أخبار

ردا على «عكاظ».. «الصحة»: اكتساب عدوى «كورونا» بعد الجرعة الأولى من اللقاح أمر وارد

لأول مرة.. الإصابات النشطة أقل من 2000 حالة

محمد العبدالعالي

يوسف عبدالله (جدة) Yosef_abdullah@

أعلنت وزارة الصحة اليوم (الأحد) تسجيل 117 إصابة جديدة بفايروس كورونا المستجد المسبب لمرض «كوفيد-19»، فيما تم رصد تعافي 166 حالة إضافية، ووفاة 5 حالات.

ووفقا لإحصاء «الصحة» اليوم، فقد بلغ إجمالي حالات الإصابة تراكميا منذ ظهور أول حالة في المملكة 363.809 حالات، من بينها 1970 حالة نشطة معظمها مستقرة ووضعها الصحي مطمئن، منها 309 حالات حرجة تتلقى الرعاية في العنايات المركزة، فيما بلغ إجمالي حالات التعافي 355.548 حالة، في حين ارتفعت حصيلة الوفيات إلى 6291 حالة وفاة، وبذلك تصل نسبة التعافي من كورونا في السعودية إلى 97.72%، فيما انخفضت نسبة الحالات النشطة إلى 0.54%، وبلغت نسبة الوفيات 1.73%.

وفي ما يخص المناطق الأعلى تسجيلا لإصابات كورونا الجديدة، فقد جاءت كالتالي: منطقة الرياض (47)، منطقة مكة المكرمة (22)، المنطقة الشرقية (22)، منطقة عسير (6)، منطقة المدينة المنورة (5)، منطقة الحدود الشمالية (4)، منطقة تبوك (3)، منطقة حائل (2)، منطقة القصيم (2)، منطقة جازان (2)، منطقة نجران (1)، منطقة الجوف (1).

أما بخصوص أعلى المدن والمحافظات تسجيلا لإصابات كورونا الجديدة، فقد جاءت كالتالي: الرياض (38)، جدة (14)، مكة المكرمة (7)، الدمام (6)، المدينة المنورة (4)، عرعر (3)، الخبر (3)، الهفوف (3)، الدلم (3)، القطيف (3)، المبرز (3)، أما أعلى المدن تسجيلا لحالات التعافي فجاءت كما يلي: الرياض (32)، جدة (27)، مكة المكرمة (10)، الدمام (7)، الطائف (4)، نجران (4)، الظهران (4)، رفائع الجمش (3)، تبوك (3)، الدلم (3)، الزلفي (3)، مهد الذهب (3)، المزاحمية (3).

وتتيح وزارة الصحة الاطلاع على مستجدات الفايروس في المملكة، وذلك بنشر إحصاءاتها اليومية على الموقع الإلكتروني https://covid19.moh.gov.sa.

وفي السياق، أكد مساعد وزير الصحة المتحدث باسم الوزارة الدكتور محمد العبدالعالي أن المملكة من ضمن قائمة الدول التي ترصد المزيد من الاستقرار والتحسن والانحسار في أعداد الحالات، وهذا يؤكد قيمة وتأثير إيجابية كل ما يتم من إجراءات السيطرة والتحكم بهذه الجائحة.

وقال: نتيجة لهذه المؤشرات، فقد انخفضت حالات الإصابة المؤكدة من أعلى مستوياتها وحتى الآن بنسبة 97.6%، فيما انخفضت الحالات الحرجة من أعلى مستوياتها وحتى الآن بنسبة 86.6% بانخفاض أكثر من 2000 حالة، كما تدنت نسبة الوفيات من أعلى مستوياتها قبل أشهر وحتى اليوم بنسبة 91.4%، فيما بلغت نسبة حالات التعافي 97.7% من إجمالي الإصابات.

