منوعات

مع موجة البرد.. استشاري يطلق وصايا مهمة لمرضى الروماتيزم

الدكتور ضياء الحاج

«عكاظ» (جدة)

دعا استشاري الروماتيزم وهشاشة العظام الدكتور ضياء الحاج حسين، مرضى الروماتيزم، إلى اتباع نصائح الطبيب المعالج في فصل الشتاء، مبيناً أن برودة الشتاء تجعل بعض الأمراض تزداد حدة، ولكن تختلف المعاناة من مرض إلى آخر، إلا ان الروماتيزم وآلامه تزداد حدة بشكل كبير في أشهر الشتاء.

وقال: "يعتقد كثير من الناس أن سبب الروماتيزم هو البرد والرطوبة، وهم يظنون أنهما ينفذان إلى العظام والمفاصل ويؤديان إلى تآكلها وإتلافها، والحقيقة غير ذلك؛ لأن أسباب أمراض الروماتزم كثيرة ومثبتة طبيًا،

إلا أننا ندرك أن التغيرات المناخية (البرد والرطوبة وانخفاض الضغط الجوي) لها تأثير سلبي عند بعض المرضى، بحيث تزيد من حدة الألم، كما أن لبعض المرضى حسا كبيرا بالتقلبات الجوية لدرجة أن منهم من يتنبأ بها قبل حدوثها، وإلى الآن لم يتم التوصل إلى تفسير مقنع لتأثير الطقس على الجسم".

وحول مرض الروماتيزم قال الدكتور ضياء: «مرض الروماتيزم هو عبارة عن حالة مزمنة من الالتهابات التي تصيب المفاصل وبعض الأجزاء الأخرى من الجسم، وفي حالة إهمال المرض أو زادت فترة علاجه تنتشر هذه الالتهابات في بعض المناطق الأخرى مثل الغضاريف والعظام والمفاصل، ويؤثر الروماتيزم في الكثير من الحالات على أعضاء ووظائف أخرى في الجسم، وهنا تكمن خطورة المرض، حيث يمكن أن يؤثر على أداء الرئتين أو الأوعية الدموية والقلب وبعض الوظائف الأخرى».

وتابع: «أثبتت بعض الإحصاءات الطبية إن نحو 1% من السكان في جميع دول العالم يعانون من مرض التهاب المفاصل الروماتويدي، كما أثبتت الإحصاءات أيضًا أن مرض الروماتيزم ومخاطر الإصابة به تزيد فرصتها عند النساء بنحو ثلاث مرات تقريبًا، وبالرغم من أن هذا المرض يمكن أن يصيب أي فرد في أي عمر لا يرتبط بيوم معين، إلا أنه يؤثر في أغلب الأحيان على الأشخاص الذي تراوح أعمارهم بين 25 و50 عاما».

وعن أسباب مرض الروماتيزم صرح بقوله: هناك بعض الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بهذا المرض ومنها: «الجهاز المناعي»، إذ يصاب الفرد بالروماتيزم بسبب مهاجمة الجهاز المناعي بطانة الأغشية وتوجد هذه البطانة حول المفاصل، ويطلق عليها الغشاء الزلالي لذلك يشعر المريض بالألم في المفاصل والعظام، ومن الأسباب أيضا «ضعف الأربطة» إذ يحدث الروماتيزم نتيجة لحدوث ضعف في الأربطة والأوتار التي تتصل بالمفاصل، وبالتالي يؤثر هذا الضعف في المفاصل ويجعلها تفقد وظائفها الحيوية وقدرتها، كما أن من الأسباب «الالتهابات» إذ يؤدي نقص الغشاء الزلالي إلى الإصابة ببعض الالتهابات، ومن ثم يتم التأثير على العظام والغضاريف والتي توجد في المفاصل، كما أن من أسباب الإصابة بالروماتيزم «الفايروسات» إذ إن بعض أنواع الفايروسات والبكتيريا قد تكون سببا رئيسيا في الإصابة به، كما تتسبب «الوراثة» بالإصابة بالمرض، إذ إن وجود تاريخ عائلي لمرض الروماتيزم قد يزيد من فرص الإصابة به لدى الأبناء والنسل القادم.

وحول خطورة مرض الروماتيزم أفاد بقوله: في وقتنا الحاضر تم تطوير العديد من العلاجات التي تجعل علاج هذا المرض من الأشياء السهلة، ولكن هناك مجموعة من العوامل هي التي تجعل الروماتيزم خطير ويهدد الحياة، ومن هذه العوامل: إذا تجاوز المريض سن الـ50 عاما كان المرض خطيرا، وكذلك «التدخين» من العوامل التي تزيد من خطر الروماتيزم على الشخص المريض، وإضافة إلى ذلك تزيد «السمنة» أيضًا من خطر الروماتيزم.

وفيما يتعلق بالعلاج، خلص الدكتور ضياء بقوله: عند الإصابة بمرض الروماتيزم والتشخيص الصحيح المؤكد لابد من البدء في مرحلة العلاج بشكل سريع حتى لا تزيد فرص حدوث مخاطر ومضاعفات الروماتيزم في الجسم، ومن طرق العلاج المختلفة التي يتبعها الطبيب: قيامه بكتابة مجموعة من الأدوية التي تعمل على علاج الروماتيزم، ويتم تناول بعض المسكنات التي تخفف من الآلام الناتجة من الروماتيزم، وتناول بعض الأدوية الخاصة التي تعمل على علاج الروماتيزم وحماية باقي المفاصل من انتشار المرض فيها، وتناول بعض الأدوية التي تعمل على تقوية المفاصل والأوتار والعظام.

وتابع: في بعض الحالات يتم اللجوء إلى الطريق الجراحي وإجراء بعض العمليات التي تتمثل في استبدال المفاصل المصابة بالروماتيزم بمفاصل سليمة، أو عمليات إصلاح الوتر حول المفصل، وفي بعض الحالات التي تصاب ببعض الاضطرابات النفسية يتم النصح من قبل الطبيب بتناول بعض الأدوية التي تعالج هذه الاضطرابات وتقضي على الأرق والاكتئاب، وجميع هذه الأدوية وطرق العلاج تتم تحت إشراف الطبيب المعالج، ويجب على المريض عدم تناول مسكن أو أي علاج من تلقاء نفسه دون روشتة طبية من الطبيب.