في تطورات دراماتيكية تنذر باحتمال اندلاع مواجهات على الأرض، طلبت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي أمس (الأربعاء)، من الحرس الوطني التدخل لإخلاء وتأمين مبنى الكابيتول، إثر اقتحامه من أنصار الرئيس دونالد ترمب الرافضين لفوز جو بايدن. لكن صحيفة «واشنطن بوست» كشفت أن وزارة الدفاع «البنتاغون» رفضت طلب مسؤولي العاصمة نشر الحرس الوطني في مبنى الكونغرس. وأكد شهود عيان أن محتجين مؤيدين لترمب اخترقوا مبنى الكابيتول، ما أدى إلى توقف العمل فجأة أثناء مناقشة نتائج المجمع الانتخابي، فيما أشارت شرطة الكابيتول إلى اختراق المبنى وإغلاقه في كل من الغرفتين (الشيوخ والنواب).وأكدت المصادر أن نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس والسناتور تشارلز غراسلي نقلا إلى مكان آمن. وأفادت بأنه تم إغلاق أبواب مجلس الشيوخ وإخلاء القاعة ونقل أعضاء مجلس الشيوخ إلى مكان آمن. وأفصحت قناة «سي إن إن» أنه تم استخدام الغاز المسيل للدموع عند مبنى الكابيتول وسط احتجاجات مؤيدة لترمب. ولم تخف شرطة العاصمة قلقها من حدوث أعمال عنف من قبل جماعات يمينية متطرفة، وحذّرت من أنّها ستعتقل أيّ شخص تجد بحوزته سلاحاً.

فيما أعلنت ميوريل باوزير عمدة واشنطن فرض حظر تجول في العاصمة بدءا من الساعة السادسة مساء (11 بتوقيت غرينتش). وقالت في تغريدة عبر «تويتر»: «طلبت فرض حظر تجول على مستوى المدينة في مقاطعة كولومبيا بدءا من الساعة 6:00 مساء اليوم الأربعاء 6 يناير وحتى الساعة 6 صباحا يوم الخميس 7 يناير».

وأكد الرئيس المنتخب جو بايدن أن مشاهد الفوضى لا تعكس أمريكا الحقيقية ويجب أن تنتهي الآن ، ناعتا من قاموا بها بأنهم متطرفون خارجون القانون. وقال إن مايجي اعتداء على شعبنا وديمقراطيتنا وعلى أقدس المؤسسات. ودعا في خطاب ترمب للتحلي بالمسؤولية والخروج لإيقاف الفوضى. وعبر بايدن عن صدمته لوصول أمريكا إلى هذا الوضع، مؤكدا أن ما حدث لا يمت للاحتجاج بصلة.

وكان بايدن بفوز الديمقراطيين بالأغلبية في مجلس الشيوخ، واعتبره مؤشرا على رغبة الأمريكيين في المضي قدما، وقال في بيان هنأ فيه المرشحين الديمقراطيين على فوزهما بمقعدي ولاية جورجيا في مجلس الشيوخ: «حان الوقت لطي الصفحة. يطالب الشعب بالتحرك ويرغب في الوحدة. أنا متفائل أكثر من أي وقت مضى أن بإمكاننا تحقيق الأمرين».

ورغم طلب ترمب من المحتجين الذين اقتحموا الكونغرس الحفاظ على السلمية، إلا أنه كان قد قال في كلمة أمام أنصاره أمس، إنهم لن يستسلموا أبدا ولن يتنازلوا ولن يعترف بالهزيمة في الانتخابات التي فاز بها المرشح الديمقراطي جو بايدن. وجدد حديثه بأنه تم تزویر الانتخابات کما لم یحصل سابقا.

وقال ترمب متوجها لنائبه: «لم يكن لدى مايك بنس الشجاعة لفعل ما يجب القيام به لحماية دستورنا وبلدنا»، وذلك بعد أن أعلن بأنه لن يعارض المصادقة على فوز جو بايدن في الانتخابات الرئاسية، مبررا ذلك بقيود يفرضها الدستور. وأضاف: «الولايات المتحدة تريد الحقيقة».