ثقافة وفن

14 فصلاً و322 صفحة تؤسس آليات دمج الصحافة بالذكاء الاصطناعي

الكتاب يستند على أكثر من 70 مرجعاً عربياً ودولياً

د. أحمد بن علي الزهراني

رامي السليماني (جدة) okaz_online@

سخّر رئيس قسم الصحافة والإعلام الرقمي في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور أحمد بن علي الزهراني، والأستاذ المشارك بقسم الصحافة والإعلام الرقمي في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتورة مروة عطية محمد عطية خبرتهما العملية وإبداعهما العلمي الممتد لسنوات عدة في بلاط الصحافة ودهاليز الإعلام الرقمي ليهديا نتاجهما الفكري مجسداً في كتاب «الصحافة والإعلام الرقمي في عصر الذكاء الاصطناعي» للباحثين عن المعرفة وأساتذة الإعلام والاتصال ومستقبل الإعلام في الوطن العربي من الطلاب والطالبات وللمكتبة العربية ككل، لاسيما أن الكتاب الصادر عن دار خوارزم العلمية يستند على أكثر من 70 مرجعاً عربياً ودولياً في مجمل فصوله الـ14، التي توزعت على 322 صفحة تناولت تجلي الواقع الرقمي في جوانب الحياة العصرية في المجال الإعلامي، إذ يرى المؤلفان أن العصر الحديث عصر الإعلام بامتياز عبر

المنصات الرقمية، وشبكات الجيل الخامس التي فتحت الباب على مصراعيه أمام التحول في أساليب الممارسة الإعلامية استنادا إلى التقنيات الحديثة.

ويتجلى استشراف الزهراني وعطية لمستقبل الصحافة وفنونها الإعلامية ذات البعد الإبداعي في مقدمة الكتاب بمناقضاتهما ادعاء انتهاء عصر الصحافة نظراً إلى أن التقنيات الجديدة التي توفرها بيئة الإعلام الرقمي أعادت تشكيل الممارسة الإعلامية على مستوى إنتاج وسرد

المضمون بأساليب تتوافق وطبيعة المنصة الرقمية من جهة والتحول في أساليب تعاطي الجمهور الرقمي مع هذه المضامين من جهة أخرى.

تكنولوجيات الإعلام الرقمي

وركز الكاتبان في الفصل الأول على 7 نقاط قدمت نبذة تاريخية حول تطور تكنولوجيات الإعلام وما ارتبط بذلك من تسلسل زمني خاص بظهور شبكة الإنترنت، مستعرضين التطبيقات التقنية وشبكات الإنترنت وأجيال الويب، شارحين مدى أهمية منظمة الأيكان المسؤولة عن التحكم في الإنترنت وإصدار المواثيق المنظمة لعمله.

مدخل إلى مفهوم وخصائص الإعلام الرقمي

يعرض الفصل الثاني المفاهيم المرتبطة بالإعلام الرقمي راصداً تداعيات التحول نحو الرقمية في الممارسة الإعلامية وما يرتبط بها من تحديات، مسلطاً الضوء على 8 مواضيع مرتبطة بمفهوم الإعلام الرقمي، كمفهوم الفجوة الرقمية، والإعلام الرقمي، تحديات الفجوة الرقمية، والإعلام التقليدي في مواجهة الوسيط الرقمي.

ولا تبتعد فكرة الفصل الثالث عن الثاني كثيراً، إذ استعرض في 6 مفاهيم ركزت في مجملها على الاندماج الإعلامي كأحد تطبيقات الإعلام الرقمي، وسمات حقبة الاندماج الإعلامي في البيئة الرقمية، فضلاً عن مستويات وأشكال الاندماج الرقمي للوسائل الإعلامية وغيرها من المفاهيم التي تشكلت في آليات الاندماج ما بين الوسائل التقليدية وتقنيات الإعلام الرقمي.

