لا يزال الأفق معتماً بالنسبة إلى مستقبل الإنسانية في أتون جائحة فايروس كورونا الجديد؛ على رغم الومضات التي أتاحها قرب إطلاق عدد من اللقاحات الجديدة التي تم ابتكارها لصد مرض كوفيد-19. وفيما يشتد الوباء في أرجاء العالم، حيث ارتفع عدد المصابين أمس (الأحد) إلى 103.14 مليون نسمة، بعد 24 ساعة شهدت تسجيل 611.671 إصابة جديدة في 221 دولة، ومنطقة؛ منها 166.113 إصابة جديدة في الولايات المتحدة؛ ارتفع عدد وفيات العالم إلى 2.23 مليون وفاة. وفي مقابل ذلك، حققت إدارة الأزمة الصحية في المملكة العربية السعودية تقدماً جديداً تمثل في تراجع المملكة من المرتبة الـ37 عالمياً، التي مكثت فيها أكثر من 3 أسابيع، إلى المرتبة الـ38؛ بعدما تقدمتها اليابان. ويعزو الخبراء المختصون في مكافحة الأوبئة والأمراض المُعدية التقدم المطرد للسعودية في صدِّ الجائحة إلى قدرة الجهات الحكومية السعودية المختصة على حسن إدارة الأزمة، وتقدير الموقف بشكل دقيق، مع استمرار اتخاذ التدابير الوقائية، وآخرها قبل نحو يومين، وهو تمديد منع السفر.

وفي مقابل التجربة السعودية، تقف بريطانيا في وضع لا تُحسد عليه، على رغم تفوقها على دول العالم في تحصين سكانها باللقاحات المتوافرة لمنع الإصابة بكوفيد-19. فقد بدأ عدد الإصابات الجديدة ينحسر هناك بشكل ملحوظ، إلى 23.275 حالة السبت، مقارنة بأكثر من 40 ألفاً منذ نحو أسبوعين.

وأشارت صحيفة «صانداى تلغراف» أمس، أن بريطانيا قد تشهد موجة ثالثة من الوفيات إذا لم ينجح اللقاح في خفض سرعة التفشي الفايروسي بحسب تقارير علمائها. ويرى العلماء البريطانيون، في اللجنة العلمية الاستشارية، وجامعة إمبريال ومدرسة الطب المداري، أنه إذا ما قرر جونسون رفع تدابير الإغلاق في فبراير، بعد تطعيم المجموعات السكانية الأربع ذات الأولوية، فسيحدث ارتفاع في عدد الإصابات والوفيات في أبريل القادم، مماثل لما حدث الربيع الماضي.

وفي تحذير متشائم آخر؛ ذكر تقرير للجنة العلمية التي تقدم المشورة للحكومة البريطانية أمس أن التبعات الاقتصادية لوباء كوفيد-19 قد تؤدي إلى وفاة أكثر من 40 ألف شخص خلال السنوات الـ50 القادمة.

وفي الولايات المتحدة، الدولة الأشد تضرراً من كوفيد-19، لا يختلف المشهد كثيراً: تنحسر الإصابات الجديدة، لكن عدد الوفيات ماض في الازدياد. ففي ولاية كاليفورنيا بلغ متوسط عدد وفيات كوفيد-19 الأسبوع الماضي 544 وفاة يومياً. وتجاوز عدد وفيات كاليفورنيا أخيراً 40 ألفاً.

«الكمامة» مُلزمة في وسائل النقل الأمريكية

في تعميم أصدره الليل قبل الماضي، طلب المركز الأمريكي للحد من الأمراض ومكافحتها من المسافرين على الرحلات الجوية ووسائل النقل العام وقطارات الأنفاق ارتداء الكمامة اعتباراً من هذا الأسبوع، لصدّ جائحة كورونا. ويبدو أن هذا التعميم يأتي بعد تعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن في 21 يناير الماضي بإلزامية ارتداء قناع الوجه. وبموجب القرار، فإن مخالفته ستعتبر انتهاكاً للقانون الفيديرالي. ويشمل التوجيه ركاب سيارات الأجرة. ويشترط أن تغطي الكمامة الأنف والفم. وبالنسبة إلى السفر الجوي، فإن هذا القرار يعتبر «تحصيل حاصل»، إذ إن شركات الطيران الأمريكية تلزم ركابها بارتداء الكمامة. وتم منع أكثر من ألفي مسافر من الصعود إلى متن الرحلات بسبب رفضهم ارتداءها. ويستثني التعميم الأطفال أقل من سنتين، والمعاقين الذين يمثل ارتداء قناع الوجه خطورة على صحتهم.