الكويت.. 60 عاماً.. مسيرة حافلة وعلاقات راسخة مع المملكة
الأربعاء / 12 / رجب / 1442 هـ الأربعاء 24 فبراير 2021 11:41
«عكاظ» (الرياض)
تحتفي دولة الكويت الشقيقة غداً (الخميس)، 25 فبراير 2021 م بالذكرى الـ 60 لاستقلالها، والذكرى الـ 30 على التحرير.
وتشارك المملكة العربية السعودية دولة الكويت حكومةً وشعباً احتفالاتها التي تأتي في ظل وحدة الصف الخليجي، وتصالح الأشقاء بعد القمة الخليجية في العلا، وسط تفاعل رسمي وشعبي في المملكة يؤكد عمق العلاقة الأخوية بين القيادتين، ويعكس الروابط الاجتماعية المتأصلة بين الشعبين الشقيقين.
ومنذ إعلان الكويت الاستقلال مرت حتى الآن بمراحل تطور وتنمية سعت من خلالها إلى تحقيق أعلى المراكز بين صفوف الدول المتقدمة، وانتهجت خططاً تنموية طموحة من أجل استكمال مسيرة بناء الدولة الحديثة على الصُّعُد كافة، أسهم فيها موقعها الإستراتيجي إذ تقع في شمال شرق الجزيرة العربية، في أقصى شمال الخليج العربي بمساحة تبلغ أكثر من 17 ألف كيلومتر مربع.
وتولى الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح مقاليد الحكم في اليوم الـ 30 من سبتمبر 2020 م، بعدما أدى اليمين الدستورية أمام أعضاء مجلس الأمة، بعد وفاة الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح -رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
وقاد الشيخ نواف الأحمد، وولي عهده الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح دولة الكويت منذ توليهما مقاليد الحكم إلى آفاق جديدة تعزز من جهود الشيخ الراحل صباح الأحمد ـ رحمه الله- إذ حققت جهودهما خلال مدة قصيرة تقدماً ونمواً ونجاحاً في مختلف المجالات تلبي تطلعات وطموحات الشعب الكويتي، وتحقيق العدالة والمساواة بما يضمن الارتقاء بالأمة الكويتية لمنافسة مصاف الدول المتقدمة.
ويسير الشيخ نواف الأحمد على خُطا سلفه الشيخ صباح الأحمد - رحمه الله - من خلال حرصه على وحدة الصف الخليجي، ويشارك قيادة المملكة رؤيتها في تحقيق مزيد من التضامن والاستقرار بين شعوب الخليج والمنطقة ككل.
ويؤكد الشيخ نواف الأحمد وولي عهده أن الوشائج الأخوية والعلاقات الكويتية السعودية ضاربة بجذورها في أعماق التاريخ من خلال علاقتهما العميقة والأخوية مع خادم الحرمين الشريفين وولي عهده.
وتحتفي المملكة بقيادة الشيخ نواف الأحمد الذي أكمل مساعي الشيخ الراحل صباح الأحمد في توطيد العلاقة بين البلدين الشقيقين القائمة على الشراكة الإستراتيجية في الجوانب السياسية والعسكرية واللوجستية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية.
وتجمع ملوك المملكة بأمراء الكويت منذ عهد الملك عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمير محمد بن سلمان علاقة شخصية وإستراتيجية عميقة، تؤكد معنى الأخوة والمواقف والمصير المشترك.
وشهدت العلاقات التاريخية المتينة والقوية والمتميزة بين المملكة العربية السعودية ودولة الكويت تطوراً ونمواً وازدهاراً مُطَّرِداً وتعاوناً كبيراً في المجالات كافة، وبنيت على أسس راسخة، تجمعها روابط الدم والدين واللغة، وتجانس الأسر والمصاهرة، وحسن الجوار الممتد قروناً عدة بشكلٍ قلَّ نظيره بين أيٍّ من بلدان العالم.
واكتسبت العلاقات بين البلدين الشقيقين -التي تعود إلى 130 عاماً بدأت عام 1891م- المزيد من القوة نظير العلاقات المتينة التي جمعت الإمام عبدالرحمن الفيصل بأخيه الشيخ مبارك صباح الصباح الملقب بمبارك الكبير - رحمهما الله -، وعزز تلك العلاقة مؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، قبيل استعادة الرياض في عام 1902م لتستمر تلك العلاقة بعد ذلك مع ملوك المملكة حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.
ومن هذا المنطلق توثقت علاقات التعاون والتنسيق بين البلدين في مختلف المجالات سعياً لتحقيق ما فيه خير لشعوب دول مجلس التعاون الخليجي، وشعوب الأمتين العربية والإسلامية، وخدمة قضايا العدل والسلام في العالم أجمع.
وعلى الرغم من التحديات التي كانت تعصف بالمنطقة والعالم على مر السنين، إلا أن البلدين الشقيقين كانا على إدراك كبير بأهمية حفظ روابط هذه الأخوة التي تجمعهما على المستويين الحكومي والشعبي لمواجهة هذه التحديات تحت ظل قيادتين حكيمتين للمملكة العربية السعودية ودولة الكويت، وكجزء من إجماع مشترك على مصير الأخوة بمفهومها الشامل بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
ومرت العلاقات السعودية الكويتية بمراحلَ ومنعطفاتٍ أكدت رسوخها وأهميتها منذ أن زارها الملك عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - خلال الأعوام: 1910 م، و1915 م، و1936 م، ووقع عدداً من الاتفاقيات مع حكومة الكويت في الثاني من شهر ديسمبر 1922م، وهي اتفاقية العقير لتحديد الحدود بين المملكة والكويت، وإقامة منطقة محايدة بين البلدين، وذلك بدعم من الملك عبدالعزيز آل سعود، والشيخ أحمد الجابر الصباح رحمهما الله.
كما تم في 20 أبريل 1942م التوقيع على اتفاقية تهدف لتنظيم العلاقات السياسية والاقتصادية والأمنية بين البلدين، شملت جوانب الصداقة وحسن الجوار، والتجارة، إضافة إلى ما يختص بالجانب الأمني واللوجستي.
وفي كل مرة تظهر قوة العلاقات بين المملكة والكويت رسوخاً وسط الأحداث التي عصفت بمنطقة الخليج العربي، وبسببها أضاف البلدان بعداً إستراتيجياً جديداً لمفهوم علاقاتهما الثنائية تمخض عنه هدف الوقوف يداً واحدة ضد من تسول له نفسه المساس بسيادة أراضيهما أو مصالح شعبيهما، وإبعاد المنطقة عن شبح الصراعات الدولية، ومن ذلك مواقف المملكة المشرفة مع دولة الكويت عام 1990م أثناء الاحتلال العراقي حينما قاد الملك فهد بن عبدالعزيز إلى جانب شقيقيه الشيخ جابر الأحمد والشيخ سعد العبدالله - رحمهم الله - جهوداً دبلوماسية أدت إلى كسب التأييد الدولي لتحرير الكويت، التي جاءت انطلاقاً من الأخوَّة التاريخية للعائلتين الكريمتين والشعبين الشقيقين مما يجسد معنى المصير المشترك بين الأشقاء، إذ دائما ما تكون المملكة والكويت إلى جانب بعضهما في مختلف الأحداث.
ويعد تحرير الكويت تتويجاً لما بذلته قيادة البلدين والشعبين الشقيقين من تضحيات وتلاحم وتآزر وتكاتف لا مثيل له إبان الاحتلال.
كما تعد ذكرى التحرير غالية على السعوديين مثلما هي غالية على أشقائهم الكويتيين، لذلك يشارك السعوديون أشقاءهم الكويتيين الاحتفاء بها كما شاركوهم أحزانهم أثناء العدوان على الكويت.
