أخبار

حرب الأوروبيين بسبب اللقاحات تتفاقم

أمصال جديدة على الأبواب.. وتفاؤل بقدرتها

ياسين أحمد (لندن) OKAZ_online@

استعر أوارُ العصبية الوطنية بشأن اللقاحات بين بلدان القارة الأوروبية، خصوصاً بين بريطانيا من جهة، ودول الاتحاد الأوروبي.. بعد أقل من شهر من وقوع الطلاق البائن بين الطرفين. والسبب ببساطة هو أن الاتحاد الأوروبي، الذي بدأ التعاقد على توريد اللقاحات متأخراً عن بريطانيا بنحو ثلاثة أشهر، يتهم بريطانيا بالاستئثار بكميات اللقاح الذي ابتكره علماء جامعة أكسفورد، وتنتجه شرة أسترازينيكا البريطانية. وتفاقم الخصام إلى درجة أن المفوضية الأوروبية نشرت نصوص عقدها مع أسترازينيكا. وصبّت ألمانيا مزيداً من الزيت على نار الخصام، بإعلانها أن علماءها قرروا التوصية بعدم استخدام لقاح أسترازينيكا للأشخاص من سن الـ65 عاماً فما فوق، بدعوى أن فعاليته لدى المسنين «مشكوك فيها». وفي سياق ما سمي بـ«حرب وطنية اللقاحات»، يبدو أن الاتحاد الأوروبي يتجه إلى فرض قيود على صادرات اللقاحات إلى خارج دوله الـ 27، بما في ذلك لقاح أسترازينيكا التي تملك مصنعاً في بلجيكا. وأبلغت المفوضية مصانع اللقاحات في أراضي دولها الأعضاء (الجمعة) بأن عليها الحصول على موافقة قبل شحن أي كمية من اللقاحات إلى خارج دول الاتحاد. واشتعل هذا الخصام بعدما أعلنت أسترازينيكا أنها مضطرة إلى تأخير تسليم الكميات المتعاقد عليها مع الاتحاد الأوروبي، لأسباب تتعلق بالطاقة الإنتاجية لمصانعها في بريطانيا. وكانت بريطانيا خلال هذا الوقت قد قطعت شوطاً كبيراً جداً في تطعيم سكانها. وحققت رقماً قياسياً يصعب على أي دولة أوروبية تحطيمه.

وفي مزيد من التشابك والتعقيدات، أقرت وكالة الأدوية الأوروبية، المعادلة لهيئة الغذاء والدواء في بلدان أخرى، فسح لقاح أسترازينيكا. واستبقت وزارة الصحة الألمانية الفسح الأوروبي بتوصية لأجهزتها بعدم استخدامه لتطعيم من هم في سن الـ65 عاماً وما يزيد عليها. وشددت على أن لقاح أسترازينيكا فعال ومأمون بالنسبة للأشخاص من عمر 18 إلى 64 عاماً. وأعلنت منظمة الصحة العالمية أمس الأول أن نتائج الاختبارات التي أجريت لمعرفة فعالية لقاح أسترازينيكا ضد السلالة الفايروسية السائدة في جنوب أفريقيا ستعلن الأسبوع الحالي.

وأعلنت شركة نوفافاكس الأمريكية (الخميس) من مقرها في ولاية ماريلاند أن تجاربها السريرية على لقاحها في بريطانيا أثبتت فعاليته في صد الإصابة بكوفيد-19 بنسبة تصل إلى 90%. وأعلنت شركتا موديرنا وفايزر الأمريكيتان أن لقاحيهما أقل فعالية ضد السلالة الجنوب أفريقية. وذكرت شركة موديرنا أنه على رغم أن السلالة الجنوب أفريقية أدت إلى خفض فعالية لقاحها، إلا أنه ظل قادراً على قتلها. كما ابتهج البريطانيون خلال نهاية الأسبوع بصدور نتائج تجارب لقاح شركة جونسون آند جونسون، الذي قالت الشركة إنه أثبت قدرة بنسبة 100% على منع التنويم والوفاة، وبنسبة 66% على منع الإصابة بكوفيد-19، وبنسبة 85% على منع تدهور صحة المصاب بالفايروس. وقالت صحف لندن أمس إن الإبرة التي أنتجتها شركة جانسن، وهي الفرع الأوروبي لجونسون آند جونسون في بلجيكا، سيكون لها القِدْحُ المُعلّى في دحر الجائحة في بريطانيا، خصوصاً أنها تستخدم تكنولوجيا مشابهة للمستخدمة في لقاح أسترازينيكا البريطاني، ويسهل شحنها وتخزينها في درجة حرارة عادية. وعلى النقيض من لقاحي فايزر وموديرنا، فإن لقاح جونسون آند جونسون مصنوع من عينة نافقة من فايروس نزلة البرد العادية. وهو يستطيع دخول خلية الجسم، لكنه لا يستطيع استنساخ نفسه، ولا الضرر بمن يخضع له. وطبقاً لهذه التطورات؛ فإن بريطانيا أنفقت حتى الآن 2.9 مليار جنيه إسترليني لشراء 367 مليون جرعة من كل من لقاحات: أسترازينيكا، وفايزر-بيونتك، وموديرنا، ونوفافاكس، وفالنيفا، وجانسن (جونسون آند جونسون)، وغلاكسوسميثكلاين-سانوفي.

إصابة نائب أمريكي.. بعد تطعيمه بإبرتي «فايزر» !

أعلن مكتب عضو مجلس النواب الأمريكي عن ولاية ماساشوسيتس ستيفن لينش (الجمعة) أن فحصاً أجري له أثبت إصابته بمرض كوفيد-19، على رغم أنه خضع للتطعيم بإبرتي لقاح فايزر-بيونتك. وأوضح مكتبه أن لينش كان خضع لفحص مماثل جاءت نتيجته سالبة قبل حضوره حفلة تنصيب الرئيس الأمريكي جو بايدن في 20 يناير. وزاد أن إصابة لينش جاءت بعد إصابة أحد موظفي مكتبه في بوسطن بالفايروس. وذكر المكتب أنه لم تظهر على لينش أي أعراض، وأنه سيعزل نفسه صحياً، ويمارس التصويت عن بُعد خلال اجتماعات مجلس النواب في الأيام القادمة. وكانت عضو مجلس النواب الأمريكي لوري تراهان أعلنت الخميس، أن نتيجة فحص أجري لها جاءت إيجابية، على رغم أنها فحصت مراراً خلال الفترة السابقة، وكانت جميع النتائج سالبة.