أخبار

جرعة واحدة للمتعافين.. تكفي

العلماء يبدأون أبحاثاً لتطوير لقاح ضد جميع أمراض «عائلة كورونا»

روسيتان تخضعان للتطعيم بمركز تجاري في موسكو.

ياسين أحمد (لندن) OKAZ_online@

تمضي الحرب على كوفيد-19 قدماً في أرجاء العالم، رافعة أقوى الأسلحة ضد الوباء الذي أصاب أكثر من 108 ملايين نسمة، قتل منهم أكثر من مليوني شخص، وهو اللقاح. غير أنها كأي حرب حقيقية ستبرز فيها قيادات في بعض الجبهات تحاول أن تبتكر حلولاً تقود إلى النصر بأقرب الطرق. فقد أعلنت الهيئة العليا للصحة في فرنسا الليل قبل الماضي، أنه يمكن الاكتفاء بإعطاء جرعة واحدة من اللقاح للأشخاص الذين أصيبوا بمرض كوفيد-19، وتعافوا منه. وبررت ذلك بقولها إن المتعافين تتطور لديهم قدرة في جهاز المناعة على التعرف إلى فايروس كورونا الجديد، ومن ثم كيفية محاربته. ولذلك اعتبرت أن جرعة وحيدة من اللقاح ستكون كافية لضمان حمايتهم. وإذا تم تطبيق هذه التوصية، فمن شأن ذلك أن يؤدي الى تسريع برنامج التطعيم في فرنسا. علماً أن اللقاحات الثلاثة المرخصة في فرنسا، وهي أسترازينيكا، وموديرنا، وفايزر-بيونتك، صممت على أساس إعطائها من خلال جرعتين، تفصل بينهما أسابيع عدة. فقد أكدت التجارب السريرية أن الطريقة الوحيدة لضمان زيادة المناعة ضد الإصابة بالفايروس إلى المستوى الأقرب للكمال تكون من خلال إعطاء الشخص جرعتين. ويذكر أن العلماء في كلية جبل سيناء الطبية في نيويورك بدأوا أخيراً دراسات في تأثير اللقاحات على الأشخاص الذين تعافوا من الإصابة بمرض كوفيد-19. وأشارت دراساتهم -بعد فحص ومتابعة 109 أشخاص حصلوا على التطعيم- أن من سبقت إصابتهم بكوفيد-19 ارتفع مستوى الأجسام المضادة للفايروس لديهم 10-20 مرة بعد إعطائهم الجرعة الأولى من اللقاح. وحافظت أجسامهم على مستوى من الأجسام المضادة بعد إعطائهم الجرعة الثانية أعلى ممن لم تتم إصابتهم في السابق. وعلى رغم أن الدراسة شملت عينة صغيرة العدد، إلا أن علماء كلية جبل سيناء يقولون إن ما توصلوا اليه يدل على أن الاكتفاء بجرعة وحيدة من اللقاح للمتعافين لن يكون تأثيره سالباً.

وعلى صعيد ذي صلة؛ نسبت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس، إلى مدير شعبة الأمراض المُعدية الطارئة بمستشفى والتر ريد العسكري الأمريكي الدكتور كايفون مُجرَّد قوله إنه لا يوافق من يعتبرون أن التوصل إلى ابتكار لقاح مضاد لكوفيد-19 خلال أشهر، في حين تستغرق المسألة عادة عقوداً، يعد إنجازاً كبيراً وسريعاً. وأضاف أنه يتطلع إلى لقاح وحيد يمكن أن يصد جميع سلالات أسرة فايروس كورونا. وحذر من أن المستقبل سيشهد اندلاع أوبئة فايروسات كورونا بشكل متكرر، وإذا كان ابتكار لقاح سيتطلب عاماً أو عامين، فسيموت خلال هذه الفترة مئات آلاف الأشخاص. وأوضح الدكتور مجرد أنه ظل مع جمع من العلماء يطالبون بلقاح واحد يصد جميع الأمراض التي تتسبب بها عائلة فايروسات كورونا. وأكد أستاذ الطب بمعهد سكريبس للأبحاث في سان دياغو بكاليفورنيا البروفسور إريك توبول، أن الباحثين بدأوا فعلياً تجارب على حيوانات المختبر لإنتاج لقاح يصلح ضد جميع أمراض أسرة الفايروس التاجي (كورونا). ووصف تلك الأبحاث بأنها «واعدة». وعلى صعيد آخر، أشارت أبحاث أجراها علماء جامعة أكسفورد ببريطانيا أمس الأول، إلى أن عقار بلميكورت، الذي طورته شركة أسترازينيكا الدوائية لعلاج الربو، أدى إلى تقليص الحاجة الى تنويم المصابين بكوفيد-19 في المشافي. وبلغت نسبة ذلك 90% خلال فترة الدراسة التي استغرقت 28 يوماً، باستخدام هذا البخاخ الذي يسمى أيضاً بوديسونايد. ولوحظ أن المصابين الذين تطوعوا لهذه الدراسة تعافوا سريعاً من الحمى الملازمة للإصابة. وقالت قائدة البحث الدكتورة منى بافاضل إنها سعيدة جداً بتحقيق تلك النتائج الطيبة، من خلال استخدام بخاخ هرموني متاح في الأسواق على نطاق واسع. وفي سياق ذي صلة؛ قال مسؤولون صحيون في ملبورن، عاصمة مقاطعة فكتوريا الأسترالية أمس الأول، إنهم اكتشفوا أن إصابة 11 شخصاً الخميس الماضي بسلالة كنت البريطانية، من فايروس كورونا الجديد، نجمت عن استخدام شخص في مركز للعزل الصحي بخاخاً لمعالجة حالته الصحية، ما أدى إلى تناثر جُزَيْئات الفايروس في الهواء نتيجة لعملية البخ. ونتيجة لذلك انتقل الفايروس من غرفة ذلك الشخص إلى الممرات، حيث أصيب به عمال مركز العزل الصحي.

لهذا السبب يمتنع بوتين عن التطعيم !

على رغم تصريحات مسؤولي الكرملين التي رحبت بفسح عدد من الدول اللقاح الروسي «سبوتنك»؛ إلا أنهم قالوا إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يتطعم به حتى الآن. وقال المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف (الجمعة) إن بوتين يجب أن يأخذ أولاً اللقاحات الأخرى، كاللقاح المضاد للإنفلونزا، والمضاد للالتهاب الرئوي، قبل أن يقرر الخضوع للقاح سبوتنك المضاد لكوفيد-19. وأوضح بيسكوف أن عدم خضوع الرئيس الروسي للقاح ضد الوباء الذي قتل أكثر من 162 ألف روسي يعزى إلى أن الأطباء ينصحون بألا تؤخذ لقاحات عدة في آنٍ معاً. وذكرت صحف موسكو أمس أن بوتين البالغ من العمر 68 عاماً قد يخضع للتطعيم في وقت لاحق قبل نهاية 2021. وقال بوتين لصحفيين روس إنه لا يريد أن يظهر أمام عدسات المصورين كـ«القرد»، وهو يشمر ساعده لإبرة اللقاح!