وفي ما يتعلق بمستجدات اللقاح، كشف أن الإقبال مستمر لتلقي اللقاحات، وبلغ عدد الجرعات التي تم إعطاؤها حتى الآن 178.337 جرعة، ولم تظهر أي أعراض غير متوقعة على من تلقوا التطعيم، وتعد اللقاحات أقوى وسيلة للوصول للمناعة المجتمعية وبالتالي الوقاية والسلامة من الوباء، مذكرا الجميع بأن الفئات التي لها الأولوية تم وضعها بناء على مخاطر معينة، ثم تتسع القائمة لتشمل كل أفراد المجتمع من بإمكانهم تلقي اللقاح، سواء من الذكور أو الإناث، أو مواطنين أو مقيمين، أو مختلف الفئات العمرية ممن هم أعلى من 18 عاما، لذا نحث الجميع على التسجيل للحصول على اللقاح وفق الأولويات والمواعيد لكل شرائح المجتمع المشمولة؛ لأنه بحصول كل الفئات على التطعيم سنصل إلى المناعة المجتمعية، فإذا كانت هناك فئة لم تحصل عليه فلن يتمكن المجتمع من بلوغ هذه الغاية.

وردا على سؤال الزميلة أمل السعيد، التي استفسرت عن حقيقة الإصابة بكورونا بين جرعتي اللقاح، وهل هناك احترازات معينة لتفادي ذلك، أجاب متحدث «الصحة» بقوله: "الأساس دائما قبل الجرعة الأولى وبعدها، وقبل الجرعة الثانية وبعدها، اتباع الاحترازات الوقائية الأساسية، بارتداء الكمامات، وترك المسافات الآمنة، والابتعاد عن التجمعات، وتهوية الأماكن، وغسل اليدين، وغيرها من البروتوكولات الخاصة بالمواقع المختلفة سواء في أماكن العمل أو غيرها، لسلامتنا في كل الأحوال.

وأضاف: بعد الحصول على الجرعة الأولى سيحتاج الشخص ما بين 10 أيام إلى أسبوعين حتى يصل إلى مستوى مناعة في حدود 50% وليست المناعة الأعلى، لذلك هناك جرعة ثانية بعد 3 أسابيع لهذا النوع من اللقاحات، وبعدها أيضا هناك أسبوعان للوصول إلى أعلى مستويات المناعة المنشودة، فاكتساب العدوى بعد يوم أو يومين أو ثلاثة أو خمسة من تلقي الجرعة الأولى أمر وارد نظريا وعمليا، لذلك من المهم جدا الحفاظ على الاحترازات اللازمة، ولا ندعو أبدا إلى القيام بإجراءات غير منطقية أو غير مطلوبة أو غير مقبولة، كالتساؤلات التي وردت وتفيد بأن يلزم الشخص العزل ويحجر نفسه بعد الجرعة الأولى، فهذا غير صحيح وغير لازم وغير مطلوب، ويستطيع الشخص أن يمارس حياته وأنشطته مع تطبيق الاحترازات الأساسية قبل وبين وبعد الجرعتين.

وفيما يتعلق بالاستفسار حول إمكانية تخلي الشخص الذي تلقى جرعتين من لقاح كورونا عن ارتداء الكمامة وتطبيق الإجراءات الاحترازية اللازمة، شدد العبدالعالي على أن ذلك غير ممكن، سواء بعد الجرعة الأولى أو الثانية، أو حتى بعد فترة من أخذ الجرعة الثانية، وقال «المناعة تصل لأعلى مستوياتها بعد أخذ الجرعة الثانية بأسبوعين تقريبا، لذا يجب على الشخص أن يستمر بالالتزام بالاحترازات الوقائية، لأن في ذلك حفاظا على الصحة العامة لأفراد المجتمع، فإذا كان أحدنا أو بعضنا وصلوا إلى المناعة بأخذ اللقاح فهذا لا يعني أن المجتمع بأسره وصل إلى المناعة بتلقي اللقاحات»، وتابع: «فحتى نصل جميعا إلى هذا المستوى ونتجاوز الجائحة ونعود للحياة الطبيعية دون أي قيود أو احترازات، عندئذ يمكن لأفراد المجتمع التقليل من الاحترازات مع بقائها كسلوكيات مهمة لبعض الحالات التي تعاني من أمراض صحية».

وفي ما يخص اعتماد لأكثر من لقاح لكورونا في المملكة، أوضح متحدث «الصحة» أن السعودية حققت إنجازات مهمة وكبيرة جدا في مكافحة ومقاومة الوباء، وهي من أوائل الدول التي يتوفر فيها اللقاح، وأي لقاحات تثبت فعاليتها وتجتاز التسجيل، ستكون المملكة مستعدة دائما لتوفيرها لكافة أفراد المجتمع.

