كتاب ومقالات

اللي ما عنده «كيرم» يشتري !

محطات

ريهام زامكه

(افتتاحية):

يا زمان العجايب وش بعد ما ظهر

كل ما قلت هانت جدّ علمٍ جديد.

يا أهلاً بالحبايب، صباحكم علمٍ سعيد، وحياة وردية، وعيشة هنيّة، بعيدة عن (غثاثة) أخبار كورونا وبناتها، وأحفادها، وسلالتها، ولقاحاتها، وكماماتها، وإجراءاتها الاحترازية، وموجتها الثانية، وأبعادها الاجتماعية.

الحياة حلوة فلماذا يلتزم البعض بالإجراءات الاحترازية؟ لماذا يأخذون بتحذيرات وزارة الصحة بجديّة ومسؤولية؟ لماذا يوقظون (ضمائرهم) من سُباتها العميق؟ لماذا يرتدون كمامة (تكتم) على أنفاسهم؟ لماذا يتباعدون عند اللقاء بأحبائهم؟ لماذا لا يتعانقون ويأخذونهم بالأحضان والقُبلات؟!

التقوا، وتحاضنوا، ولا تتباعدوا، ترى العُمر مَرة فسيروا على مبدأ «محدش واخذ منها حاجة»!

تكدسوا في المولات التجارية، وتجمعوا في المطاعم، ولا تحترزوا في المساجد وصالات الأفراح ومجالس العزاء، اقطعوا تذاكر للسينما واذهبوا وشاهدوا أفلامكم المُحببة دون تباعد أو كمامات، لدينا أيضاً مثل حجازي شهير يقول:

«كنّس بيتك ورشّوا ما تدري مين يخشوا» وتطبيقاً لما ورد كنسّوا بيوتكم، ورحبوا بمن (يخشُوا)، وتجمعوا بأعداد كبيرة صغاركم على كباركم، لا تتركوا بينكم وبينهم ولا (شِبّر)، وخالطوا كبار السِن، بدون وقاية واحتياطات صحية، فتحديثات وزارة الصحة مُبشرة بالخير وتقول:

«لقد رصدنا في الأيام الماضية زيادة ملحوظة وارتفاعاً مستمراً في أعداد الإصابة بفايروس كورونا بنسبة 200% وهذا مقلق جداً، وكانت من أهم أسبابها (التجمعات) بكل أنواعها، واذا استمر التهاون في التجمعات وعدم تطبيق الإجراءات الوقائية سندخل في خطر الموجة الثانية والإجراءات المشددة».

وفي الواقع و(على بلاطة) السبب الرئيسي لزيادة عدد الإصابات هو (الاستهتار والإهمال)، فكلما قطعنا شوطاً أعادنا المُستهترون أشواطاً عديدة!!

فالغالبية نَسوا أو تناسُوا أن الجائحة مازالت مُستمرة ولم تنتهِ، وإذا ظل الحال على ما هو عليه فلن تنتهي قبل أن تقضي علينا.

معالي وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة قال:

«تحدٍ كبير واجهناه سوياً، وقطعنا فيه أشواطاً، وكان له في ذاكرتنا مكان، ورجاءً من القلب بأن لا نسمح لهذا التحدي بأن يحضر من جديد».

ومن فينا يا تُرى يستطيع أن ينسى تلك الأيام (المهببة)، لذا رجاءً من (العقل) أفيقوا، وكونوا بحجم المسؤولية، واستوعبوا حجم التحدي والخطر الذي يحف بنا من جميع الاتجاهات، ودعونا نتكاتف بالتباعد الاجتماعي لنعود ونأخذ بعضنا بالأحضان ونُغني:

«الحياة بقى لونها بمبي، وأنا جمبك وأنت جمبي».

ولا تصدقوا (كذبي) المُتعمد في بداية هذا المقال حتى لا تستيقظوا -لا سمح الله- على مرض أو فقد أحد أحبتكم، فالحياة فعلاً جميلة، بل ورائعة لكن بوجود من نُحب حولنا وهُم بصحة وسلامة.

وبناءً عليه وإخلاءً لمسؤوليتي الأدبية والمُجتمعية؛ من كان لديه إذن من طين وأخرى من عجين أقول الله يعيّننا عليكم، في الأخير «إيش تاخذ القرعة من كَدّ الأمشاط»!

(خِتام):

اللي ما عنده (كيرم) يشتري.

Rehamzamkah@yahoo.com