«NAIAC» يعود للواجهة.. استرضاء الأعداء.. على حساب الحلفاء
جواسيس الدولة العميقة.. ظاهرهم طائفي وباطنهم إرهابي
الجمعة / 07 / رجب / 1442 هـ الجمعة 19 فبراير 2021 01:24
فهيم الحامد (الرياض) Falhamid2@
في نظام ديموقراطي عتيد مثل الولايات المتحدة، تلعب جماعات المصالح، أو ما يعرف بجماعات الضغط (اللوبيات) دورا كبيرا في توجيه السياسة الأمريكية باتجاه مصالح معينة عبر الاستفادة من الحرية الممنوحة لتشكيل هذه الجماعات. ويعتبر اللوبي الإيراني في الولايات المتحدة الأمريكية (المجلس الوطني الإيراني الأمريكي) والمعروف باسم (ناياك)، والذي أسسه تريتا بارسي وكان له دور كبير في إقناع أوباما بالاتفاق النووي عام 2015، هو واحد من جماعات الضغط التي نجحت خلال السنوات الثماني إبان حكم أوباما للتأثير على صناعة القرار في البيت الأبيض، ونجح أيضا في تغيير بوصلة إدارة أوباما في دعم النظام الإيراني وتغيير قواعد اللعبة بدعم كامل من إدارة أوباما، حيث كانوا يملأون جنبات وزارة الخارجية والبيت الأبيض في عهده. وأضحت الخارجية مقرا للإيرانيين من كبار الموظفين إلى صغارهم.. ومن الواضح أن اللوبي الإيراني (ناياك) خرج من القمقم بعد مكوثه 4 سنوات كخلية نائمة ولكنها نشطة في معاقلها داخل المدن الأمريكية، ليعود إلى الواجهة مجددا بعد بدء الإدارة الأمريكية الديموقراطية مهمات عملها في البيت الأبيض، كون نظام الملالي سعى منذ زمن بعيد لتكوين لوبي إيراني في الداخل الأمريكي يروج لنظام الثورة والدفاع عن بقائه ومصالحه، حيث أقام هذا اللوبي علاقات بالمؤسسات المختلفة التجارية والسياسية للتأثير على نوافذ صنع القرار بما يحقق مصالح الدولة ويحافظ عليها. وللّوبيات دور كبير في رسم السياسات، فأكثر من 40% من أعضاء الكونجرس يعملون في شركات اللوبي بعد التقاعد، ما يتيح لها خبرات كبيرة، ولتضخم دور اللوبيات توصلت إحدى الدراسات إلى أن اللوبيات أصبحت فعليا هي الحاكمة في أمريكا.
إعادة تموضع .. استدارة.. والتفاف
فرض وصول إدارة الرئيس جو بايدن إلى الحكم واقعا مختلفا مما أدى الى عودة «ناياك» مجددا إلى الواجهة في واشنطن بعد اختفائه فترة من الزمن، وعادت قياداته إلى الحراك ونشاط للوبيات داخل اروقة الكونجرس . وظهر ذلك جليا في إعادة تموضع الإدارة الجديدة في الملف الإيراني والأزمة اليمنية وإلغاء تصنيف الحوثي منظمة إرهابية. ويعمل «ناياك» في محيط العاصمة على عدة محاور من أبرزها، المحور السياسي والإعلامي، عبر دعمها كوادر الجالية لاختراق المجال السياسي والإعلامي واستمالة كثير من الباحثين والإعلاميين عبر المؤتمرات والندوات وورش العمل، كما أن النظام الإيراني تمكن من استغلال المنح الدراسية لتسريب عدد من كوادره المدربة لاختراق مراكز البحوث والإعلام والكونجرس.
ولعب جواد ظريف في فترة حكم محمود أحمدي نجاد دورا كبيرا في تأسيس «ناياك»، والذي تعود نشأته إلى نائب وزير الخارجية الإيراني السابق صادق خرازي الذي أقام في الولايات المتحدة بين عامي 1989 و1996، واضطلع بمهمة الربط بين مؤسسات غير حكومية ومنظمات سياسية ومدنية وشركات تجارية لها مصالح اقتصادية مشتركة مع طهران. كما لعبت قيادات «ناياك» المتغلغلة في الحزب الديموقراطي ومراكز صناعة القرار دورا محوريا لتسليط الضوء على اتفاقية البرنامج النووي الإيراني وتصدر اللوبي الإيراني في الولايات المتحدة المشهد السياسي في فترة حكم أوباما عبر محاولة الضغط من أجل كبح أي إجراء حازم ضد نظام الملالي، وتمرير الاتفاق ورفع التجميد لمليارات من الدولارات في أمريكا لتغذية المليشيات الطائفية الإيرانية. ويتمركز نفوذ اللوبي الإيراني في لوس أنجليس، حيث تعيش غالبية الجالية الإيرانية حتى أن البعض أطلق عليها «طهران أنجليس»، لكن هذا الوجود الكثيف على الساحل الغربي الثري هو ما وصل بالنفوذ إلى واشنطن على الساحل الشرقي، حيث البيت الأبيض والكونجرس.
