أضحى الحديث عن اللقاحات المانعة للإصابة بمرض كوفيد-19 لا بد من أن يقود إلى السلالات المتحورة الجدية من فايروس كورونا الجديد. تحديداً الخوف من أن تصبح سلالة جديدة قادرة على إبطال مفعول اللقاح، ليس من خلال مقاومتها له، وإنما من خلال اكتسابها تحورات معينة في البروتين الدهني الذي يكسو ظهرها يمكن ألا يتعرف إليه نظام المناعة في جسم الإنسان. ومعروف أن نظرية لقاحات كوفيد-19 قائمة على تعليم خلايا المناعة التعرف إلى الفايروس فور اقتحامه أياً من خلايا الجسم، فتهب حاشدة أجسامها المضادة لتدميره في الحال. وهو بالطبع احتمال قائم، بل متزايد. وكثيراً جداً خصائص هذا الفايروس، ومتى وكيف يتحور. وعلى رغم ذلك تواصل أمس تزايد عدد من تم تطعيمهم باللقاحات في 51 بلداً إلى 46.21 مليون نسمة. وخشية أن يقوم الفايروس بتحوير مورثاته، حذر أستاذ علوم الأحياء الدقيقة بجامعة كامبريدج ببريطانيا البروفسور رافي غوبتا أمس، من أنه ينبغي أن يسارع علماء اللقاحات لتطوير لقاحات جديدة يمكن أن تكون فعالة، حتى لو تحور الفايروس بشكل يجعل نظام المناعة مصاباً بالعمى حياله. وكان الشهر المضي شهد ظهور ثلاث سلالات فايروسية جديدة في كل من بريطانيا، والبرازيل، وجنوب أفريقيا.

وفي تطور مثير للقلق، قالت الباحثة في المعهد الوطني لمكافحة الأمراض المعدية في جنوب أفريقيا البروفسور بيني مور أمس، إن السلالة الجنوب أفريقية من فايروس كورونا الجديد قادرة على خداع جهاز المناعة لدى نصف عدد المتعافين من الإصابة بسلالات أخرى من الفايروس نفسه. وأشارت إلى أن الفايروس يتحور بحيث يصبح قادراً على إفشاء عدواه بنسبة تفوق الوضع الحالي بنحو 50%. كما أنه يكتسب قدرات جديدة تجعله قادراً على تجاوز الأجسام المضادة التي تولدت لدى المتعافين من سلالات سابقة. وذكرت دراسة أجراها علماء جامعة واشنطن أن العلماء عرّضوا 11 عينة دم للسالة الجنوب أفريقية، فاتضح لهم أن تسعاً منها تضاءلت قدرتها على الإطباق على السلالة الجديدة.

وفي تطور يثير قدراً أكبر من القلق، أعلن علماء ألمان أمس أنهم اكتشفوا سلالة فايروسية جديدة في ألمانيا، تختلف كلياً عن السلالات البريطانية، والبرازيلية، والجنوب أفريقية. وذكروا أنه تم اكتشاف السلالة الألمانية في أحد مستشفيات مقاطعة بافاريا الألمانية. واكتفى العلماء بالقول إنهم اكتشفوها لدى 37 من 73 شخصاً تأكدت إصابتهم بكوفيد-19 بمستشفى مدينة غارميش-بارتنكرشن جنوب غربي ألمانيا.