الوسائط الإعلامية المتعددة

وانتقل الفصل الرابع إلى الوسائط المتعددة الرقمية، مستعرضاً أشكال وأنماط هذه الوسائط والكيفية التي يمكن من خلالها بناء المضامين الصحفية باستخدام مشاريع الوسائط المتعددة الرقمية.

ولم يتجاوز الكاتبان في الفصل الخامس الاتجاهات الحديثة في بناء المضامين الإخبارية متعددة الوسائط، مستعرضين مفاهيم حديثة في 11 موضوعاً تناولت في مجملها مفهوم قصص الفيديوجراف، والكروس ميديا Cross media والقصص الإخبارية المصورة، والقصص الإخبارية بأسلوب البطاقات، وكلها أساليب في سرد وبناء المضامين الرقمية فرضتها التقنيات المستحدثة لشبكة الإنترنت.

قصص الوسائط الرقمية عبر تقنيات الواقع الافتراضي

عرف هذا الفصل القارئ على تحديات إنتاج القصة الإخبارية الرقمية وفق تقنيات الواقع الافتراضي وآثارها الجانبية وتحرير القصص الإخبارية وفق تقنية الواقع الافتراضي ومونتاج الأفلام الوثائقية بتقنية الواقع الافتراضي (vr)، فيما كرس الفصل السابع لعرض نظرة عامة على أوضاع المحتوى العربي على شبكة الإنترنت وأشكاله ومعوقات إنتاجه، وما يرتبط بحقوق الملكية الفكرية وهي جوانب قانونية ذات صلة بإنتاج المحتوى للمنصات الرقمية المختلفة.

المنصات الرقمية والإنفوجرافيك

اهتم الفصل الثامن بأساليب وقنوات توزيع المحتوى سواء عبر التوزيع المباشر أو عبر شبكات التواصل الاجتماعي أو من خلال تطبيقات الهواتف الذكية، كما يعرض لسمات رواد المنصات الرقمية، إضافة إلى أداة تحليل قوقل وهي إحدى الأدوات المتخصصة لفهم جمهور المنصات الرقمية، ويتناول 11 موضوعاً تضمنها الفصل التاسع، التصاميم المعلوماتية الإنفوجرافيك من حيث النشأة ومحددات الإنتاج.

كما ركز الفصل العاشر على الإعلام الرقمي ومفهوم البيانات الضخمة باعتبارها أحد أهم إفرازات التدفق المعلوماتي عبر شبكة الإنترنت، كما يستعرض الاستخدامات الإعلامية لتقنية البيانات الضخمة.

صحافة البيانات

تناول الكاتبان في الفصل الحادي عشر واحدا من أهم الاتجاهات المستحدثة في عالم الإعلام الرقمي وهي صحافة البيانات، مستعرضين أهم التجارب العالمية والعربية في مجال صحافة البيانات، فيما سلطا الضوء عبر الفصل الثاني عشر على مفهوم الذكاء الاصطناعي وأنماطه، وشبكات الجيل الخامس وطرق التحول نحو مجتمعات الذكاء الاصطناعي.

الإعلام الرقمي وتقنيات الذكاء الاصطناعي

ويستعرض الفصل الثالث عشر الإعلام الرقمي القائم على تقنيات الذكاء الاصطناعي، متناولاً مجموعة من التقنيات الحديثة المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، كصحافة الواقع الافتراضي وأنماط الاندماج في الصحافة الغامرة وصحافة الروبوت وتقنيات الواقع المعزز.

وخصص الكاتبان الفصل الرابع عشر لشبكات التواصل الاجتماعي باعتبارها من أهم المنصات الرقمية التي ارتبطت أخيرا بالتحول في الممارسة الإعلامية خصوصا في نشر المحتوى، كما يتناول زوايا جديدة ذات صلة بالتواجد الرقمي على شبكات التواصل الاجتماعي مثل الهوية الشخصية والإدمان الرقمي وإشكالية الخصوصية والتحول في خوارزميات الشبكات.