حراس الطموح وشرطته
السبت / 15 / رجب / 1442 هـ السبت 27 فبراير 2021 23:12
مالك عبيد
تبقى الحياة ميداناً واسعاً للتنافس وتحقيق الطموحات بالرغم من كم العراقيل والصعوبات والمتغيرات. وليس هناك أكثر من أرض الواقع محكاً حقيقياً لقدرة الكائنات البشرية على التطور وتحقيق طموحاتها وتطلعاتها منذ فجر الخليقة ولغاية اليوم مستفيدة من وعيها بذاتها وبما تجده من عوامل قوة وأفكار وإمكانات ترتكز عليها لتحقيق ذلك. ولعل هذه المعادلة هي التي أخرجت الإنسان من عالم الكهوف إلى عالم بناء الحضارة والمدن وغزو الفضاء.
الحياة ليست مشروعاً عشوائياً يقوم على الصدف المحضة، ولا على عشواء الطفرات الجينية غير المبررة منطقياً أو علمياً، بل هي مشروع واسع يقوم على التحدي والعمل والصبر والمثابرة وبذل الجهد في تحويل المشاق إلى فرص حقيقية. وبالتالي فإن القبول بمنطق المنافسة والطموح هو منطق واقعي عقلاني بامتياز، وهو الشرط الأساسي لبقاء عجلة التنمية في حركة مستمرة، ومؤشر مهم على علو درجات الوعي، ما دامت تلك المنافسة لا تخرج عن قواعد اللعبة بشكلها المهني والأخلاقي والإنساني ولا تخل لا بمفاهيم العدالة ولا بحقوق الآخرين.
في المملكة اليوم نعيش حالة غير عادية من النشاط والحيوية والتحدي على مختلف المستويات والاتجاهات، وبدرجة لم نعتد عليها من قبل. وقد استطاع الأمير محمد بن سلمان أن يعيد توزيع الأوراق ويغير من قواعد اللعبة السياسية والإدارية بالأصعب والأبعد من الطموح والتطلعات، ولتتحول المملكة معه تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين إلى مضمار كبير تملؤه الحماسة، والتنافسية والانضباط وتحديد الأهداف. وليجد أي شخص مرتبط بهذا المضمار نفسه جزءاً منه وفاعلاً فيه.
ولعل هذا ما يفسر طبيعة وخلفيات حزم القرارات التي تصدر بين الفينة والأخرى بصفتها قرارات سيادية ترتكز على حجم البلد ومكانتها الإقليمية والعالمية، وتهدف إلى دفع عجلة التنمية الوطنية نحو الأمام. ففي عالم السياسة والاقتصاد والثقافة والفن والإعلام وغيرها، لا مكان للمجاملات أو التردد ولا حد للطموح على حساب المصالح الوطنية ولا على الحقوق الشخصية مادامت تستند إلى مفاهيم الاستحقاق وتمتثل لشروطه. وبالتالي ليس من الحكمة القبول باستمرار الخلل أو التردد بالإصلاح تحت ذرائع محبطة لا تعترف بالطموحات.
في ميدان كهذا العاقل فقط هو من يرفض العزلة والانكفاء على الذات على حساب المشاركة في الميدان الذي يؤمن بقدرته على الإبداع فيه. والعاقل هو من يقدم، لا من يتردد أمام من يريد أن يحدد له سقف أحلامه وتطلعاته. لذلك علينا جميعاً أن نكون أبناء مرحلتنا فلا نخضع لدعاية تتمحور حول المستحيل والضعف والعجز. بل علينا ألا نلتفت لكل ما من شأنه تحويل بوصلة اهتمامنا وتركيزنا إلى قبولنا بالأمر الواقع على أنه أفضل ما بالإمكان. بل علينا أن نطمح وأن ننافس وأن نكون أكثر شجاعة بالتعبير عن أحلامنا وتطلعاتنا، مرتكزين على ثقتنا بأنفسنا وعلى نجاحاتنا المتسلسلة وتنميتنا لذاتنا. وبناء عليه لا يجب أن نرفض المنافسة ولا أن نهرب منها ولا أن نتنازل عنها تحت تهديد التهويل والتحبيط والسخرية.
