«طالبان إخوان أردوغان».. القوة التخريبية الناعمة تتغلغل
نظام أنقرة والتمدد في المناطق «الرخوة».. آسيا الوسطى وجنوب آسيا
الاثنين / 19 / جمادى الآخرة / 1442 هـ الاثنين 01 فبراير 2021 01:22
فهيم الحامد (الرياض) Falhamid2@
يتفنن النظام التركي في التغلغل في دول المناطق الرخوة بدوافع إحياء «العثمانية الجديدة المزعومة» باستخدام القوة الناعمة في ظاهرها والظلامية في باطنها في المحيط العربي والإسلامي، حيث انتقلت تركيا لمرحلة الاشتباك مع الجغرافيا السياسية جراء تبنيها مشروعا يقوم على توظيف مختلف أدوات الإسلام السياسي بنسخته الناعمة المزعومة، مستندة إلى إرث الدولة العثمانية البائدة، ما دفع أنقرة للاحتكاك مع الدول التي تتدخل فيها، والانتقال من مستوى «صفر مشاكل» قبيل عام 2010، لمستوى عالٍ من التوترات والصراعات والفتن الظلامية ليس فحسب مع دول الجوار، بل الدول العربية وجنوب آسيا، ودول آسيا الوسطى والقوقاز، لتعزيز شراكات تحت غطاء المدارس والمراكز الإسلامية للترويج للخلافة العثمانية الإخوانية، وإنتاج المسلسلات التاريخية التي تصور رجال القبائل التركية كأبطال خارقين مثل مسلسل أرطغرل الذي تمت ترجمته بعدة لغات. وكشفت مؤسسة «تكدن للأفلام» التركية، عن انطلاق العمل على كتابة سيناريو المسلسل التلفزيوني التركي الباكستاني «تورك لا لا» (الأخ التركي الكبير) باهتمام كبير من دوائر صناعة القرار في إسلام أباد.
وفي خضم التحولات غير المسبوقة التي تشهدها المنطقة، وما يجري من أحداث متقلّبة في العالم، يعيد النظام التركي تموضعه في مناطق جديدة والعمل بتماهٍ عالٍ مع منظمات المجتمع المدني وإنشاء تحالفات جديدة لتكريس الصورة للفكر الإخواني التي تشكَّلت بوضوح في أهداف أردوغان وتطلّعه لزعامة العالم الإسلامي، وشعوره بأن نفوذه لن يتمّ إلا بالسيطرة على العالم الإسلامي؛ وهو بمثابة حلم إبليس في الجنة. ومؤخرا عقد في إسلام أباد اجتماع لوزراء خارجية أذربيجان وتركيا وباكستان. ووقعت الأطراف الثلاثة على عدد من الاتفاقيات في مجال التعاون العسكري التقني، وإجراء مناورات عسكرية بمشاركة قوات الدول الثلاث.. وتستثمر تركيا قدرتها في إظهار الدعم السياسي والعسكري لهذه الدول في غياب اهتمام دولي بهذه المناطق وقضاياها.
وتساءل المراقبون إن كان هذا التحالف الثلاثي لمواجهة الهند، أو روسيا؟ وما هي مهام هذا المحور الثلاثي الجيوسياسي والدفاعي الجديد بعد أن أظهرت تركيا دعما واضحا لأذربيجان في معارك إقليم ناغورني قره باغ التي ساهمت مُسَيّراتها في حسم المعركة عسكريا. وتراهن أنقرة على أن الدعم الذي قدمته لباكو سيرسل إشارات إيجابية لدول إسلامية أخرى في القوقاز تدفعها إلى الرهان على التحالف مع تركيا لمناقشة ملفات على أهمية أمنية استراتيجية عالية.
وكحلفاء عسكريين مقربين حافظت تركيا على علاقات استراتيجية مع البحرية الباكستانية من خلال تصنيع سفن حربية. وبحسب المراقبين فإن هناك تطلعات واضحة لتركيا مع خلال التعاون الاستراتيجي مع البحرية الباكستانية في بحر إيجه والبحر الأبيض المتوسط، حيث تطلق أنقرة محورها الخاص في المنطقة ضد محور (اليونان، قبرص، مصر، فرنسا) خصوصا أن أوجه التعاون بين البحريتين تدريبات منتظمة وزيارات للموانئ وبرامج تدريب متبادلة وتعاون استخباراتي.
