محمد توفيق بلّو.. بين فقدان «البصر» ووِجْدان «البصيرة».. مراوغة ألم
السبت / 24 / جمادى الآخرة / 1442 هـ السبت 06 فبراير 2021 22:38
طالب بن محفوظ (جدة) talib_mahfooz@
وسط «حي الكَنْدَرة» بالمدينة العَبِقة الموجودة منذ الألفية الأولى قبل الميلاد «جُدَّة»؛ وُلِد بداية الستينات الميلادية.. وفي مدينة «سانت لويس» بولاية «ميزوري» الأمريكية؛ عاش وأسرته جانباً من طفولته برفقة أبيه المبتعث للدراسة.. وبين حيي الشَرَفيَّة والبغدادية وسط «العروس»؛ تربى وإخوته الخمسة يتيماً بدار جَدِّه لأُمِّه «طاهر زمخشري» لوفاة والدهم.. ومن عشرين عاماً بين يدي ذلك الأديب والشاعر والإعلامي؛ رسم آفاق طموحاته واستشرف قادم مستقبله.. إنه محمد توفيق بلو.
في كنف أمِّه «سميرة زمخشري»؛ صُبّت ملَكَة فكره وصلابته.. ومن بلد «العم سام» الشغوف به طفولةً وعلاجاً؛ اقترن بزوجة أمريكية وأنجبا ولدين.. ومن معلم ضربه وصَدَم رأسه بـ«السبُّورة» وأسال دم فمِه؛ أخفق عند «الرابعة الابتدائية»، وكاد تَرْك التعلُّم بلا رجعة.. وحين انتقل لمدرسته «العزيزية»؛ تجاوز الفشل بمرتبة «متفوق».
وبين ألم وفرح، وحزن ورضا، وإصرار وتميز؛ تجاوز فقدان «البصر» إلى وِجْدان «البصيرة».. وأمام تحديات زمن مؤلمة؛ استحضر «زقزقة» التفرد، واستجلب «زهزقة» الإنجاز.. ومع إصابته بـ«العمى» مطلع التسعينات الميلادية؛ قضى عامين في رحلة علاجية.. ومن رؤية استشرافية لـ«جوقة العميان» محلياً ودولياً؛ أسس جمعية «إبصار»، ونال «أوسكار» الإبداع للعربي.
عند مشواره مع القيد والتأليف؛ أطلق باكورة إصداراته «حصاد الظلام» في العام الثاني للألفية.. ولما راوغ ألم الحياة بالمشي الكتابي الطويل؛ كان كمثل صندوق خشبي قديم لا يفتح إلا بيده.. وفي نهج لتراجم «العميان» بسلسلته «رحلتي عبر السنين»؛ اتبع أسلوباً روائياً أدغم فن كتابة «السِّيَر الذاتية» بأدب الرحلات.ومع كتابات صحفية مُؤصِّلة في نشاط حيوي مجتمعي لمكافحة العمى والإعاقة البصرية وإعادة التأهيل؛ أخذ من الأديب «زمخشري» الأسلوب الأدبي الرفيع.. ومن عميد الأدب العربي «طه حسين»؛ استقى حالات كتابية مترادفة، وميزات تسجيلية مماثلة.. ومن طفولة مكثها في أمريكا؛ اقتبس لحبر قلمه حاجة الناس للاندماج المجتمعي ثقافياً واجتماعياً.
أما بدايات تلاشي نظر عينيه بعُمُر 25 ربيعاً؛ لم يندثر تفاؤله ولم يتوار أمله بفقد وظيفته الـ13 عاماً، مضيفاً وطاهياً جوياً ومدرباً للطهاة.. ولما ابتكر وجبة «الراكب الكفيف» بالطائرات؛ حصدت «الخطوط السعودية» جائزة عالمية.. ومن بذرة طموح دارت بذهنه؛ أراد تصميم نُظُم جديدة لتطوير العناية الجوية لذوي الإعاقة.
في كنف أمِّه «سميرة زمخشري»؛ صُبّت ملَكَة فكره وصلابته.. ومن بلد «العم سام» الشغوف به طفولةً وعلاجاً؛ اقترن بزوجة أمريكية وأنجبا ولدين.. ومن معلم ضربه وصَدَم رأسه بـ«السبُّورة» وأسال دم فمِه؛ أخفق عند «الرابعة الابتدائية»، وكاد تَرْك التعلُّم بلا رجعة.. وحين انتقل لمدرسته «العزيزية»؛ تجاوز الفشل بمرتبة «متفوق».
وبين ألم وفرح، وحزن ورضا، وإصرار وتميز؛ تجاوز فقدان «البصر» إلى وِجْدان «البصيرة».. وأمام تحديات زمن مؤلمة؛ استحضر «زقزقة» التفرد، واستجلب «زهزقة» الإنجاز.. ومع إصابته بـ«العمى» مطلع التسعينات الميلادية؛ قضى عامين في رحلة علاجية.. ومن رؤية استشرافية لـ«جوقة العميان» محلياً ودولياً؛ أسس جمعية «إبصار»، ونال «أوسكار» الإبداع للعربي.
عند مشواره مع القيد والتأليف؛ أطلق باكورة إصداراته «حصاد الظلام» في العام الثاني للألفية.. ولما راوغ ألم الحياة بالمشي الكتابي الطويل؛ كان كمثل صندوق خشبي قديم لا يفتح إلا بيده.. وفي نهج لتراجم «العميان» بسلسلته «رحلتي عبر السنين»؛ اتبع أسلوباً روائياً أدغم فن كتابة «السِّيَر الذاتية» بأدب الرحلات.ومع كتابات صحفية مُؤصِّلة في نشاط حيوي مجتمعي لمكافحة العمى والإعاقة البصرية وإعادة التأهيل؛ أخذ من الأديب «زمخشري» الأسلوب الأدبي الرفيع.. ومن عميد الأدب العربي «طه حسين»؛ استقى حالات كتابية مترادفة، وميزات تسجيلية مماثلة.. ومن طفولة مكثها في أمريكا؛ اقتبس لحبر قلمه حاجة الناس للاندماج المجتمعي ثقافياً واجتماعياً.
أما بدايات تلاشي نظر عينيه بعُمُر 25 ربيعاً؛ لم يندثر تفاؤله ولم يتوار أمله بفقد وظيفته الـ13 عاماً، مضيفاً وطاهياً جوياً ومدرباً للطهاة.. ولما ابتكر وجبة «الراكب الكفيف» بالطائرات؛ حصدت «الخطوط السعودية» جائزة عالمية.. ومن بذرة طموح دارت بذهنه؛ أراد تصميم نُظُم جديدة لتطوير العناية الجوية لذوي الإعاقة.