ووثّق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، روح التعاون بشكل أكبر مع الأشقاء في دولة الكويت، حينما وافق مجلس الوزراء في جلسته المنعقدة برئاسته في شهر ذي القعدة عام 1439هـ على محضر إنشاء مجلس التنسيق السعودي الكويتي، ثم جرى التوقيع على المحضر بعد 24 ساعة من الموافقة عليه في اجتماع جرى في دولة الكويت بين وزير الخارجية عادل الجبير، ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، بغية دعم العمل الثنائي المكثف بين البلدين، وتعزيز العمل الجماعي المشترك.
وكان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، قد زار دولة الكويت بعد توليه مقاليد الحكم في البلاد في شهر ديسمبر 2016م، واستُقبل في الكويت استقبالاً كبيراً على المستوى الحكومي والشعبي، في حين سبق له زيارة الكويت عندما كان أميراً للرياض، وكذلك عندما كان وليّاً للعهد إذ ترأس وفد المملكة في اجتماع القمة العربية التي عُقدت في الكويت عام 2014م.
واستقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أخاه الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح - رحمه الله - مرات عدة خلال زياراته للمملكة، ومنها في يونيو 2017م، إذ استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أخاه أمير دولة الكويت في قصر السلام بجدة، كما زار أمير دولة الكويت المملكة في أكتوبر 2017م، واستقبله الملك ومرافقوه في الرياض بحفاوة غامرة، وعقد الجانبان اجتماعاً استعرضا خلاله العلاقات الأخوية الوثيقة، ومجمل الأحداث في المنطقة.
ولا تنفك المملكة العربية السعودية ودولة الكويت عن تأكيد وحدة مواقفهما تجاه معالجة قضايا المنطقة والإقليم، والقضايا الدولية ذات العلاقة، سواء عن طريق الرسائل الرسمية، أو الاتصالات الهاتفية، أو الزيارات المتبادلة، لذا كانت آراء البلدين متوافقة مع الكثير من قضايا المنطقة لاسيما مكافحة الإرهاب والتطرف، وتطورات الصراع في بعض المناطق العربية، والتصدي لنشاطات المنظمات الإرهابية وفي مقدمتها: تنظيم داعش الإرهابي، ومليشيات حزب الله الإرهابي في لبنان، ونظيرتها الحوثية في اليمن؛ لذا انضمت دولة الكويت للتحالف العربي الإسلامي لإعادة الشرعية لليمن.
وجدد ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، هذه العلاقات بزيارته الميمونة إلى دولة الكويت في شهر محرم من عام 1440هـ، إذ استقبله الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت رحمه الله.
وهذه الزيارة هي الثانية لسموه، إذ زارها في شهر مايو 2015م عندما كان وليّاً لولي العهد، والتقى حينها بأمير دولة الكويت، وبحثا العلاقات الثنائية الوثيقة بين البلدين، ومستجدات الأوضاع في المنطقة، وجهود البلدين المبذولة تجاهها.
ورسخت العلاقة الأخوية التي تجمع الأمير محمد بن سلمان والشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح ولي العهد بدولة الكويت العلاقات التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين، وأسهمت في حل القضايا ذات الاهتمام المشترك في المنطقة.
وفي المجال النفطي شهدت العلاقة بعداً جديداً عندما أطلق الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الطاقة، بحضور وزير النفط وزير الكهرباء والماء بدولة الكويت الدكتور خالد الفاضل في الـ 29 من شهر ربيع الآخر من العام 1441هـ شارة العد التنازلي للبدء باستئناف عمليات الإنتاج في عمليات الخفجي المشتركة، واصفاً في تصريح صحفي في حينه التوقيع على اتفاقية ملحقة باتفاقيتي تقسيم المنطقة المقسومة والمنطقة المغمورة المحاذية للمنطقة المقسومة بين البلدين بأنه توافق وليس اتفاقاً لما يربط البلدين من روابط مشتركة تتعدى الثروات الطبيعية إلى الثروات البشرية.
