يحق لدول العالم أن تعلق أملها على اللقاحات، باعتبارها خريطة الطريق الوحيدة التي يمكن أن تفضي إلى نهاية لجائحة فايروس كورونا الجديد، التي يوشك عدد ضحاياها أن يصل إلى مليوني وفاة. ففي أتون انعدام دواء ناجع، وضغوط غير محتملة تواجهها مشافي الدول المتقدمة؛ وتطاول فترات الإغلاق في عدد كبير من الدول؛ ليس ثمة أمل غير اللقاح. وفي بريطانيا، أول دولة في العالم تبدأ التطعيم بلقاحي فايزر-بيونتك وأسترازينيكا/‏‏‏أكسفورد، افتتحت أمس الأول سبعة مراكز ضخمة للتطعيم في أرجاء البلاد. وتعهد وزير الصحة مات هانكوك أمس بأن يتم تطعيم جميع السكان فوق سن الـ50 بحلول نهاية إبريل القادم.

ودخلت الولايات لمتحدة أمس الشهر الثاني في حملتها الضخمة لتطعيم سكانها ضد وباء كوفيد-19. وقررت فتح ملاعب كرة القدم، والحدائق العمومية الكبيرة، ومراكز المؤتمرات والمعارض لتطعيم السكان. وأتاح الرئيس المنتخب جو بايدن وفريقه الانتقالي مزيداً من كميات لقاحي موديرنا وفايزر-بيونتك لضمان تحصين أكبر عدد من الأشخاص. وقالت حاكمة ولاية ميتشيغان غريتشن واستمير أمس إن أية إبرة تطعن في ذراع كل شخص تمثل خطوة تقرّب انتهاء الجائحة أكثر فأكثر. وبلغ عدد الأمريكيين الذين تم تطعيمهم حتى صباح الإثنين 9 ملايين نسمة.

وفي جنيف؛ قالت منظمة الصحة العالمية إنها تأمل بأن تتمكن من بدء شحن اللقاحات إلى البلدان الفقيرة وذات الدخل المتوسط والمنخفض خلال فبراير القادم، عبر مبادرة برنامج كوفاكس. وذكر كبير مستشاريها بروس آيلوارد أمس الأول أن نحو 40 دولة بدأت حملات التطعيم أخيراً، لكنها جميعاً من الدول الغنية.

وفي الهند؛ تناقلت وسائل الإعلام بحماسة بالغة أمس صور الشاحنات الضخمة وهي تنطلق من مستودعات معهد الأمصال الهندي- أكبر مصنع للقاحات في العالم- في مدينة بونا مطار بونا، استعداد لنقلها جواً إلى بقية ولايات الهند.

وفي جاكرتا؛ أعلنت إندونيسيا أنها تسلمت أمس (الثلاثاء) المواد الخام من الصين لتصنيع لقاح شركة ساينوفاك الصينية، في مختبرات حكومية بمدينة باندونغ الواقعة في محافظة جاوة الغربية. وفي آيسلندا؛ حضت رئيسة الوزراء سانها مارين الاتحاد الأوروبي أمس على التعجيل بتوزيع اللقاح على دوله الأعضاء. وأعلنت تايلند أنها ستبدأ تطعيم نصف عدد سكانها بحلول نهاية فبراير القادم.

وفي أستراليا؛ قال وزير الصحة الأسترالي غريغ هانت أمس إن بلاده ستعتمد على عيادات الأطباء العموميين والصيدليات لتنفيذ عمليات التطعيم التي قد تستمر طوال السنة الحالية. وأعلنت سنغافورة أمس أنها بدأت إنشاء مراكز خاصة للتطعيم، متوقعة إقبال عدد كبير من الأشخاص عليها.

أعلنت شركة حونسون آند جونسون الدوائية الأمريكية أمس، أن بيانات المرحلة الثالثة والأخيرة من التجارب السريرية على لقاح طوره علماؤها ضد وباء كوفيد-19، التي أجريت في مستشفيات جنوب أفريقيا، ستكون جاهزة للتسليم إلى الجهات الأمريكية المختصة بفسح اللقاحات والأدوية، بحلول 21 يناير الجاري. وكانت الشركة أعلنت أخيراً أن بيانات المرحلة الثالثة من تجاربها السريرية في عدد من الدول يتوقع أن تكتمل بحلول نهاية الشهر الجاري. وإذا توصلت الجهات الرقابية الى أن لقاح جونسون آند جونسون، الذي يقوم على نظام الجرعة الواحدة، فعال ومأمون، فمن المحتمل أن تتقدم الشركة للحصول على فسح من هيئة الغذاء والدواء الأمريكية خلال فبراير.

جونسون آند جونسون تستعد للنزول لحلبة اللقاحات