أخبار

عكاظ.. واقع يسبق المستقبل

مرور عام على انطلاق الهوية الجديدة.. #أن_تكون_أولاً

تركي آل الشيخ مكرماً رئيس مجلس الإدارة عبدالله صالح كامل والزميل جميل الذيابي. (تصوير: سامي بوقس)

يوسف عبدالله (جدة) Yosef_abdullah@

برؤية تتجاوز الآفاق، وبعزيمة لا تعرف المستحيل، تستمر «عكاظ» في سبر أغوار «السلطة الرابعة» باحترافية تطوع من خلالها كل متطلبات العصر، لترسيخ هويتها البصرية التي تعد أحد أهم عوامل نجاحها، معلنة التحدي على نفسها عاما بعد عام، متخطية كل حدود الإبداع، منطلقة من نهجها القائم على جوهر الابتكار والتجديد، بفعالية عالية تتخطى الورق، لترسم منجزاتها في فضاءات التقنية و«الرقمنة».

عام من التجديد

الوقت: 7:30 مساء، اليوم: الإثنين، التاريخ 16 ديسمبر 2019، المكان: مسرح أبوبكر سالم في منطقة البوليفارد بالرياض، المناسبة: إطلاق «هوية عكاظ الجديدة»، العاصمة تحبس أنفاسها، مترقبة اللحظة الفارقة في مسيرة «عكاظ»، والثورة الرقمية في جميع مجالات وجوانب مسارها الصحفي والإعلامي، مستعيضة عن محابر القلم بـ«نقرة زر» تجوب العالم بأجزاء من الثانية، في خطوة تطويرية ووثبة جديدة، وكرنفال احتفالي كبير تشرفت فيه بحضور ورعاية رئيس الهيئة العامة للترفيه المستشار تركي بن عبدالمحسن آل الشيخ، وحضور وزير الإعلام السابق تركي الشبانة، وعدد من المسؤولين والسفراء والشخصيات البارزة إعلامياً وثقافياً واقتصادياً، إضافة إلى كوكبة من الكتاب والإعلاميين ورجال الفكر والفن والأعمال ونشطاء التواصل الاجتماعي.

«أن تكون أولاً»

«عكاظ» التي صنعت لها رقما صعبا في عالم الصحافة، مكنت نفسها من التربع على القمة، بصفتها أبرز قنوات التواصل المباشر بين المواطن والمسؤول منذ أكثر من نصف قرن، وهو ما جعلها رائدة الصحافة السعودية والعربية، ومصدرا موثوقا للمعلومة، وهو ما أكد عليه رئيس التحرير جميل الذيابي، في كلمته على هامش إطلاق «هوية عكاظ الجديدة»، بأهمية التجديد المتواصل، والحرص على مواكبة إستراتيجيات «رؤية ٢٠٣٠» في كل المجالات. وانطلاقا من مبدئها الثابت بأنها تمثل ضمير الوطن وصوت المواطن، أعلنت «عكاظ» تعزيز إمكاناتها الكبيرة لمواجهة التحدي، وتذليل العقبات التي لن تكون عائقا أمامها مستقبلا نظير دورها الوطني والاجتماعي، لتجعل من المواطن محورا لاهتمامها، مكرسة رسالة مهمة ترسم الانطباع لدى القارئ نحو الصحيفة، لذا وقع الاختيار على أن تتخذ شعار «أن تكون أولا»، مرتكزة على تاريخها وريادتها في السنوات الماضية، ومعلنة التحدي والقوة والاستمرارية في المرحلة القادمة مع تغير معطيات الإعلام ومنصاته التي بدأت تبتعد عن الورق باتجاه الفضاء الإلكتروني.

«عكاظ».. رقمنة الصحافة

خلعت «عكاظ» رداء التقليدية، وتوشحت الرقمنة والتقنية، وأطلقت التحديات لتحول مذهل، تفكيراً وتخطيطاً، وكان رهانها على التجديد وأن يكون لها قصب السبق في مواكبة التغيرات وإيصال المعلومة صوتا، وصورة، وتحريرا، إذ انبثقت فكرة التطوير من حرص «عكاظ» على فتح آفاقٍ جديدةٍ في ظلِّ تطوّر وسائل الاتصال المتسارعة بفضل التقدم العلمي والثورة التقنية، ودأبت منذ صدورها على التطوير المستمر للشكل والمحتوى، لكنها في التطوير الجديد كانت أكثر جرأة واحترافية، إذ أطلت على القارئ بهوية بصرية جديدة أكثر جاذبية لتتماشى مع المعطيات المتجددة في فضاءات الإعلام، وتعبر عن شخصية «عكاظ» الريادية والمميزة التي ارتسمت في أذهان القراء منذ أكثر من 60 عاما.

