أخبار

وزير الخارجية: الدول المتأثرة بتهديدات إيران طرف أصيل في المفاوضات الدولية

أكد حرص المملكة على وحدة ليبيا.. وحذر من خطورة التدخلات الإقليمية فيها

وزير الخارجية ملقيا كلمة المملكة

يوسف عبدالله (جدة) Yosef_abdullah@

أكد وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، حرص المملكة العربية السعودية على وحدة وسيادة وسلامة الأراضي العربية، ورفضها المساس باستقرار المنطقة، ومساندتها ودعمها للحلول السياسية السلمية لحل الأزمات، مشددا على أهمية أن تكون الدول الأكثر تأثرا بالتهديدات الإيرانية طرفا أصيلا في أي مفاوضات دولية مع النظام الإيراني حول برنامجها النووي وبقية نشاطها المهدد للأمن في المنطقة.

جاء ذلك في كلمة المملكة التي ألقاها اليوم (الاثنين) وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان في اجتماع وزراء الخارجية العرب، وفي ما يلي نصها:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يطيب لي في البداية أن أشكر كلا من جمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية على دعوتهما لعقد هذا الاجتماع المهم لمناقشة تطورات الأوضاع في المنطقة، وإحياء عملية السلام.

كما أتقدم بالشكر والتقدير لجميع الدول التي أيدت ذلك، وحضورنا اليوم يؤكد للجميع أن الدول العربية متكاتفة ولها صوت واحد في قضاياها الأساسية.

أصحاب السمو والمعالي:

يعيش وطننا العربي العزيز أوضاعا بالغة الحساسية، مما يؤكد أهمية وضرورة تعزيز العمل العربي المشترك، وبالرغم من هذه التحديات مازلنا متمسكين بمواقفنا الثابتة تجاه قضايانا المركزية، التي تأتي القضية الفلسطينية على رأسها، حيث تؤكد المملكة على موقفها الثابت بوقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني، ودعمها لجميع الجهود الرامية إلى الوصول إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، وتؤكد أن السلام هو خيار إستراتيجي يضمن استقرار المنطقة، وإننا إذ ندعو المجتمع الدولي لبذل المزيد من الجهود لإحياء عملية السلام التي تحقق إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، لنجدد رفضنا لجميع ممارسات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني وأراضيه المحتلة.

الإخوة الكرام:

تؤكد بلادي على اهتمامها وحرصها على وحدة وسيادة وسلامة الأراضي العربية، ورفضها المساس باستقرار المنطقة، وتساند وتدعم الحلول السياسية السلمية لحل الأزمات، كما نؤكد أهمية الرفع من مستوى العمل العربي المشترك لمواجهة تلك التحديات، بما في ذلك تطوير آليات عمل الجامعة العربية.

أصحاب السمو والمعالي:

ترحب المملكة بتنفيذ الأطراف اليمنية لاتفاق الرياض، وتثمن حرص الأطراف اليمنية على إعلاء مصلحة اليمن، وتحقيق تطلعات شعبه لإعادة الأمن والاستقرار، وتؤكد أن تنفيذ اتفاق الرياض خطوة مهمة في سبيل بلوغ الحل السياسي وإنهاء الأزمة اليمنية، وتجدد بلادي رفضها لما تشكله مليشيا الحوثي المدعومة من إيران من تهديد لأمن واستقرار اليمن، وما تقوم به من أعمال عدائية من خلال هجماتها المتكررة بالصواريخ والطائرات المسيرة التي تستهدف المناطق المدنية الآهلة بالسكان، والمطارات والمرافق والمنشآت المدنية في المملكة.

أما في ما يخص الأزمة الليبية، فنؤكد حرصنا على وحدة ليبيا، وسلامة أراضيها، ونحذر من خطورة التدخلات الإقليمية فيها، ونجدد دعمنا لمخرجات مؤتمر برلين وبنود إعلان القاهرة، وترحيبنا بنتائج التصويت على تشكيل السلطة التنفيذية الليبية الجديدة، معربين عن تطلعنا في أن تحقق هذه الخطوة الأمن والاستقرار والازدهار في ليبيا.

كما تدعم المملكة الأشقاء في العراق لتحقيق الاستقرار على كافة الأصعدة، وتحث المجتمع الدولي على قيامه بمسؤولياته لضمان تحقيق ما يتطلع له الشعب العراقي وحماية مصالحه بعيدا عن التدخل في شؤونه الداخلية.

الإخوة الكرام

إن من أخطر التهديدات التي تواجهها منطقتنا العربية، ما يقوم به النظام الإيراني من تجاوزات مستمرة للقوانين والمواثيق والأعراف الدولية، بتهديده أمن واستقرار دولنا، والتدخل في شؤونها الداخلية ودعم المليشيات المسلحة التي تبث الفوضى والفرقة والخراب في كثير من الدول العربية، وما يشكله البرنامج النووي الإيراني من خطر محدق بالأمن الإقليمي، وكذلك برنامجها للصواريخ الباليستية، ومازلنا نطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته إزاء ما تشكله هذه الممارسات العدائية من تهديد للأمن والسلم الدوليين، وفي هذا الإطار نؤكد أهمية أن تكون الدول الأكثر تأثرا بالتهديدات الإيرانية طرفا أصيلا في أي مفاوضات دولية مع النظام الإيراني حول برنامجها النووي وبقية نشاطها المهدد للأمن في المنطقة.

وختاما، أدعو الله أن يتكلل اجتماعنا بالتوفيق والنجاح، وأن نكون دوما عونا وإخوة مجتمعين على بناء مستقبل واعد للأجيال القادمة في وطننا العربي

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته