المرأة عبر العصور
الجمعة / 30 / جمادى الآخرة / 1442 هـ الجمعة 12 فبراير 2021 01:06
أسامة يماني
كسبت المرأة الكثير من المكاسب في العصر الحديث. لأن المرأة تعتبر البنية الأساسية التي تؤثر بشكل كبير في المجتمع، وفي تقدمه، فهي مربية الأجيال ونصف المجتمع، وهي شطر النفس الإنسانية صانعة الجنس البشري، وقد اختلفت نظرة الرجل للمرأة عبر العصور والحضارات.
ففي الحضارة الفرعونية تبوأت المرأة الفرعونية المرتبة الأولى بين الحضارات الإنسانية من حيث معاملتها وتقديرها، فكانت المرأة الفرعونية لها الحق في الورث، والتملك، كما كانت تتولى أمر أُسرتها في غياب زوجها، وكان المصريون الفراعنة يعتقدون أن المرأة أكثر كمالاً من الرجل، وكان الزوج يكتب كل ما يملك من عقارات لزوجته. وكان الأطفال ينتسبون لأمهاتهم لا لآبائهم، كما كانت القوامة للمرأة على زوجها لا للرجل على زوجته، وعلى الزوج أن يتعهّد في عقد الزواج أن يكون مطيعا لزوجته في جميع الأمور.
أما المرأة عند الإغريق فقد اعتبرت كالشجرة المسمومة، قال عنها الفيلسوف سقراط: «إنَّ وجودَ المرأة هو أكبر منشأ ومصْدر للأزمة والانهيار في العالَم، إنَّ المرأة تُشبه شجرةً مَسْمومة، حيث يكون ظاهرها جميلاً، ولكن عندما تأكل منها العصافير تموت حالاً».
المرأة عند الرومان كانت تعتبر متاعاً يتصرف فيه الرجل فهي مملوكة له، خاضعة لسلطته. يقول جايوس «توجب عاداتنا على النساء الرشيدات أن يبقين تحت الوصاية لخفة عقولهن». وكان يوضع قفل على فم النساء لكي لا يتكلمن. وقد كان الطلاق متفشياً، يقول الفيلسوف الرومانى الشهير سينيكا يندب كثرة الطلاق بين بني جلدته «لم يعد الطلاق اليوم شيئا يندم عليه أو يستحيا منه في بلاد الرومان وقد بلغ من كثرته وذيوع أمره أن جعل النساء يعدون أعمارهن بأعداد أزواجهن».
المرأة عند الفرس كانت تنفى في وقت الطمث خارج المدينة ولا تتم مخالطتها، وحقوقها في الميراث مسلوبة. وزواج المحارم لا قيد عليه، حتى أن يزدجر الثاني الذي حكم في أواسط القرن الخامس تزوج من ابنته ثم قتلها، وبهرام جوبين الذي حكم في القرن السادس تزوج من أخته.
أما المرأة في ظل الحضارة الإسلامية فقد تباين مركزها الاجتماعي وحقوقها من فترة زمنية لأخرى ومن منطقة لأخرى. في حين غلبت المفاهيم الذكورية في صياغة الأحكام الفقهية. فتأثرت بذلك حقوق المرأة. ويجدر التنويه إلى الخلط الكبير الذي يحصل عند كثير من الناس بين الإسلام الذي هو هدي إلهي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وبين الفقه الناتج عن مجهود بشري، قائم على استنباط الأحكام العمليّة من أدلّتها التفصيليّة، لذا فإن نقد الاجتهاد الفقهيّ أمر قابل للنقد وإعادة النظر لأنه عمل بشري.
المرأة هي الأم والزوجة والأخت والبنت والخالة والعمة. هي التأريخ الذي يظهر حضارة الإنسانية وتطورها وأخلاقياتها. وكلما ارتقت المجتمعات بحقوق المرأة ازدادت تقدماً وحضارة وإنسانية.
كاتب سعودي
com.yamani.osama@gmail
ففي الحضارة الفرعونية تبوأت المرأة الفرعونية المرتبة الأولى بين الحضارات الإنسانية من حيث معاملتها وتقديرها، فكانت المرأة الفرعونية لها الحق في الورث، والتملك، كما كانت تتولى أمر أُسرتها في غياب زوجها، وكان المصريون الفراعنة يعتقدون أن المرأة أكثر كمالاً من الرجل، وكان الزوج يكتب كل ما يملك من عقارات لزوجته. وكان الأطفال ينتسبون لأمهاتهم لا لآبائهم، كما كانت القوامة للمرأة على زوجها لا للرجل على زوجته، وعلى الزوج أن يتعهّد في عقد الزواج أن يكون مطيعا لزوجته في جميع الأمور.
أما المرأة عند الإغريق فقد اعتبرت كالشجرة المسمومة، قال عنها الفيلسوف سقراط: «إنَّ وجودَ المرأة هو أكبر منشأ ومصْدر للأزمة والانهيار في العالَم، إنَّ المرأة تُشبه شجرةً مَسْمومة، حيث يكون ظاهرها جميلاً، ولكن عندما تأكل منها العصافير تموت حالاً».
المرأة عند الرومان كانت تعتبر متاعاً يتصرف فيه الرجل فهي مملوكة له، خاضعة لسلطته. يقول جايوس «توجب عاداتنا على النساء الرشيدات أن يبقين تحت الوصاية لخفة عقولهن». وكان يوضع قفل على فم النساء لكي لا يتكلمن. وقد كان الطلاق متفشياً، يقول الفيلسوف الرومانى الشهير سينيكا يندب كثرة الطلاق بين بني جلدته «لم يعد الطلاق اليوم شيئا يندم عليه أو يستحيا منه في بلاد الرومان وقد بلغ من كثرته وذيوع أمره أن جعل النساء يعدون أعمارهن بأعداد أزواجهن».
المرأة عند الفرس كانت تنفى في وقت الطمث خارج المدينة ولا تتم مخالطتها، وحقوقها في الميراث مسلوبة. وزواج المحارم لا قيد عليه، حتى أن يزدجر الثاني الذي حكم في أواسط القرن الخامس تزوج من ابنته ثم قتلها، وبهرام جوبين الذي حكم في القرن السادس تزوج من أخته.
أما المرأة في ظل الحضارة الإسلامية فقد تباين مركزها الاجتماعي وحقوقها من فترة زمنية لأخرى ومن منطقة لأخرى. في حين غلبت المفاهيم الذكورية في صياغة الأحكام الفقهية. فتأثرت بذلك حقوق المرأة. ويجدر التنويه إلى الخلط الكبير الذي يحصل عند كثير من الناس بين الإسلام الذي هو هدي إلهي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وبين الفقه الناتج عن مجهود بشري، قائم على استنباط الأحكام العمليّة من أدلّتها التفصيليّة، لذا فإن نقد الاجتهاد الفقهيّ أمر قابل للنقد وإعادة النظر لأنه عمل بشري.
المرأة هي الأم والزوجة والأخت والبنت والخالة والعمة. هي التأريخ الذي يظهر حضارة الإنسانية وتطورها وأخلاقياتها. وكلما ارتقت المجتمعات بحقوق المرأة ازدادت تقدماً وحضارة وإنسانية.
كاتب سعودي
com.yamani.osama@gmail