وبجانب «ناياك»، يمتلك اللوبي الإيراني عددا من المؤسسات المهمة، من بينها المؤسسة الأقدم «بيناد علوي»، التي أسسها شاه إيران بهلوي عام 1973 في نيويورك، تحت اسم «بيناد بهلوي». ولعبت بعض الشخصيات في اللوبي الإيراني أهمية كبرى في تلك الفترة مثل أمير أحمدي رئيس المجلس الوطني الإيراني الأمريكي، وفريال جواشيري الكاتبة الخاصة للرئيس الأمريكي السابق أوباما. ولدى اللوبي شخصيات إيرانية نافذة في أمريكا، وجالية كبيرة، ومؤسسة مالية داعمة، كانت البنية التحتية لتأسيس أهم واجهة للّوبي الإيراني تتمثل في الدفاع عن نظام الملالي وضمان بقائه واستمراره من خلال التأثير على مراكز صنع القرار، ومحاولة رفع العقوبات الاقتصادية على طهران من خلال الضغط على الكونغرس والعودة للاتفاق النووي واستخدامها كأداة ناعمة داعمة لمشروعها الطائفي العدواني. وعاد فيه البرنامج النووي إلى دائرة الضوء، تصدر اللوبي الإيراني المشهد عبر محاولة الضغط من أجل كبح أي إجراء حازم ضد نظام الملالي، ليلقي الضوء بذلك على هذه الجماعات ذات النفوذ الكبير، ونجح في الوصول إلى اتفاق مع الولايات المتحدة حول مشروعها النووي في 2015، لتبدأ بإزاحة العقوبات المفروضة على اقتصادها من الغرب.
صرف الملايين .. ألغى التصنيف
صرف «ناياك» الملايين من الدولارات لدعم حملة بايدن الانتخابية نشرت صفحة المجلس الوطني الإيراني الأمريكي (NAIAC) وهو أهم لوبي إيراني في الولايات المتحدة صورة مدفوعة الثمن لجو بايدن يقف إلى جانب الرئيس السابق أوباما. كما أنفق مع مجموعات اللوبي الإيراني الأخرى كثيرا من المال، لدعم مرشحين كثر من خلال الإعلانات على الصحافة والإذاعة التلفزيونية والإنترنت، وقام بدعم وتمويل مجموعات اللوبي الإيراني الأخرى. إن مقاربات الإدارة الجديدة لملفات المنطقة تحتاج لقراءة إستراتيجية كونها مبنية على دوافع حزبية لتغيير كل ما حققته الإدارة الجمهورية السابقة بما في ذلك تغيير خارطة التحالفات مع شركاء واشنطن في المنطقة الإستراتيجية منذ عقود. ويقوم «ناياك» بتغذية الإعلام الأمريكي في حملة تشويه ممنهجة تستهدف شركاء أمريكا في المنطقة وربطها بالإرهاب وتبرئة إيران من كل ما يحدث في سورية والعراق ولبنان واليمن.
ويتزعم اللوبي الإيراني هذه الحملة الممولة إيرانيا، من خلال صحفيين وباحثين إيرانيين نافذين في وسائل إعلام دولية.
NAIAC هو جاسوس الدولة العميقة التي تدمر ولا تعمّر. ان استرضاء الأعداء على حساب الحلفاء لن ينفع وسيضر في المستقبل
ناياك يعود للواجهة.. لتدمير المنطقة.
إعادة تموضع .. استدارة.. والتفاف
فرض وصول إدارة الرئيس جو بايدن إلى الحكم واقعا مختلفا مما أدى الى عودة «ناياك» مجددا إلى الواجهة في واشنطن بعد اختفائه فترة من الزمن، وعادت قياداته إلى الحراك ونشاط للوبيات داخل اروقة الكونجرس . وظهر ذلك جليا في إعادة تموضع الإدارة الجديدة في الملف الإيراني والأزمة اليمنية وإلغاء تصنيف الحوثي منظمة إرهابية. ويعمل «ناياك» في محيط العاصمة على عدة محاور من أبرزها، المحور السياسي والإعلامي، عبر دعمها كوادر الجالية لاختراق المجال السياسي والإعلامي واستمالة كثير من الباحثين والإعلاميين عبر المؤتمرات والندوات وورش العمل، كما أن النظام الإيراني تمكن من استغلال المنح الدراسية لتسريب عدد من كوادره المدربة لاختراق مراكز البحوث والإعلام والكونجرس.
