كشف لـ«عكاظ» أستاذ واستشاري الغدد الصماء والسكري بكلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة البروفيسور عبدالمعين الآغا، أن الغُدَّة الدرقيَّة تتميز بشكل يشبه الفراشة، وتتكوَّن من فصين تربط بينهما منطقة مشتركة وتقع على الجانب الأمامي من الرقبة والقصبة الهوائية وهي ملتفّة حول الحنجرة، وتعتبر من أكبر الغُدد الصـمّ وتزن 2-3 غرامات لدى حديثي الولادة، و18-60 غراماً لدى البالغين.

وبين أن الغدة الدرقية تتكون داخل الرحم من أرضية البلعوم عند قاعدة اللسان في الأسبوع الرابع من الحمل، ويبدأ إفراز كلٍّ من الهرمون المحرر للهرمون المحفِّز للدرقيَّة (TRH) من منطقة ما تحت المهاد لدى الجنين، والهرمون المحفِّــز للدرقيَّة (TSH) من الغُدَّة النخاميَّة في الأسبوع الـ18–20 من الحمل، إذ تقوم غدة الجنين بعملها وإنتاج هرمون الثيروكسين من الغُدَّة الدرقيَّة (T4) إلى المسـتوى المطلوب في الأسبوع الـ18–20 من الحمل، كما أن إفراز هرمونات الغُدَّة الدرقيَّة بالكميَّة المطلوبة يحمي الجنين من تشوُّهات نمو الدماغ الناجمة عن قصور الغُدَّة الدرقيَّة لدى الأمهات.

وأشار إلى أن هناك العديد من وظائف الغُدّة الدرقيّة المهمة في جسم الإنسان، ويمكن تلخيص تأثيرها على أعضاء الجسم المختلفة والعمليات الحيوية كما يلي:

• الغُدّة الدرقيّة لها دورٌ كبيرٌ وأهمية قصوى للجنين خلال فترة الحمل وإلى عمر 5 سنوات في ما يخص ذكاء الطفل والنمو العقلي والتطور الحركي والذهني، من أجل ذلك ننصح الأمهات بالتأكد من سلامة الغُدّة الدرقيّة لهن خلال فترة الحمل، وبعد الولادة يتم التأكد من سلامة وظيفة الغُدّة الدرقيّة للمولود.

• للغُدّة الدرقيّة دور كبير في التمثيل الغذائي (عمليّات الأيض)، وتعتبر هرموناتها المنظم الرئيس لسرعة عمليات الأيض الأساسية في الجسم، والتي بدورها هي المصدر الرئيس للطاقة في جسم الإنسان.

• تحافظ هرمونات الغُدّة الدرقيّة على درجة حرارة الجسم في المستويات الطبيعية، فعلى سبيل المثال من لديه كسل في الغُدّة الدرقيّة يعاني من الشعور بالبرد المتواصل، وعلى النقيض، من لديه نشاط في هرمونات الغُدّة الدرقيّة يشعر دوماً بالحرارة.

• تؤثر هرمونات الغُدّة الدرقيّة على قوة العضلات الهيكلية وبالتالي من يعاني من كسل الغُدّة الدرقيّة يعاني من ضعف وارتخاء في العضلات.

• هرمونات الغُدّة الدرقيّة لها أهميّة على وظائف عضلات القلب، ومن يعاني من كسل أو نشاط الغُدّة الدرقيّة قد تتأثر لديه وظائفها.

وسلط البروفيسور الآغا الضوء على 9 جوانب مهمة للغدة الدرقية تمثلت في ما يلي:

• قصور الغُدّة الدرقيّة الخَلقي يُعتبر من أهم الأسباب والأكثر شيوعاً للتأخّر العقلي، والذي يمكن علاجه إذا اكتشف مبكّراً، وترجع أسبابه إلى اضطراب تكوّن الغُدّة الدرقيّة، واختلال تصنيع الهرمونات التي تفرزها.

• قصور الغُدّة الدرقيّة المؤقّت لدى حديثي الولادة يظهر في 20% من المواليد الخدّج.

• قصور الغُدّة الدرقيّة المكتسب تعود أسبابه إلى التهاب الغُدّة الدرقيّة القيحي الحاد ودون الحاد (دي كويرفان)، وكذلك التهاب الغُدَّة الدرقيَّة المناعي الذاتي المزمن (هاشيموتو).

• نقص اليود ليس شائعا في المملكة العربية السعودية لأنه مضاف إلى ملح الطعام، وبالتالي لا يوجد أي داعٍ لتناول اليود الإضافي، أو الإكثار من المأكولات البحرية لمرضى الغدد الدرقية.

• قصور الغُدّة الدرقيّة المركزي يحدث نتيجة للأمراض المكتسبة لدى الغُدَّة النخاميّة، أو منطقة ما تحت المهاد مثل أورام الغدة النخامية، أو المرض الحبيبي المزمن، أو التهاب الأغشية السحائيَّة، أو الجراحة أو إصابات الرأس والدماغ الرضيّة الحادّة وغالباً ما تتأثر معها الهرمونات الأخرى، وخصوصا هرمون النمو.

• قصور الغُدّة الدرقيّة المركزي الخلقي يصاحبه تشوّه في تراكيب الوجه والدماغ، والشفّة الأرنبية، والحنك المشقوق وغياب الحاجز الشفّاف، وغياب الرابط بين النصفين الكرويين، ويجب أن يشتبه به لدى المولود الذي يعاني من صغر حجم القضيب ونقص مستويات السكّر في الدّم المتكرر.

• نشاط الغدة الدرقيَّة المناعي الذاتي (غريفز) هو مرض مناعي ذاتي مزمن يحدث في أكثر من 95% من الحالات، يحدث لدى الإناث أكثر منه لدى الذكور، ويكون أقل شيوعاً في مرحلة الطفولة عنه لدى البالغين، وقد يصاحب الأمراض المناعية الذاتيَّة الأخرى مثل داء السكري «النمط الأول»، أو نقص إفراز هرمونات الغُدَّة الكظريَّة (أديسون)، أو الذئبة الحمراء، أو التهاب المفاصل وغيرها من الأمراض المناعية الذاتية وكذلك المصابون بالمتلازمات الكروموسوميَّة عرضة للإصابة بهذا المرض.

• العلاج يتم بأحد الخيارات العلاجيَّة الثلاثة (العقاقير الدوائيَّة بمثبطات نشاط الغُدَّة الدرقيَّة، أو اليود المشع، أو الجراحة).

• الانتظام بالعلاج والمتابعة الدورية لمراجعة الطبيب وعمل تحليل الغدة الدرقية ضروري جدا ولا يمكن التهاون به.