الأحمدي: رفع وعي المجتمع يعزز سرعة الاستجابة لمواجهة الكوارث
شارك في إعصار كاترينا وزلزال هايتي وفيضان أوكلاهوما
الثلاثاء / 04 / رجب / 1442 هـ الثلاثاء 16 فبراير 2021 14:48
«عكاظ» (جدة)
أكد استشاري جراحة الحوادث والإصابات الدكتور خالد الأحمدي أحد المتخصصين الذين جمعوا بين جراحة الإصابات وإدارة الكوارث، أن جراحة الإصابات من التخصصات الطبية النادرة والمعقدة وتحتاج إلى عديد من المهارات الجراحية في مختلف تخصصات الجراحة مثل جراحة الصدر وجراحة الأوعية الدموية، لكي يستطيع استشاري جراحة الإصابات المؤهل التعامل مع مختلف أنواع الإصابات والقيام بالعمليات الضرورية لإنقاذ حياة المريض دون الحاجة لاستدعاء استشاري في تخصص جراحة آخر عدا جراحة المخ والأعصاب، لأن عامل الوقت وعملية إيقاف النزيف تحدد مصير المصاب بعد الله سبحانه وتعالى، ولذلك نجد أن استشارى جراحة الإصابات يمتلك مهارات جراحية مميزة، إضافة إلى ذلك فإن جراحة الإصابات تتطلب العديد من العلوم والمهارات الإدارية في نظام الإصابات والمعرفة بأنظمة الاتصالات والمواصلات والنقل والمرور خصوصاً المعرفة الجيدة بطرق التعامل مع الإصابات المتعددة والحشود، لذلك لا بد لاستشاري جراحة الإصابات من تطوير الذات في نظام إدارة الكوارث.
وحول أهمية اكتساب المعرفة والخبرة في إدارة الكوارث قال الأحمدي: كما ذكرت فإن طبيعة العمل في جراحة الإصابات تجعل الطبيب يكتسب مهارات إدارية كثيرة نظراً للتعامل المستمر مع المواقف الحرجة والتي تحتاج قرارات صعبة، ولذلك وجدت أنه من الضروري أن أبدأ في تطوير هذه المهارات في مجال إدارة الكوارث، فالتحقت بعدة دورات بالولايات المتحدة الأمريكية حتى حصلت على شهادات عديدة في إدارة وتدريب الكوارث، ثم شاركت في كوارث طبيعية عديدة داخل وخارج الولايات المتحدة الأمريكية، منها إعصار كاترينا عام ٢٠٠٥ وزلزال هايتي عام ٢٠١٠ وفيضان أوكلاهوما ٢٠١٥ واكتسبت منها العديد من الدروس في التعامل مع الكوارث خصوصاً أهمية رفع مستوى الوعي العام للمجتمع ودوره الفعال في التقليل من أضرار الكوارث، وخلال هذه الفترة وبفضل الله ثم دعم القيادات في وطننا، تمكنت من تأسيس إحدى أفضل الدورات في التدريب على الكوارث والتابعة للكلية الأمريكية للجراحين، ومن ثم انتشرت الدورة وتم تأهيل مدربين وتأسيس الدورة في أماكن عديدة داخل وخارج المملكة العربية السعودية.
وخلص الدكتور الأحمدي إلى القول: «التعامل مع الكارثة يحتاج إلى تعاون الجميع وليس فقط فئة معينة، فالكل له دوره في تجنب الكارثة أو التقليل من أضرارها، ولذلك تجد أنظمة التعامل مع الكوارث في جميع القطاعات في أي دولة، فهناك الكثير من الجهد لتحسين مثل هذه الأنظمة، ولكن لا بد من رفع مستوى وعي المجتمع بنوعية الكوارث وكيفية حدوثها والتعامل معها، فعديد من الكوارث خصوصاً المنزلية تحدث نتيجة إما الإهمال أوعدم المعرفة بالمخاطر وكيفية تجنبها، وكذلك كوارث الطرق والقطاعات الصناعية وغيرها، ولهذا تجد أن دول أمريكا الشمالية ترّكز بشدة على نشر الوعي في هذا المجال عن طريق مواقع إلكترونية تتحدث إلى العامة عن دورهم في الاستجابة للكوارث، وأهمية هذا الدور في احتواء أو منع الكارثة والتقليل من أضرارها، وأفضل مثال متكرر يذكر هنا هو دور المجتمع عند حدوث فيضان نتيجة الأمطار أو اندلاع حريق كبير أو كوارث الحشود، فدور المجتمع في هذا النوع من الكوارث جداً مهم ويشكل جزءاً كبيراً من منظومة عوامل الاستجابة الناجحة للكارثة».
.