كتاب ومقالات

أرجوك لا تسمع صوت أفكاري !

محطات

ريهام زامكه

صدقوني؛ أنا اليوم بالضبط مثل أم عثمان، اللي (تِكنِس) الوسط و(تسيّب) الأركان.

يا إلهي، ما هذا الهُراء؟ ماذا سنستفيد نحنُ كقراء؟ نُريد أن نقرأ مقالاً مُفيداً (كامل الدسَم) بلا عناء!

(باردون Pardon) يا معَشر (المُسقفين) الباحثين عن المعلومات والثقافات والدراسات وجديد (اللقاحات)، ثم السلام عليكم سلاماً يليق بكم ما عادا ذلك الذي يُدرعم قبل أن يُسمي بالله!

من الأمور البديهية التي يواجهها كل كاتب/‏‏ة أن لا يرضى عنه جميع القراء، وهذا أمرٌ طبيعي وصحيّ للغاية، فكما يقولون: «رضا الناس غاية لا تُدرك» وبالنسبة للكُتّاب قد تكون لا تُهم في بعض الحالات إن نقل الكاتب خبراً -بتصرف- دون إبداء رأيه فيه، وكما تعلمون ناقل الكُفر ليس بكافر!

وبما إني كاتبة أعرف تماماً الطقوس والهموم و(البلاوي) التي تصيب الكَاتب لينقل فكرة معينة، أو يكتب ويتطرق لموضوع يُهم الناس والشارع، فقد يكتب لكم وهو حزين، وقد يكتب لكم وهو سعيد، وقد يكتب لكم وهو جالس على رأسه -كما أفعل الآن-.

لكن لا يتوجب عليه حَل جميع المشاكل لأنه يظل بالأخير كاتبا، دوره أن ينقل هموم الناس وليس عليه إصلاحها لأنه وببساطة ليس مُصلحاً اجتماعياً.

وبصراحة مُطلقة كما عودتكم، لا تعتادوا على الصراحة المُطلقة، فالكاتب أحياناً قد يكون (بَكّاش)، يسرح بمخيلتكم ويطير بها إلى سابع سما، ثم يعود بكم إلى أرض الواقع!

ولأني قد تعديت مرحلة (البَكش) منذُ (قَلم)، سأكون صادقة جداً معكم، حتى لا يدرعم عليّ أحدكم ويسأل السؤال الشهير:

(حنّا وش استفدنا من هذا المقال؟)

أكمل القراءة وألتقط الفائدة التي ستعود عليك بالنفع، هل تعلم آخر ما توصل إليه العُلماء؟ لا تُخمن ولا تُفكر ودعني أخبرك بها يا عزيزي، فقد ابتكر مجموعة من الباحثين جهازاً جديداً (يقرأ أفكارك) المثمرة منها و(المنيلة) أيضاً!

وقالوا إن هذا الجهاز لديه القدرة على قراءة أفكار الإنسان وما يدور في عقله، وقد تمت تجربته بشكل عملي على شخص تعيس كان (حبل أفكاره) مُتقطعا ويحتاج إلى ربط.

تخيل معي لو كان صوت أفكارك مسموعا؟ لو كان بإمكان أي شخص أن يقرأ ويعرف ما يجول في عقلك ومشاعرك وخاطرك؟ هل يا ترى سوف نستطيع أن نكذب على بعضنا؟ أو نقول عكس ما نفكر به فقط من أجل إرضاء الناس؟!

فإن تكون أفكارنا مسموعة يعني أن نكون صادقين على الدوام، لا نكذب ولا نُجامل ولا نُزيف الحقائق أو المشاعر، أن نقول الحقيقة كاملة لا منقوصة حسب أهوائنا ورغباتنا وهذه هي (البلشة) والله.

هل تعلمون ما الذي أفكر به الآن؟! نعم صحيح أن أُنهي هذا المقال وأتخلص منه، حتى لا يسمع (صوت أفكاري) أحداً منكم ثم (أبتلش).

وكما بدأنا هذا المقال بجدية وصدق نُنهيه كذلك؛ واسمحوا لي أن أختم وأقول لمن يهمه أمري؛ ويسمع صوت فكري، ويعرف جِديّ من هزلي:

إن كان قلبك من عنا الشوق،، (مضغوط)

قلبي عليك من عنا الشوق،، (مندي).

Rehamzamkah@yahoo.com