على الجانب الآخر، تخطط تركيا لإنشاء قاعدة عسكرية في أذربيجان، على الرغم من نفيها قيامها بذلك، حيث سيقيم الأتراك قاعدة لطائرات دون طيار في مدينة كنجه، بينما سينشرون رادارات في غابالا، وسيراقبون البحر الأبيض المتوسط وبحر قزوين والداخل الإيراني. وتسعى تركيا إلى دعم نفوذها في جنوب آسيا وآسيا الوسطى لبناء منافذ جديدة لاقتصادها الإخواني، عبر تحالفات متعددة ضمن خطة أوسع تشمل تمددا في المناطق الرخوة من آسيا الوسطى وحتى باكستان، وتسعى من خلالها إلى توسيع نطاق نفوذها وحضورها السياسي والاقتصادي والعسكري إلى جانب الالتفات إلى مراكز صناعة القرار في باكستان وصناعة لوبي في الهند، حيث أصدرت وكالة زي نيوز الهندية في 13 أغسطس 2020 تقريرا أشارت فيه إلى أن أسلوب المدارس التابعة لتركيا شديد الشبه بالمدارس الدينية الباكستانية التي أخرجت حركة طالبان، وأن مدارس المديرية التركية تواصلت مع زعماء الإسلام السياسي في الهند من أجل تشكيل ذراع تركية داخل الجمهورية الهندية، إضافة إلى سعى أردوغان لتشكيل محور تركي باكستاني مناوئ للهند. طالبان التركية الإخوانية كما أطلق عليها الهنود تعمل أيضا داخل باكستان ولها العديد من المساجد التي بدأت ترث دور المدارس الدينية الباكستانية. إنها «طالبان إخوان أردوغان».. القوة التخريبية الناعمة تتغلغل.
وفي خضم التحولات غير المسبوقة التي تشهدها المنطقة، وما يجري من أحداث متقلّبة في العالم، يعيد النظام التركي تموضعه في مناطق جديدة والعمل بتماهٍ عالٍ مع منظمات المجتمع المدني وإنشاء تحالفات جديدة لتكريس الصورة للفكر الإخواني التي تشكَّلت بوضوح في أهداف أردوغان وتطلّعه لزعامة العالم الإسلامي، وشعوره بأن نفوذه لن يتمّ إلا بالسيطرة على العالم الإسلامي؛ وهو بمثابة حلم إبليس في الجنة. ومؤخرا عقد في إسلام أباد اجتماع لوزراء خارجية أذربيجان وتركيا وباكستان. ووقعت الأطراف الثلاثة على عدد من الاتفاقيات في مجال التعاون العسكري التقني، وإجراء مناورات عسكرية بمشاركة قوات الدول الثلاث.. وتستثمر تركيا قدرتها في إظهار الدعم السياسي والعسكري لهذه الدول في غياب اهتمام دولي بهذه المناطق وقضاياها.
وتساءل المراقبون إن كان هذا التحالف الثلاثي لمواجهة الهند، أو روسيا؟ وما هي مهام هذا المحور الثلاثي الجيوسياسي والدفاعي الجديد بعد أن أظهرت تركيا دعما واضحا لأذربيجان في معارك إقليم ناغورني قره باغ التي ساهمت مُسَيّراتها في حسم المعركة عسكريا. وتراهن أنقرة على أن الدعم الذي قدمته لباكو سيرسل إشارات إيجابية لدول إسلامية أخرى في القوقاز تدفعها إلى الرهان على التحالف مع تركيا لمناقشة ملفات على أهمية أمنية استراتيجية عالية.
وكحلفاء عسكريين مقربين حافظت تركيا على علاقات استراتيجية مع البحرية الباكستانية من خلال تصنيع سفن حربية. وبحسب المراقبين فإن هناك تطلعات واضحة لتركيا مع خلال التعاون الاستراتيجي مع البحرية الباكستانية في بحر إيجه والبحر الأبيض المتوسط، حيث تطلق أنقرة محورها الخاص في المنطقة ضد محور (اليونان، قبرص، مصر، فرنسا) خصوصا أن أوجه التعاون بين البحريتين تدريبات منتظمة وزيارات للموانئ وبرامج تدريب متبادلة وتعاون استخباراتي.
على الجانب الآخر، تخطط تركيا لإنشاء قاعدة عسكرية في أذربيجان، على الرغم من نفيها قيامها بذلك، حيث سيقيم الأتراك قاعدة لطائرات دون طيار في مدينة كنجه، بينما سينشرون رادارات في غابالا، وسيراقبون البحر الأبيض المتوسط وبحر قزوين والداخل الإيراني. وتسعى تركيا إلى دعم نفوذها في جنوب آسيا وآسيا الوسطى لبناء منافذ جديدة لاقتصادها الإخواني، عبر تحالفات متعددة ضمن خطة أوسع تشمل تمددا في المناطق الرخوة من آسيا الوسطى وحتى باكستان، وتسعى من خلالها إلى توسيع نطاق نفوذها وحضورها السياسي والاقتصادي والعسكري إلى جانب الالتفات إلى مراكز صناعة القرار في باكستان وصناعة لوبي في الهند، حيث أصدرت وكالة زي نيوز الهندية في 13 أغسطس 2020 تقريرا أشارت فيه إلى أن أسلوب المدارس التابعة لتركيا شديد الشبه بالمدارس الدينية الباكستانية التي أخرجت حركة طالبان، وأن مدارس المديرية التركية تواصلت مع زعماء الإسلام السياسي في الهند من أجل تشكيل ذراع تركية داخل الجمهورية الهندية، إضافة إلى سعى أردوغان لتشكيل محور تركي باكستاني مناوئ للهند. طالبان التركية الإخوانية كما أطلق عليها الهنود تعمل أيضا داخل باكستان ولها العديد من المساجد التي بدأت ترث دور المدارس الدينية الباكستانية. إنها «طالبان إخوان أردوغان».. القوة التخريبية الناعمة تتغلغل.