أخبار

لبنان: حرب ضروس على 4 حقائب

تحفظ «حزب الله» يهدد التأليف.. و«بعبدا» يحذر من التفاؤل

عون مستقبلا الحريري.

راوية حشمي (بيروت) HechmiRawiya@

بعد اللقاء رقم ١٣ الذي جمع الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس الوزراء المكلف سعد الحريري أمس الأول (الثلاثاء) والاتفاق على أن تكرر هذه اللقاءات بشكل يومي حتى يتصاعد الدخان الأبيض وبالتالي إعلان ولادة الحكومة، أبلغت دوائر القصر الجمهوري أمس (الأربعاء) الإعلاميين الذين سيواكبون الزيارات المرتقبة ومسار التأليف أن لا يغرقوا اللبنانيين بالتفاؤل، «لأننا لا ننتظر إيجابية في موضوع تأليف الحكومة». الحريري أيضا عاد وناقض الأجواء الإيجابية التي أشاعها وقال عقب اللقاء ١٤ أمس: لا حكومة في الأفق، وأتمنى أن تكون هناك حكومة، لكن لا تزال هناك تعقيدات واضحة. وأضاف: نحتاج لحكومة من اختصاصيين لوقف الانهيار، محذرا من أن البلد ينهار بشكل سريع، وشدد على ضرورة إعادة بناء الثقة، والإسراع في تشكيل الحكومة.

مصادر مطلعة رأت أن الحريري تعمد بث جو إيجابي لرفع المسؤولية عنه، كما فعل في اللقاء رقم ١٢ عندما قدم تشكيلته إلى عون ووقعت القطيعة من بعدها بين الرجلين إلى أن تدخل البطرك الراعي على خط حلحلة المشكلة، وإن كانت هذه الحلحلة لا تعني أن هناك ولادة قريبة للحكومة بل أعادت وصل ما انقطع وانتزعت ضمانة من عون أن لا ثلث معطلا في الحكومة المرتقبة، أي أن تكون حصة عون من 6 وزراء، و٦ للحريري، و٦ وزراء لباقي الأطراف، بيد أن تحفظ «حزب الله» على قرار عون لا ينذر بخير.

وأفادت المصادر بأن اللقاءات المتتالية التي أعلن عنها الحريري عليها أن تنكب على حل العقد التي ما زالت على حالها، كحقائب الداخلية والعدل والطاقة والخارجية، فالداخلية مثلا تحولت إلى عقدة أساسية بعدما قرر الحريري التمسك بها في الوقت الذي يصر فيه عون على تسمية وزيرها، ولم تستبعد أن يلجأ الحريري إلى مقايضتها بوزارة الطاقة التي تعتبر حصة التيار العوني والتي قد تخاض من أجلها حرب ضروس. أما وزارة الخارجية التي ستشن من أجلها أيضا حرب بفعل تحفظ عون على إسنادها إلى وزير درزي، كون وليد جنبلاط يطالب بدوره بوزارة سيادية استناداً لمبدأ المداورة الذي يبدو أنه ضُرب بعرض الحائط، وفي نهاية المطاف الذي يبدو الوصول إليه طويلا، فإن الجميع سيعودون للصيغة الأولى في تشكيل الحكومات، أي أن تسمي كل طائفة وزراءها وتتمسك بحصصها وحقائبها ومصالحها الشخصية.

وتساءل المصدر مستغربا: كيف أن لا أحد يسأل عن صمت حزب الله المريب والمطبق، الذي ما زال يراقب مجريات الأحداث في الداخل والخارج وإذا ما كان سيوافق على أن يسمي الحريري الوزراء الشيعة، وما إن كان سيوافق على عدم مشاركته بشكل مستفز في الحكومة حتى لا يغضب المجتمعين الدولي والعربي؟