جميل محمود.. بين «وتر وسمر» وأحدية المحبة.. «حلو كتير»
الأربعاء / 15 / جمادى الأولى / 1442 هـ الأربعاء 30 ديسمبر 2020 23:01
طالب بن محفوظ (جدة) talib_mahfooz@
عند أول الأربعينات الميلادية، وفي زقاق «علي محمود» الضيق الذي وسِع أنفاس ساكنيه في «المسفلة» بمكة، كانت ولادة من أحبه الناس فأشبعهم شعراً وطرباً.. وفي حي عريق باركته خطى الرسول الكريم، وحمل دار «الصديق» وولادة «ابن الخطاب»؛ ذكريات صبا ونشأة لمؤرخ غنائي ارتبط بالتراث.. ومن كتاتيب «صَبرية» و«حُمصانية»، ومسجد «سيدي حمزة»، والابتدائية العزيزية، ومدرسة تحضير البعثات؛ غادر «البلدة المعظمة» إلى مصر وأمريكا لأخذ علوم الشرطة.. إنه الفنان جميل محمود.
لما أراد ابن السادسة إشباع هوايته وتوصيل صوته الشادي الطفولي لمحيطه؛ كان يَسْمع «الأسطوانة» ظُهْراً ويغنِّيها عصراً، ويَسْتمع لـ«أم كلثوم» مساء ويصدح بأنغامها صباحاً.. ومن مسمى «مطرب الصف»؛ أشجن زملاءه غناءً، بموسيقى طاولته المدرسية وأدوات عُلبته الهندسية.. ولما تغنى بكل الأغراض الشعرية؛ أخرج للناس ألف أغنية ومثل نصفها حبيسة.
وبين «ذكريات» لم يمحُها الزمن، و«ذاكرة» أسدلت موروثاً غنائياً؛ هناك «ذكرى» شاب جريء طرق «الطرب الأصيل» منذ الخمسينات الميلادية.. وبين دراسة عسكرية بالقاهرة، وشغفٍ بتعلّم «العزف» على أصعب الآلات الشرقية؛ امتلك «عوداً» بجنيهين ونصف.. وحين تفرَّد بغنائه ونَغَمِه؛ أطل كأول سعودي على «شاشة أرامكو»، مشنِّفاً الأذان بترانيم صوته ولحنه.
عندما امتلك الأصالة الفنية، والوعي الموسيقي العميق؛ كتب أغانيه ولحنها، ومنح المطربين السعوديين والعرب ألحاناً رددها الناس.. وحين كان من عشاق موسيقى «الكلمة» لا «الإيقاع» المعتمد على المؤثرات الصوتية؛ حارب الفن المبتذل المثير للغرائز.. ولما جمع التراث ووثق ألوانه؛ صنع الأغنية العريضة «المكبلهة».. وبذلك أصبح مرجعاً للفنون الموسيقية السعودية.
أما برنامجه التلفزيوني الشهير «وتر وسمر»؛ فلم يكن بعيداً عن ذاكرة «الحلو كتير» لشهوده حقبة مضت من الموروث الغنائي المحلي.. وفي احتفاء بجيل الثمانينات الميلادية؛ منح به دروساً في الغناء التراثي الرصين.. وحين أعاد فيه الفنون الأصيلة؛ أقبل محبو أفانين الطرب ما قبل الفضائيات، فتغنوا بروائعه وتزودوا بثقافته الموسيقية.
وحين أراد احتضان المواهب الفنية إكمالاً لمشواره الفني الطويل، وامتداداً لبرنامج المتوقف «وتر وسمر»؛ أنشأ صالونه الثقافي الفني الأسبوعي «أحدية المحبة» في بيته بمكة.. وبين الصراحة والعفوية واحترام الرأي الفني الآخر؛ ملأت «الأحدية» أسماع عشاق الطرب النبيل بصدى وشعور، وإحساس حالة موسيقية شاملة جسدت جوانب الفن المتنوعة.
لما أراد ابن السادسة إشباع هوايته وتوصيل صوته الشادي الطفولي لمحيطه؛ كان يَسْمع «الأسطوانة» ظُهْراً ويغنِّيها عصراً، ويَسْتمع لـ«أم كلثوم» مساء ويصدح بأنغامها صباحاً.. ومن مسمى «مطرب الصف»؛ أشجن زملاءه غناءً، بموسيقى طاولته المدرسية وأدوات عُلبته الهندسية.. ولما تغنى بكل الأغراض الشعرية؛ أخرج للناس ألف أغنية ومثل نصفها حبيسة.
وبين «ذكريات» لم يمحُها الزمن، و«ذاكرة» أسدلت موروثاً غنائياً؛ هناك «ذكرى» شاب جريء طرق «الطرب الأصيل» منذ الخمسينات الميلادية.. وبين دراسة عسكرية بالقاهرة، وشغفٍ بتعلّم «العزف» على أصعب الآلات الشرقية؛ امتلك «عوداً» بجنيهين ونصف.. وحين تفرَّد بغنائه ونَغَمِه؛ أطل كأول سعودي على «شاشة أرامكو»، مشنِّفاً الأذان بترانيم صوته ولحنه.
عندما امتلك الأصالة الفنية، والوعي الموسيقي العميق؛ كتب أغانيه ولحنها، ومنح المطربين السعوديين والعرب ألحاناً رددها الناس.. وحين كان من عشاق موسيقى «الكلمة» لا «الإيقاع» المعتمد على المؤثرات الصوتية؛ حارب الفن المبتذل المثير للغرائز.. ولما جمع التراث ووثق ألوانه؛ صنع الأغنية العريضة «المكبلهة».. وبذلك أصبح مرجعاً للفنون الموسيقية السعودية.
أما برنامجه التلفزيوني الشهير «وتر وسمر»؛ فلم يكن بعيداً عن ذاكرة «الحلو كتير» لشهوده حقبة مضت من الموروث الغنائي المحلي.. وفي احتفاء بجيل الثمانينات الميلادية؛ منح به دروساً في الغناء التراثي الرصين.. وحين أعاد فيه الفنون الأصيلة؛ أقبل محبو أفانين الطرب ما قبل الفضائيات، فتغنوا بروائعه وتزودوا بثقافته الموسيقية.
وحين أراد احتضان المواهب الفنية إكمالاً لمشواره الفني الطويل، وامتداداً لبرنامج المتوقف «وتر وسمر»؛ أنشأ صالونه الثقافي الفني الأسبوعي «أحدية المحبة» في بيته بمكة.. وبين الصراحة والعفوية واحترام الرأي الفني الآخر؛ ملأت «الأحدية» أسماع عشاق الطرب النبيل بصدى وشعور، وإحساس حالة موسيقية شاملة جسدت جوانب الفن المتنوعة.