وتفاعل الدكتور محمد العبدالعالي مع تساؤل حول «اندثار» فايروس كورونا في السعودية قبل أن يتحصل الجميع على التطعيم، وقال إن كلمة «الاندثار» حولها عدة نظريات واحتمالات علمية، والأهم منها هو «الانحسار» والتحكم وعودة المرض لمستويات أقل من الوباء، وأن لا يكون ذا أثر على حياتنا وطريقة تعاملنا في مناشطنا اليومية.

وأضاف: «الانحسار هو الأهم، وللوصول إلى مستوى المناعة المجتمعية يجب حصول نسبة مهمة من أفراد المجتمع على اللقاح، وحتى ذلك الحين لابد من أن يقوم كلنا بمسؤوليته ويكمل دوره مع تطبيق الاحترازات التي نجحنا فيها لنصل إلى المناعة معا بالحصول على اللقاح».

وتعقيبا على سؤال حول أيهما أفضل: المناعة الناتجة عن التشافي من الإصابة بفايروس كورونا، أم المناعة الناتجة عن أخذ اللقاح، وماهي المدة المتوقعة لهذه المناعة، كشف العبدالعالي أهمية هذه المقارنة الرئيسية بين المناعتين، فالمناعة التي تتكون نتيجة الإصابة بالمرض ليست كالمناعة الناتجة عن اللقاح، فمناعة اللقاح بُنيت على منهجيات ودراسات وأبحاث علمية ومتابعة أجريت للحالات التي تلقت الجرعات، ومن خلال ذلك تتم معرفة الفعالية العالية للحاصلين عليه، كما أن اللقاح آمن، والحصول عليه أثبت مأمونيته، ومن تم تطعيمهم به لم تظهر لديهم أي أعراض جانبية غير متوقعة، وفي مقابل ذلك، فإن من اكتسب المناعة بالإصابة بالمرض أو الفايروس فإنه قد مر بأعراض وتوعك صحي قد يؤدي إلى تدهور الحالة الحرجة أو الوفاة.

وقال: نستبشر ونأمل أن يكون هذا اللقاح كغيره من اللقاحات المعروفة بنجاحها وفعاليتها ومأمونيتها في مقاومة الأمراض المعدية، وأن يكون ذا امتداد وتأثير وفعالية عالية جدا تحقق اجتياز أزمة الوباء والجائحة، والوصول إلى بر الأمان لتحقيق مناعة مجتمعية مأمونة وفعالة لنسبة عالية من أفراد المجتمع.

وحول الاستفسار عن إمكانية اشتراط المملكة الحصول على اللقاح ضد كورونا لدخول أراضيها، أكد العبدالعالي أن دول العالم لديها دراسات وتقييمات للاشتراطات والاحترازات الوقائية، وبعضها تشترطها جزئيا وبعضها بشكل موسع، وفي المملكة هناك لجان علمية ومختصة وخبراء يجرون عمليات التقييم باستمرار للمعايير سواء في البروتوكولات المصاحبة للسفر أو اللقاحات اللازمة عند السفر.

وقال: حتى الآن، لا ارتباط بين اشتراط الحصول على اللقاح والسماح بالسفر أو استقبال المسافرين من خارج المملكة، ولكن التقييم حول ذلك مستمر، ومتى ما ثبتت أو بينت الدراسات أو آراء الخبراء أنه لازم سيتم تحديث أي تغيرات في ذلك أولا بأول.

ونصح جميع الراغبين بالسفر بالتقيد بالاحترازات والحصول على اللقاحات لأنها تجعلنا في مأمن صحي عند التحرك أو التنقل أثناء السفر أو في الأماكن المقصودة، فهي حالة مناعية أفضل صحيا للإنسان في كل مكان يذهب إليه.

وعن تحور فايروس كورونا المستجد، أفاد بأن الفايروسات بشكل عام من طبيعتها التحور، وخصوصا من هذا النوع، إذ تطرأ عليها آلاف التحورات، ومعظم التحورات تؤول في الأخير إلى ضعف قوة الفايروس، وذلك متفاوت، إذ قد تؤثر على الضراوة وقد لا تؤثر، وكل ما تم رصده حاليا من تحورات لم يثبت أنه مرتبط بضراوة الفايروس، ولم يؤثر على فعالية اللقاحات المتوفرة والمعتمدة ضد فايروس كورونا حتى الآن.