التحول الرقمي

تحدٍ كبير خاضته «عكاظ»، وشقت عباب الصعاب، إذ جندت طاقمها الإبداعي في صناعة محتوى صحفي، تسابق به اللحظات وصولا إلى متابعيها وقرائها، تنقل لهم المعلومة أولا بأول مع كل «Refresh» يتم إجراؤه لأي «Timeline» في الفضاء الرقمي، واضعة إياهم في قلب الحدث، عبر شبكة حساباتها المتعددة في منصات التواصل الاجتماعي (تويتر، فيسبوك، إنستغرام، سناب شات، نبض، يوتيوب، تليغرام، بارلر، لينكدإن، تيك توك)، إذ تجاوز عدد متابعيها عبر حساباتها في موقع «تويتر» مليوني متابع، فيما بلغ عدد متابعي حساب الصحيفة على موقع «إنستغرام» نحو 257 ألف متابع، ونحو 562 ألف متابع لحساب «عكاظ» في موقع «فيسبوك»، وإضافة إلى كل ذلك، أطلقت «عكاظ» تطبيقها الإلكتروني على متاجر الأجهزة الذكية، ليبقى القارئ أولاً دوما في قلب الحدث. ولأنه يمكن للمحتوى المميز أن يصل بأكثر من صورة، ولأن العالم الرقمي يجعل المتابع مطلعا على المحتوى الإعلامي سواء كان قارئا أو مشاهدا أو حتى مستمعا، فقد أطلقت «عكاظ» 10 برامج بودكاست، إذ إن المحتوى الصوتي من أسهل الطرق لتوصيل المحتوى الإعلامي بيسر، كما أثرت «عكاظ» متابعيها عبر مكتبتها المرئية بإنتاج أكثر من 2000 فيديو منذ تدشين الهوية الجديدة، فاختصرت الزمن، وبفضل ذلك أصبحت «عكاظ» أقرب للمتلقي أكثر من أي وقت مضى، وهو ما ضاعف عدد الزوار بنسبة 92%، ورفع نسبة المشاهدات بنسبة 32%، لتحافظ على الصدارة التي اعتادت عليها الصحيفة طوال مسيرتها المهنية، لتكرس مفهوم الهوية لدى قرائها الذين تضعهم دائماً على رأس أولوياتها، لتظل «عكاظ» ضميراً للوطن، وصوتاً للمواطن.

حوارات ولقاءات

ولأن «عكاظ» تحتل مكانة مرموقة محليا وإقليميا وعربيا، متربعة قمة الهرم الإعلامي، فقد كانت مقراتها وصفحاتها الورقية والرقمية ومنصاتها الإعلامية نوافذ مشرعة أطل منها الأمراء والمسؤولون في المملكة لسرد منجزات الوطن في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، إذ زار أمير منطقة جازان الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز مركز «عكاظ» الإقليمي بالجنوب، مبديا إعجابه بها واعتزازه بكتابها، والعاملين فيها، مؤكدا حرصه في إمارة المنطقة على عقد الشراكات مع الصحيفة لخدمة الوطن والمواطن. كما حاورت «عكاظ» أمير منطقة الباحة الأمير حسام بن سعود، متحدثا بإسهاب عن التطلعات بأريحيته المعهودة عن تنمية المجتمع المحلي، وواجباته ومسؤولياته تجاه الوطن باعتبار الباحة من ركائز السياحة الوطنية. كما أن «عكاظ» كانت في صدارة حاضري اللقاء الصحفي الذي عقده أمير منطقة الجوف الأمير فيصل بن نواف بن عبدالعزيز، إذ أكد من خلاله أن رؤية المملكة 2030 خارطة طريق للتنمية المستدامة في المنطقة، الأمر الذي يحرص معه على أن تركز المشاريع على أهداف واضحة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بتصور التنمية ككل مع التنمية الشاملة في المملكة من جميع النواحي.

وكما أن «عكاظ» لم تغب عن المشهد المحلي، فالحال كذلك في ما يتعلق بالأوضاع السياسية الإقليمية، وكيف لا وهي التي حملت لواء المنافحة عن القضايا العربية والإسلامية وفق التوجيهات السديدة من حكومة خادم الحرمين الشريفين، وولي العهد، وهو ما حرك بوصلة زعماء ومسؤولي الدول العربية لطرح رؤاهم وقضاياهم الساخنة عبر نافذة «عكاظ»، إذ انفردت بحوار موسع مع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، الذي أكد أن الأمير محمد بن سلمان أدرك مبكراً أن المنطقة بحاجةٍ ماسةٍ للسلام ومشروع التنمية، فأطلق رؤيته المستقبلية للسعودية، وأن المملكة لها ثقل عالمي وإقليمي كبير، مشددا على عمق وإستراتيجية العلاقة بين الرياض وبغداد. كما كانت «عكاظ» مقصدا لوزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، إذ خصها بأول زيارة لوسيلة إعلامية سعودية، مؤكدا تميزها بالمهنية والأسبقية والريادة، وأنها مصدر موثوق للأخبار، وتساير الحدث أولاً بأول، ما جعلها أحد أهم المصادر التي يتابعها شخصياً.