ليس لمحكمة ولا قوى ولا قانون في الكون الحق بتجريم الطموحات، وتحديد الأحلام والأفكار مهما عظمت، مادامت هي طموحات مشروعة وتحترم الشرائع والقوانين وتؤمن بمفاهيم وقيم الشرف المهني والإنساني. وبالتالي فإن كل ما نحلم به ليس بعيداً، ولا يهم إن كان هناك من يراه مستحيلاً لأن ذلك شأنه الخاص ووهمه الذي لن يعمر طويلاً. فالمنافسة في ميادين الحياة قيمة من قيم الشجاعة والشرف والوعي وحق لا يجب التنازل عنه.
كاتب سعودي
malekObied@
الحياة ليست مشروعاً عشوائياً يقوم على الصدف المحضة، ولا على عشواء الطفرات الجينية غير المبررة منطقياً أو علمياً، بل هي مشروع واسع يقوم على التحدي والعمل والصبر والمثابرة وبذل الجهد في تحويل المشاق إلى فرص حقيقية. وبالتالي فإن القبول بمنطق المنافسة والطموح هو منطق واقعي عقلاني بامتياز، وهو الشرط الأساسي لبقاء عجلة التنمية في حركة مستمرة، ومؤشر مهم على علو درجات الوعي، ما دامت تلك المنافسة لا تخرج عن قواعد اللعبة بشكلها المهني والأخلاقي والإنساني ولا تخل لا بمفاهيم العدالة ولا بحقوق الآخرين.
في المملكة اليوم نعيش حالة غير عادية من النشاط والحيوية والتحدي على مختلف المستويات والاتجاهات، وبدرجة لم نعتد عليها من قبل. وقد استطاع الأمير محمد بن سلمان أن يعيد توزيع الأوراق ويغير من قواعد اللعبة السياسية والإدارية بالأصعب والأبعد من الطموح والتطلعات، ولتتحول المملكة معه تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين إلى مضمار كبير تملؤه الحماسة، والتنافسية والانضباط وتحديد الأهداف. وليجد أي شخص مرتبط بهذا المضمار نفسه جزءاً منه وفاعلاً فيه.
ولعل هذا ما يفسر طبيعة وخلفيات حزم القرارات التي تصدر بين الفينة والأخرى بصفتها قرارات سيادية ترتكز على حجم البلد ومكانتها الإقليمية والعالمية، وتهدف إلى دفع عجلة التنمية الوطنية نحو الأمام. ففي عالم السياسة والاقتصاد والثقافة والفن والإعلام وغيرها، لا مكان للمجاملات أو التردد ولا حد للطموح على حساب المصالح الوطنية ولا على الحقوق الشخصية مادامت تستند إلى مفاهيم الاستحقاق وتمتثل لشروطه. وبالتالي ليس من الحكمة القبول باستمرار الخلل أو التردد بالإصلاح تحت ذرائع محبطة لا تعترف بالطموحات.
في ميدان كهذا العاقل فقط هو من يرفض العزلة والانكفاء على الذات على حساب المشاركة في الميدان الذي يؤمن بقدرته على الإبداع فيه. والعاقل هو من يقدم، لا من يتردد أمام من يريد أن يحدد له سقف أحلامه وتطلعاته. لذلك علينا جميعاً أن نكون أبناء مرحلتنا فلا نخضع لدعاية تتمحور حول المستحيل والضعف والعجز. بل علينا ألا نلتفت لكل ما من شأنه تحويل بوصلة اهتمامنا وتركيزنا إلى قبولنا بالأمر الواقع على أنه أفضل ما بالإمكان. بل علينا أن نطمح وأن ننافس وأن نكون أكثر شجاعة بالتعبير عن أحلامنا وتطلعاتنا، مرتكزين على ثقتنا بأنفسنا وعلى نجاحاتنا المتسلسلة وتنميتنا لذاتنا. وبناء عليه لا يجب أن نرفض المنافسة ولا أن نهرب منها ولا أن نتنازل عنها تحت تهديد التهويل والتحبيط والسخرية.
ليس لمحكمة ولا قوى ولا قانون في الكون الحق بتجريم الطموحات، وتحديد الأحلام والأفكار مهما عظمت، مادامت هي طموحات مشروعة وتحترم الشرائع والقوانين وتؤمن بمفاهيم وقيم الشرف المهني والإنساني. وبالتالي فإن كل ما نحلم به ليس بعيداً، ولا يهم إن كان هناك من يراه مستحيلاً لأن ذلك شأنه الخاص ووهمه الذي لن يعمر طويلاً. فالمنافسة في ميادين الحياة قيمة من قيم الشجاعة والشرف والوعي وحق لا يجب التنازل عنه.
كاتب سعودي
malekObied@