايا جهاز المناعة لدى الإنسان لإنتاج بروتينات شبيهة بالتي توجد على سطح فايروس كورونا الجديد، وبالتالي تقوم خلاياه الدفاعية بمهاجمة الفايروس إذا حاول اقتحام الجسم، ليمارس عملية استنساخ نفسه، والإضرار بالرئتين والكُلى والكبد والقلب. وليست للقاح أية علاقة بالحمض النووي الريبي لدى الخاضع له. وكانت الحكومة البريطانية أعلنت، في سياق الاستعدادات لبدء حملة التطعيم بلقاح فايزر-بيونتك، أنها كلفت وحدات الجيش البريطاني المتخصصة في تكنولوجيا المعلومات بشن حملة قوية ضد الجماعات والمواقع التي تنشط لتثبيط همم الناس، ليعرضوا عن التطعيم.