وضمن أدوارها في «حوار المسؤولية»، تشرفت «عكاظ» باستضافة نائب أمير منطقة مكة المكرمة الأمير بدر بن سلطان، في مقرها بجدة، إذ أبدى سعادته بوجوده للحديث عن ملامح ومستقبل التنمية في المنطقة، مؤكدا أن الإعلام مرآة المسؤول، وصوت المواطن، كما تقع على كاهل المنتسبين إليه مسؤولية كبيرة تتمثل في تبني رسائل التوعية وإبراز منجزات ومشاريع الدولة. كما استضافت «عكاظ» وزير التعليم الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ، الذي أكد أن التعليم حجر الأساس في بناء الإنسان الذي هو عمق رؤية المملكة 2030، وسيبقى مؤسسة رسمية في عهدة الدولة ولا وصاية لأحد عليه، مضيفا أن «محاولات إصلاح التعليم كانت خجولة، ولا عذر لنا إذا قصرنا، فأمامنا جيل سيحاسبنا». فيما استضافت «عكاظ» أيضا وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف، الذي استحضر بداياته في المجال الصناعي، عندما بدأ عميلاً لـ«عكاظ» كبائع لمكائن الطباعة، مستشعراً الذكريات الجميلة خلال زيارته لمؤسسة عكاظ، ولقائه بالكثير من الناس فيها، خصوصا أن الصحافة لها دور فعال، مؤكدا أن الصحف صامدة وباقية في الساحة رغم التحديات.

عكاظ.. اهتمام بالشباب

يخدم التطوير الجديد لـ«عكاظ» رسالتها الوطنية ودورها التنويري الذي يتماهى مع رؤية 2030، إذ لم يقتصر على تغيير الهوية البصرية للصحيفة، بل شمل المحتوى المقروء والمسموع والمرئي، إذ خصصت «عكاظ» عدداً أسبوعياً بهوية مستقلة تختلف في الطرح والمضامين عن العدد اليومي، يركز على قضايا واهتمامات الشباب الذي شكّل من خلال حراكه المستمر في المجتمع السعودي انعطافة عميقة وبنيوية، مع رسم سياسة تحريرية تتناغم مع تغير أنماط الاهتمام والبحث والقراءة لدى الجمهور، وشيوع ثقافة البحث السريع عن المعلومة. وتعمل «عكاظ» من خلال عددها الأسبوعي على تحليل المؤشرات الإحصائية التي تتصل بواقع الشباب السعودي وقضاياه.

دورات تدريبية

إيماناً من «عكاظ» بدورها الجوهري في تدريب أبناء وبنات الوطن على ممكنات الإعلام الجديد، فقد أعلن رئيس مجلس إدارة مؤسسة «عكاظ» للصحافة والنشر عبدالله صالح كامل، في سبتمبر 2019، تحمله شخصياً كامل تكاليف تدريب أكثر من 100 شاب وشابة من الكوادر الوطنية المميزة في «عكاظ»، إيماناً منها بدورها المنوط بها في الارتقاء بالمميزين من السعوديين والسعوديات، وخلق بيئة جاذبة لاكتساب المهارات الصحفية العصرية المواكبة للتحول الرقمي، عبر دورات متخصصة على يد نخبة من الخبراء العالميين والسعوديين لدعم التوطين والارتقاء بالعمل المهني، إذ شملت الدورات: صحافة الموبايل، التصوير السينمائي، الإنفوجرافيك، الرسم الرقمي، المؤثرات البصرية، الإخراج الصحفي، الأنيميشن، إنتاج الفيديو البودكاست، التحرير والصياغة، تحرير الصوت، استخدامات الواقع المعزز، Entertainmet Gamers. كما سعت «عكاظ» إلى تطوير قدرات ومهارات منتسبيها.

هرم النجاح

خلال عام حافل، اكتست فيه «عكاظ» حُلة الإبداع، لم تكن منجزاتها لتتحقق لولا توفيق الله سبحانه وتعالى أولا، كما أنه لا بد من الاعتراف بالفضل لأهل الفضل، فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله، لذا فمن الواجب أن نتذكر دائما صاحب الأيادي السخية رئيس مجلس إدارة المؤسسة عبدالله صالح كامل، الذي بذل الغالي والنفيس من وقته وجهده وماله لكي تصل «عكاظ» إلى ما وصلت إليه الآن من مكانة، متربعة عرش الصحف المحلية والإقليمية والعربية، إذ لم يبخل عليها بشيء، وهو الذي يحرص دوما على أن تواصل الصحيفة مسيرتها الإبداعية بلا توقف نحو العلالي، كيف لا وهو يعي تجربة «عكاظ» المتجددة في استيعاب التطورات والابتكار واغتنام الفرص من أجل صناعة صحافة رقمية غير مسبوقة، وذلك ما يعطي للعمل الصحفي دفعة نحو مستقبل أفضل.