ولعب جواد ظريف في فترة حكم محمود أحمدي نجاد دورا كبيرا في تأسيس «ناياك»، والذي تعود نشأته إلى نائب وزير الخارجية الإيراني السابق صادق خرازي الذي أقام في الولايات المتحدة بين عامي 1989 و1996، واضطلع بمهمة الربط بين مؤسسات غير حكومية ومنظمات سياسية ومدنية وشركات تجارية لها مصالح اقتصادية مشتركة مع طهران. كما لعبت قيادات «ناياك» المتغلغلة في الحزب الديموقراطي ومراكز صناعة القرار دورا محوريا لتسليط الضوء على اتفاقية البرنامج النووي الإيراني وتصدر اللوبي الإيراني في الولايات المتحدة المشهد السياسي في فترة حكم أوباما عبر محاولة الضغط من أجل كبح أي إجراء حازم ضد نظام الملالي، وتمرير الاتفاق ورفع التجميد لمليارات من الدولارات في أمريكا لتغذية المليشيات الطائفية الإيرانية. ويتمركز نفوذ اللوبي الإيراني في لوس أنجليس، حيث تعيش غالبية الجالية الإيرانية حتى أن البعض أطلق عليها «طهران أنجليس»، لكن هذا الوجود الكثيف على الساحل الغربي الثري هو ما وصل بالنفوذ إلى واشنطن على الساحل الشرقي، حيث البيت الأبيض والكونجرس.
وبجانب «ناياك»، يمتلك اللوبي الإيراني عددا من المؤسسات المهمة، من بينها المؤسسة الأقدم «بيناد علوي»، التي أسسها شاه إيران بهلوي عام 1973 في نيويورك، تحت اسم «بيناد بهلوي». ولعبت بعض الشخصيات في اللوبي الإيراني أهمية كبرى في تلك الفترة مثل أمير أحمدي رئيس المجلس الوطني الإيراني الأمريكي، وفريال جواشيري الكاتبة الخاصة للرئيس الأمريكي السابق أوباما. ولدى اللوبي شخصيات إيرانية نافذة في أمريكا، وجالية كبيرة، ومؤسسة مالية داعمة، كانت البنية التحتية لتأسيس أهم واجهة للّوبي الإيراني تتمثل في الدفاع عن نظام الملالي وضمان بقائه واستمراره من خلال التأثير على مراكز صنع القرار، ومحاولة رفع العقوبات الاقتصادية على طهران من خلال الضغط على الكونغرس والعودة للاتفاق النووي واستخدامها كأداة ناعمة داعمة لمشروعها الطائفي العدواني. وعاد فيه البرنامج النووي إلى دائرة الضوء، تصدر اللوبي الإيراني المشهد عبر محاولة الضغط من أجل كبح أي إجراء حازم ضد نظام الملالي، ليلقي الضوء بذلك على هذه الجماعات ذات النفوذ الكبير، ونجح في الوصول إلى اتفاق مع الولايات المتحدة حول مشروعها النووي في 2015، لتبدأ بإزاحة العقوبات المفروضة على اقتصادها من الغرب.
صرف الملايين .. ألغى التصنيف
صرف «ناياك» الملايين من الدولارات لدعم حملة بايدن الانتخابية نشرت صفحة المجلس الوطني الإيراني الأمريكي (NAIAC) وهو أهم لوبي إيراني في الولايات المتحدة صورة مدفوعة الثمن لجو بايدن يقف إلى جانب الرئيس السابق أوباما. كما أنفق مع مجموعات اللوبي الإيراني الأخرى كثيرا من المال، لدعم مرشحين كثر من خلال الإعلانات على الصحافة والإذاعة التلفزيونية والإنترنت، وقام بدعم وتمويل مجموعات اللوبي الإيراني الأخرى. إن مقاربات الإدارة الجديدة لملفات المنطقة تحتاج لقراءة إستراتيجية كونها مبنية على دوافع حزبية لتغيير كل ما حققته الإدارة الجمهورية السابقة بما في ذلك تغيير خارطة التحالفات مع شركاء واشنطن في المنطقة الإستراتيجية منذ عقود. ويقوم «ناياك» بتغذية الإعلام الأمريكي في حملة تشويه ممنهجة تستهدف شركاء أمريكا في المنطقة وربطها بالإرهاب وتبرئة إيران من كل ما يحدث في سورية والعراق ولبنان واليمن.
ويتزعم اللوبي الإيراني هذه الحملة الممولة إيرانيا، من خلال صحفيين وباحثين إيرانيين نافذين في وسائل إعلام دولية.
NAIAC هو جاسوس الدولة العميقة التي تدمر ولا تعمّر. ان استرضاء الأعداء على حساب الحلفاء لن ينفع وسيضر في المستقبل
ناياك يعود للواجهة.. لتدمير المنطقة.