وجاء الإطلاق نتيجة التوجيهات السديدة من خادم الحرمين الشريفين وحرصه على إنهاء ملف المنطقة المقسومة والمنطقة المغمورة بالتوافق للخروج برؤية مستقبلية مستقرة ومستدامة، إضافة لاهتمام ولي العهد، إذ كان طرفاً أساسياً في الوصول إلى نصوص سميت بنقاط الأسس التي تم التفاوض عليها.
وتعد دولة الكويت أحد أهم منتجي ومصدري النفط في العالم، وهي عضو مؤسس في منظّمة الدول المصدرة للبترول «أوبك» وتمتلك خامس أكبر احتياطي نفطي في العالم.
وتعمل الحكومة الكويتية بقيادة الشيخ نواف الأحمد، وولي عهده، على تنمية المسيرة الاقتصادية وتعزيز العلاقات التجارية بين المملكة والكويت، لفتح آفاق أوسع للنمو الاقتصادي، الذي أحرز نمواً إيجابياً وتنوعاً اقتصادياً في البلدين خلال المدة الماضية.
وسجل حجم التجارة المتبادلة بين البلدين وَفْقاً لآخر إحصاءات الهيئة العامة للإحصاء ارتفاعاً خلال الأعوام العشرة الماضية، إذ قفز إجمالي حجم التجارة بين البلدين إلى 9 مليارات و28 مليون ريال في 2019 بمتوسط سنوي بلغ 3.7 %، فيما سجل الميزان التجاري فائضاً بمقدار 5 مليارات و155 مليون ريال، إذ بلغ إجمالي الصادرات السعودية للكويت 7 مليارات و121 مليون ريال وبلغت الواردات ملياراً و960 مليون ريال بنهاية 2019م.
ومنذ تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية في شهر رجب عام 1401هـ جمعت بين البلدين الشقيقين المملكة العربية السعودية ودولة الكويت أكثر من اتفاقية خليجية مشتركة من أهمها الاتفاقية الاقتصادية الخليجية الموحدة في شهر شعبان من العام نفسه، أعقبها في عام 1404 هـ إنجاز اقتصادي آخر تحقق عند إنشاء مؤسسة الخليج للاستثمار، إضافة إلى المشروعات السعودية الكويتية المشتركة الكبيرة.
وتسعى دولة الكويت جاهدة من خلال رؤيتها «كويت 2035» إلى تحويل البلاد لمركز مالي وتجاري عالمي جاذب للاستثمارات المحلية والأجنبية، إذ في مقدمة مشروعاتها مشروع «مدينة الحرير» الواقع في الواجهة البحرية، في منطقة الصبية بشمال شرق الكويت وتقدر مساحة المشروع بـ 250 كيلومتراً مربعاً، ومن المتوقع أن يستغرق إنشاؤه نحو 25 عاماً تقريباً بكلفة تقدر بنحو 86 مليار دولار، الأمر الذي سيضع الكويت عند الانتهاء منه على الخريطة الاقتصادية والاستثمارية والسياحية عالمياً.
وعلى صعيد التعاون بين مجلسي الشورى والأمة في البلدين شهد شهر يناير 2019 م اجتماعاً بين وفد مجلس الشورى برئاسة عضو المجلس نائب رئيس لجنة الصداقة البرلمانية السعودية الكويتية الدكتور أحمد بن محمد الغامدي والوفد المرافق له في مقر مجلس الأمة الكويتي بوكيل الشعبة البرلمانية النائب راكان النصف وعدد من نواب مجلس الأمة الكويتي، إذ بحثوا الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، ومنها ما يختص بأنظمة الإسكان وإستراتيجياته.
ووصف رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق بن علي الغانم العلاقة التاريخية السعودية الكويتية بالمميزة من حيث الخصوصية والروابط المشتركة والتكامل الاجتماعي والاقتصادي والسياسي الكامل بين البلدين الشقيقين، مشدداً على أن الشعب الكويتي لن ينسى الموقف السعودي الشجاع إبان الاحتلال الغاشم لدولة الكويت عندما فتحت المملكة العربية السعودية وأبناؤها قلوبهم قبل منازلهم لإخوانهم وأشقائهم الكويتيين.
