كتاب ومقالات

افعلها يا صندوق الاستثمارات العامة

علي محمد الحازمي

لم يكن مفاجئاً إطلاق شركة السودة للتطوير باستثمارات تتجاوز 11 مليار ريال، لأنه أتى متناغماً مع رؤية المملكة لتعزيز دور القطاع السياحي في تعزيز النمو الاقتصادي بشكل عام والقطاع السياحي بشكل خاص، إضافة لكون التحركات الاستثمارية والتطويرية لصندوق الاستثمارات العامة باتت واضحة المعالم والتوجهات، وهذه تعد ميزة مهمة لأنها تساعد القطاع الخاص ليكون مهيئاً للفرص الاستثمارية المستقبلية التي يخلقها الصندوق، لأن واحداً من أهداف صندوق الاستثمارات العامة دعم دور القطاع الخاص والعمل معه وتمكينه عبر الاستثمار في قطاعات تنمي وتعزز حضوره.

طموحات مشروع تطوير السودة كبيرة وتتماشى مع مستهدفات المملكة من حيث تنمية الإيرادات غير النفطية، فمثلاً يهدف المشروع إلى جذب أكثر من 2 مليون زائر سنويّاً وخلق 8000 وظيفة مباشرة وغير مباشرة بحلول عام 2030، كما أنه سيساهم في زيادة إجمالي الناتج المحلي تراكمياً بـ 29 مليار ريال.

هذه الطموحات والمستهدفات من شأنها أن تحقق أرقاماً أكبر من ذلك إذا تم إضافة تطوير الساحل البحري الممتد من الشقيق وصولاً إلى محافظة القنفذة، لأنها ستخلق فرصة استثمارية ووظيفية أكبر، كما أنها ستزيد من مساهمة هذا المشروع في الناتج المحلي من 29 مليار ريال تراكمياً إلى 35 مليار ريال بحد أدنى.

ما يميز منطقة الجنوب بشكل عام تمتعها بتنوع مناخي وتضاريسي في نفس الوقت، مما خلق ميزة نسبية ساعدتها لتكون وجهة سياحية طوال العام. واحدة من الميزات التي يبحث عنها السائح، سواء السائح الداخلي أو القادم من الخارج، هو قرب الأماكن السياحية من بعضها البعض بتنوع أنشطتها ومناخها وتضاريسها، لذلك تمتع السائح بجمال عسير من حيث المناخ والتضاريس والأنشطة الترفيهية الجبلية وفي نفس الوقت يتمتع بالأجواء الساحلية البحرية الممتدة من الشقيق إلى القنفذة والتي لا تبعد عن مرتفعات عسير سوى 45 دقيقة، سيضيف بُعداً سياحياً آخر لتلك الأماكن على وجه العموم ولهؤلاء السياح على وجه الخصوص.

افعلها يا صندوق الاستثمارات العامة وسيكون اسمها جميلاً لو نطلق عليها «شركة السودة وساحل البحر الأحمر للتطوير».

كاتب سعودي

Alhazmi_A@