ويحرص مجلسا الشورى والأمة على اتباع سياسة القادة وعلى تعزيز وتوثيق وتطوير وتفعيل العلاقات الثنائية البرلمانية بين المجلسين ويتجسد هذا الأمر في لقاءاتهما قبل بداية المحافل الدولية أو الإقليمية والتنسيق المشترك تجاه جميع القضايا التي تهم البلدين أو دول مجلس التعاون الخليجي أو الدول الإسلامية والعربية.
وفي مجال التعاون العلمي بين البلدين يوجد العديد من الطلاب السعوديين الذين يدرسون في جامعات دولة الكويت في مختلف التخصّصات، ومنهم من يقيم مع أسرته في الكويت بدواعي المصاهرة والقربى، ولهم حضور فاعل في الأوساط الأكاديمية، والمعرفية، والفكرية بمتابعة من الملحقية الثقافية السعودية في دولة الكويت.
ويحرص البلدان الشقيقان على المشاركة الشعبية في الفعاليات الوطنية التي ينظمها كلا البلدين سنوياً، وشكل معرض «الفهد روح القيادة» ملمحاً مهماً في توطيد العلاقات بين المملكة والكويت من خلال فعاليات عدة أقيمت على هامش تنظيمه في الكويت منتصف جمادى الآخرة من عام 1440هـ، ومنها ندوة «العلاقات السعودية الكويتية منذ التأسيس حتى وقتنا الحاضر»، بمشاركة العديد من الباحثين في التاريخ، والمهتمين والإعلاميين، وجمع من زوار المعرض.
وقد عرضت الندوة جوانب من شخصية الملك فهد - رحمه الله -، ونشأة مجلس التعاون الخليجي، ودور الملك فهد في إنشائه، وكذلك عن وعي وإدراك الملك فهد إلى الكثير من الأمور قبل وقوعها، وأدواره وقرارته - رحمه الله - في القضايا الخليجية والعربية والعالمية، إضافة إلى التأكيد أن الملك فهد - رحمه الله - لم يكن يعمل لصالح بلده المملكة فحسب، وإنما كان يعمل لصالح دول مجلس التعاون الخليجي ولصالح الأمتين العربية والإسلامية، ودعم - رحمه الله - التنسيق الكبير بين المملكة العربية السعودية ودولة الكويت في الحِقب الزمنية الماضية.
كما أقيمت على هامش المعرض ندوة بعنوان «العلاقات الفنية السعودية الكويتية»، إضافة إلى تخصيص جناح بمسمى «أخوة راسخة» جسّد العلاقات السعودية ـ الكويتية منذ عهد الملك عبدالعزيز وأمير الكويت الشيخ مبارك الصباح - رحمهما الله - وحتى وقتنا الحاضر، وذلك عبر صور تحكي تاريخ هذه العلاقة المميزة.
وبعنوان «أخوة راسخة.. العلاقات السعودية الكويتية» صدر كتاب ضمن إصدارات معرض وفعاليات تاريخ الملك فهد بن عبدالعزيز «الفهد.. روح القيادة»، مؤرخاً العلاقات السعودية الكويتية.
ورصد الكتاب الذي عمل على جمعه وإعداده الباحث التاريخي عدنان الطريّف العلاقة الوطيدة بين المملكة ودولة الكويت بالصور منذ عهد الملك عبدالعزيز - رحمه الله - وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين وولي عهده في 230 صفحة، وفصول عدة.
وتناغمًا مع ذلك الانصهار الثقافي بين البلدين افتتحت حرم أمير منطقة الرياض الأميرة نورة بنت محمد بن سعود المعرض التشكيلي للفنانات الكويتيات الذي يجسد مدى عمق العلاقة الأخوية بين المملكة والكويت ويمثل جزءاً من مجموعة الفعاليات الثقافية التي تؤكد الترابط الثقافي بينهما.